منظمة الصحة العالمية تنجح في علاج مرضى “الموصل” في ظل احتواء “جائحة كورونا”

آخر تحديث : الإثنين 20 يوليو 2020 - 8:38 مساءً
منظمة الصحة العالمية تنجح في علاج مرضى “الموصل” في ظل احتواء “جائحة كورونا”
بغداد:

أضافت جائحة كوفيد-19 أعباء جديدة على البنية الصحية التحتية الهشة في العراق التي أضعفتها عقود من الاضطرابات والنزاعات الداخلية وأثرت بشكل خاص على الفئات الضعيفة من السكان بما في ذلك أكثر من 1.3 مليون نسمة من النازحين داخلياً وما يزيد على 4.7 مليون من العائدين إلى مناطقهم والذين يعيشون في ظروف معيشية فقيرة في أجزاء كثيرة من البلاد.

وتضم محافظة نينوى شمال غرب العراق أكبر عدد من العائدين الذين يعيشون في ظل ظروف قاسية تفاقمت حدتها نتيجة جائحة كوفيد-19 وتدابير الاحتواء اللاحقة المتمثلة في عملية الإغلاق والتي أثرت على حياة أكثر من 270,000 عائد وزادت معاناتهم في الحصول على خدمات صحية ميسرة، بما في ذلك الوقاية من مرض كوفيد-19 والسيطرة على انتشاره.

خلال أزمة الموصل في العام 2014، نشرت منظمة الصحة العالمية شبكة من العيادات الطبية المتنقلة لتقديم مجموعة واسعة من خدمات الرعاية الصحية الأولية إلى المناطق النائية وتلك الواقعة على الخطوط الأمامية للمعارك في نينوى والعديد من المحافظات الأخرى المتأثرة بالنزاعات. وواصلت هذه العيادات المتنقلة تقديم خدمات الرعاية الصحية بتفان وإخلاص بعد تحرير الموصل، لتثبت قيمتها مرة أخرى وسط سعي الجهات الصحية لاحتواء الانتشار السريع لعدوى فيروس كورونا المستجد في البلاد.

وفي هذا السياق، قال الدكتور أدهم اسماعيل، ممثل منظمة الصحة العالمية في العراق: ” منظمة الصحة العالمية قلقة بشأن صحة الفئات الضعيفة من السكان في نينوى وغيرها من المناطق المتضررة من النزاعات والتي لا تزال تعاني ظروفاً معيشية قاسية”.

وأكد أن المنظمة “تتعاون بشكل وثيق مع السلطات الصحية المحلية وشركاء الصحة لتنسيق الوصول المستدام إلى خدمات الرعاية الصحية الأساسية في هذه المواقع، بالإضافة إلى نشر الرسائل الوقائية والمواد التوعوية حول كوفيد-19 على قدر المستطاع”. وأضاف الدكتور إسماعيل: “نعتقد أن انتشار الجائحة في البيئات الحساسة مثل مخيمات النزوح أو مخيمات اللاجئين أو ملاجئ العائدين قد يؤدي إلى عواقب وخيمة لا تحمد عقباها”.

ويدير الشركاء المنفذون في شمال وغرب وشمال غرب العراق شبكة العيادات الطبية المتنقلة التي تدعمها منظمة الصحة العالمية، ومنهم منظمة “داري” غير الحكومية، وهي شريك صحي يدير 18 عيادة متنقلة تدعمها المنظمة في محافظتي الأنبار ونينوى، اللتان تضمان الفئات الأكثر ضعفاً من السكان ممن هم بأمس الحاجة إلى خدمات الرعاية الصحية.

من جانبه، قال الدكتور أحمد رياض، وهو مسؤول طبي يعمل في إحدى المراكز الطبية المتنقلة في الموصل: “خلال جائحة كوفيد-19 الحالية، ازدادت أهمية العيادات الطبية المتنقلة بشكل كبير في توفير خدمات الرعاية الصحية الأولية في المناطق التي تمر بمرحلة التعافي.

وأدى تقييد الحركة الذي فرضته السلطات المحلية في نينوى إلى الحد من وصول المستفيدين إلى مراكز الرعاية الصحية الأولية الثابتة للحصول على الخدمات الصحية. ولكن بفضل العيادات المتنقلة، تمكنا من الوصول إلى العديد من المناطق النائية لتقديم خدمات الرعاية الصحية الأولية، ودعم جهود الاستجابة لكوفيد-19 من خلال بث الرسائل الصحية التوعوية حول الوقاية من الجائحة”.

رابط مختصر
2020-07-20 2020-07-20
أترك تعليقك
0 تعليق
*الاسم
*البريد الالكترونى
الحقول المطلوبة*

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شروط التعليق : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء اسرة العربي الأفريقي الالكترونية وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.

حاتم عبدالقادر