برامج الطبيخ.. “طبيخ”

آخر تحديث : الثلاثاء 26 مارس 2019 - 12:34 صباحًا
بقلم: د. حسين نوح
بقلم: د. حسين نوح

اتابع ما يحدث علي الساحه المصريه عن كثب وبأهتمام معتقدا اننا في مرحله مهمه لبناء مصر الحديثه لتقف في مصاف الدول العظمي فهي في نظري تستحق وذلك ليس بشفونيه او مبالغه انما ذلك نابع من معرفتي بالتاريخ المصري وشغفي العام بالمعرفه علي العموم .

وعلي سبيل المثال وليس الحصر فمصر هي ألقوه التنويريه الحقيقيه في منطقه الشرق الأوسط وصاحبه البدايات والسبق في كل مناحي التنوير والثقافه.والعلوم والرياده في الفنون والآداب والسينما والمسرح. وقدمت الكثير من العلماء والمفكرين والفلاسفه .

ولكن وكعادتي وانا اتابع ما يقدم من برامج ومتصفحاً ومتنقلا للقناوات الفضائيه الكثيره. لاحظت ان كثير منها لا يلائم لا المرحله ولا الحاله التي نعيشها .

ما هذا الكم من برامج الطبيخ. ولماذا هذا الاهتمام. وتابعت بتركيز ما يقدم طوال اليوم فهالني ما شاهدته.

معظم البرامج تجد مطبخ. شيك وشيف او سيده جميله او متوسطه الجمال تقدم لك كثير من انواع الاكل والحلاويات وقد يكون ذلك مقبولا. ولكن. حين تابعت ما يقدم. اندهشت وفعلا أصبت باذبهلال. وفتحت فمي مندهشا .

ما تلك النوعيات من الطعام وما هذا البذخ. وهل يعرف السيد المعد لتلك البرامج والسيد الشيف ان ما يقدمه قد يكون مناسب فقط لاقل من خمسه في المائه من المصريون. فالسيمون. ومكرونه الفيتوتشيني. والسلطه بعين الجمل والجبنه البرمزان. ودريسنج. الافوكادو.والريكفورد وكتف الضاني كل ذلك ياساده لا يهتم به كثير من المصريين. فالاقاليم والقري ومعظم سكان. شوارع القاهره وحواريها. ياكلون الفول والبطاطس. والفاصوليا. والمسقعه. وحتي امي رحمه الله عليها كانت تحشي محشي الكرنب بورق الكرنب ونأكل والحلو مهلبيه او لقمه. القاضي وحبذا لو بطيخ. ثم ننطلق نمارس الحياه بسعاده وحب.

اشاهد برامج يتم فيها استدعاء أطباء وباحثين عن شهره. واحياناً برامج لتفسير لاحلام والدجل والأبراج واتفهم ذلك فتلك برامج دعائيه مدفوعة الثمن والغرض منها الصرف علي المحطات المديونه. ولكن لماذا لا نجد برامج جاذبه للجمهور. ولماذا لا نجد الا القليل من الاعمال التي تحمل قيم ومثل فما احوجنا اليها بعد ان حاصرتنا اغاني المهرجانات. والهطل والفجاجه. والأعمال السوتيه قليله الطهي والنضج . لقد صارت لدينا اعمال طارده. لقيم اعمال العقل. فانت حين تأتي بكاتب ساذج يحل مشاكله الدراميه بالصدفه البحتة فأنت هنا ودون درايه تشجع المشاهد علي عدم اعمال العقل.

اعتقد وقد اكون علي صواب ان السبب الاكيد لكثير مما اصاب البعض من الفهلوه والبلطجة والتواكل والاستهتار هو نتاج تقديم فنون وادب ساذج واهمال دور التنوير العقلي والذي يشارك التليفزيون والراديو فيه بالدور الاكبر. اين برامج التنوير الحقيقي ويتذكر معي من هم فوق الخمسين عام. كثير منها في برامج الستينات والسبعينات. اين زياره لمكتبه فلان. اين حكاوي القهاوي. اين نور علي نور ونادي السينما وعالم المسرح وكثير.من برامج لمبدعين مثل فاروق شوشه واحمد سمير وليلي رستم واحمد فراج

لقد تنازل التليفزيون عن دوره وترك الساحه للفيس بوك وبابا جوجل. واهتم. ببرامج الطبيخ وقليل من برامج الترفيه للترفيه فقط. وأحياناً برامج جيده تفقد طريقها وسط برامج لملئ الهواء الذي يكلفنا الكثير

مصر الان في أشد الحاجه لمخلصين محبين وليس للتجار واصحاب المصالح والباحثين عن الشهره دون اهتمام بمصير دوله عريقه تستحق الوقوف في مصاف الدول العظمي.

كفانا طبيخ حتي لا تتحول حياتنا لطبيخ حامض.. مصر تستحق .

رابط مختصر
2019-03-26 2019-03-26
أترك تعليقك
0 تعليق
*الاسم
*البريد الالكترونى
الحقول المطلوبة*

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شروط التعليق : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء اسرة العربي الأفريقي الالكترونية وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.

حاتم عبدالقادر