انتخابات الإعادة وصوت الضرورة

آخر تحديث : السبت 21 نوفمبر 2020 - 12:07 صباحًا
 بقلم: حاتم عبد القادر
بقلم: حاتم عبد القادر

تنطلق في آواخر نوفمبر الجاري والأسبوع الأول من ديسمبر المقبل جولتي الإعادة للمرحلتين الأولى والثانية للانتخابات التشريعية التي شهدتهما مصر إيذانا للإعلان النهائي عن اختيار الأعضاء الجدد لمجلس النواب في دورة جديدة مدتها خمس سنوات تنتهي رسميا في يناير 2026.

وقد حرصت على متابعة المشهد الانتخابي من خلال دائرتي التي بها محل ميلادي ومسقط رأس عائلتي وهي مركز ومدينة بيلا بمحافظة كفر الشيخ، والتي لم تختلف مظاهر الانتخابات فيها عن بقية الدوائر في مختلف أنحاء مصر.

لقد جاءت المشتركات الانتخابية بين جميع الدوائر لتؤكد أننا مازلنا أمام موروثات قديمة تتجدد عند كل موسم انتخابي، ولعل أبرز تلك الموروثات هما:

أولا: “الانتخاب العاطفي” الذي يتمثل في الاختيار عن طريق العصبيات والقبلية ويظهر بوضوح في محافظات الصعيد والأرياف في الوجه البحري.

ثانيا: الانتخاب بواسطة المال السياسي، وهو ما أكد عليه الناخبون في معظم الدوائر إن لم يكن جميعها.

ومع انتشار الظاهرتين تضيع فرص اختيار المرشح الأنسب الذي يستحق أن يكون الممثل الأمين عن الشعب في مجلس مهمته الأساسية التشريع ورقابة الحكومة، لأن مثل هذا النائب ربما لا يمتلك عصبية أو قبلية تقف في ظهره أو مالا يشتري به أصوات الناخبين، ولو امتلك أي منهما أو الاثنين معا فمبادئه وقيمه تمنعه من ذلك، فهو يبحث عن “ناخب واعٍ” يختار الأصلح من مجموعة تضم الصالح والطالح.

وحتى تختفي ظاهرتي “القبلية” و”المال السياسي” في الانتخابات التشريعية يلزم انقراض الأجيال التي حكمتها ظروف الجهل والعوز لتبدأ أجيالا جديدة يُرَاهن على وعيها في الاختيار.. وربما يتطلب الأمر مرور 15 أو 20 عاما.

وبالوصول إلى جولة الإعادة فقد يضطرك الحال لانتخاب أحد المرشحين المرفوضين لقناعاتك من أجل الحفاظ على صحة صوتك الذي تمنحه للمرشح الأمثل الذي يوافق قناعتك، بمعنى أن جولة الإعادة قد تضعك بين نارين أو خيارين كلاهما مُر، فإما أن تقاطع (وهي سلبية مرفوضة)، وإما أن تشارك مجددا وتضع صوتك لأحد مرشحي المال السياسي أو العصبيات في سبيل الحفاظ على صوتك لمن تريد، وفي النهاية فالنتائج غير مضمونة وغير حاسمة، فأصحاب المال السياسي والعصبيات قد يستفيدون من أصوات الشرفاء ويعلن فوزهم، وهذه مشكلة الانتخابات وألاعيبها في العالم كله.

فبالرغم من أي تخوفات أو محاذير في جولات الإعادة فإن هناك ضرورة حتمية تفرض على الناخب اختيار من لا يرغبه، وهو هنا ما يطلق عليه “صوت الضرورة” الذي قد يأتي بمن نريد أو من لا نريد، أو واحد ممن نريده وآخر لا نريده.

حسابات الإعادة صعبة جدا، ونتيجتها في الغالب صادمة، ولكي يتم التغلب على الألاعيب الانتخابية وتوجيه الناخبين، فمن الضروري أن يتجيش “الوعي” في مواجهة الفاسدين حتى لا يتحكم فينا “صوت الضرورة”.

رابط مختصر
2020-11-21 2020-11-21
أترك تعليقك
0 تعليق
*الاسم
*البريد الالكترونى
الحقول المطلوبة*

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شروط التعليق : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء اسرة العربي الأفريقي الالكترونية وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.

حاتم عبدالقادر