“روحاني” يستعطف الشعب الأميركي لتخفيف العقوبات

آخر تحديث : الأحد 22 مارس 2020 - 10:38 صباحًا
“روحاني” يستعطف الشعب الأميركي لتخفيف العقوبات
طهران - وكالات:

دفعت الأزمات المتتالية التي تشهدها إيران والتي تفاقمت عقب تفشي فيروس كورونا القاتل، الرئيس حسن روحاني نحو التوجه إلى الشعب الأميركي في محاولة يائسة لاستعطافه من أجل تخفيف العقوبات الأميركية على الاقتصاد الإيراني المتهالك على وقع أزمات متناثرة.

وأفاد موقع ‘إيران إنترناشيونال عربي’ السبت أن روحاني توجه برسالة إلى الشعب الأميركي مساء الجمعة، قال فيها إن “ضحايا العقوبات وفيروس کورونا هم المواطنون العاديون في الأزقة والشوارع، وليس التيارات السياسية”، طالبا الشعب الأميركي حث حكومته على رفع العقوبات على إيران.

وأضاف روحاني في رسالته “باسم العدالة الإنسانية أخاطب ضمائرکم الطاهرة وفطرتكم الإلهية وأطلب منكم إبلاغ حكومتكم ونوابكم في الكونغرس بأن العداء والضغوط والعقوبات لم ولن تجدي أي نفع في أي وقت”.

ويئن الاقتصاد الإيراني تحت وطأة العقوبات الأميركية التي فرضتها واشنطن عقب انسحابها عام 2018 من الاتفاق النووي، حيث يتهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب طهران بتنفيذ أنشطة إرهابية مزعزعة لاستقرار المنطقة عبر تحريك وكلائها في أكثر من بلد.

ويرى ترامب أن الغرض من العقوبات هو الحد من أنشطة إيران التخريبية ومنعها من تخصيب اليورانيوم بما يخول لها امتلاك أسلحة نووية فتاكة.

وزاد من مصاعب إيران الاقتصادية واضطراباتها السياسية فيروس كورونا الذي ضرب المدن الإيرانية بشراسة، وقتل آلاف الأشخاص بينهم مسؤولين سياسيين وكوادر طبية.

وفي هذا الإطار قالت وزارة الصحة الإيرانية السبت أن عدد المصابين بلغ 21610، وذلك بعد الإعلان عن 966 إصابة جديدة خلال الـ24 ساعة الأخيرة، فيما توفي جراء الفيروس 123 شخص ليصل مجمل الضحايا في إيران إلى 1556.

وأمام هذه الإحصاءات الرسمية، تؤكد مصادر خاصة في إيران أن عدد الوفيات أكبر بكثير مما هو معلن من قبل السلطات التي تحاول إخفاء الأرقام الحقيقية.

وذكرت مصادر ‘إيران إنترناشيونال عربي’ السبت أن ضحايا الفيروس بلغت 3511، فيما لا يزال النظام الإيراني يعارض فرض الحجر الصحي على المدن، معتبرا أن ذلك من صلاحيات مركز مكافحة كورونا وليس من صلاحيات النظام.

ويعكس تراخي النظام الإيراني عن إعلان حجر صحي عام على كل المحافظات الإيرانية ضمن تشديد الإجراءات لوقف نزيف الإيرانيين بسبب الفيروس، مدى مخاوف طهران من أن ذلك سيلقي بظلال وخيمة على الاقتصاد ويعطل القطاعات الحيوية في وقت تشهد فيه إيران أسوأ أزماتها منذ عقود.

وكشف فيروس كورونا الذي لم يستثني من الإصابات مسؤولا ولا مواطنا في إيران هشاشة القطاع الصحي وعدم قدرة النظام على مجابهة مثل هذه الكوارث، حيث تفتقر إيران إلى أبسط مقومات الوقاية الصحية، فيما تواصل قياداتها صرف أموال طائلة في تمويل الميليشيات الإرهابية التي تنشط في أكثر من دولة بمنطقة الشرق الأوسط.

وتدهور الاقتصاد الإيراني تدريجيا بفعل عقوبات واشنطن، إذ خسرت إيران 200 مليار دولار بسبب العقوبات، وفق ما أكده الرئيس روحاني في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وأقر النظام الإيراني أن بلاده عاجزة تحت عباءة العقوبات الأميركية حتى الآن عن توفير المستلزمات الكافية لمواجهة الفيروس بشكل فعال، آملة في رفع العقوبات، وهو ما لم ترحب به واشنطن.

وقال روحاني محذرًا “في ظروف الوباء العالمي الخطير تزول المسافة بين طهران وباريس ولندن وواشنطن، وأي سياسة عدائية قصيرة النظر تتسبب بإضعاف نظام إيران الصحي ومواردها المالية في إدارة أزمة كورونا، ستؤثر بشكل مباشر على عملية مكافحة هذا الوباء في بقية الدول”.

ويذكر أن واشنطن عرضت قبل الأيام مساعدة إيران في مكافحة الفيروس لكن الأخيرة رفضت ذلك، فيما تؤكد الولايات المتحدة أن عقوباتها لا تشمل تصدير المساعدات الإنسانية والأدوية إلى الجمهورية الإسلامية.

وكانت واشنطن قد قطعت هذا الأسبوع الأمل على إيران بشأن وقف العقوبات عليها، حيث أرسلت إلى طهران رسالة تتسم بالغلظة مفادها أن تفشي الفيروس لن يرحم الجمهورية الإسلامية من العقوبات الأميركية التي تخنق عائداتها النفطية وتضع اقتصادها في معزل عن العالم.

وفضلا عن العقوبات المفروضة على إيران تهدد الولايات المتحدة بعقوبات مماثلة كل الدول التي تعمد إلى شراء صادرات النفط الإيرانية، فيما يمثل قطاع النفط أحد أبرز مقومات الاقتصاد في إيران.

رابط مختصر
2020-03-22 2020-03-22
أترك تعليقك
0 تعليق
*الاسم
*البريد الالكترونى
الحقول المطلوبة*

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شروط التعليق : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء اسرة العربي الأفريقي الالكترونية وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.

حاتم عبدالقادر