حكاية جِراح “الشيخ جرَّاح”

آخر تحديث : الأحد 4 يوليو 2021 - 6:28 مساءً
حكاية جِراح “الشيخ جرَّاح”
فاطمة خليفة:

تبدأ قصة حي الشيخ جراح كما تبدأ قصص الأحياء والبلدان التي تعاني من الاحتلال.

واجه الحي اعتداءات وحشية على المسجد الأقصى والاهالي، ولكن الأحداث هذه المرة اختلفت، حيث شهد الحي تضامن ووحدة الشعب الفلسطيني من كل المناطق ضد الاعتداءات الوحشية الأخيرة على الحي والمسجد الاقصي، واطلاق النار على المصلين،وطرد الأهالي من منازلهم بالقوة في أواخر شهر رمضان الماضي، والتي اعقبتها حرب الصواريخ بين المقاومة في غزة وبين قوات الاحتلال، والتي توقفت بهدنة مصرية.

يقع الحي في الجانب الشرقي من البلدة القديمة في مدينة القدس خارج السور، ويبلغ عدد سكانه 2800 نسمة تقريبًا، ويدار من خلال بلدية القدس الإسرائيلية.

ينقسم الحي الي جزء علوي وهو الجزء الأفضل نسبيا من حيث الطرقات والبنية التحتية، ويحتوي علي الفنادق والمطاعم والمقاهي، و القنصليات ومؤسسات المجتمع الدولي، وجزء سفلي ويمثل منطقة اللاجئين ومعاناتهم من تدمير للبنية التحتية، والطرقات والمنازل المتهالكة، والحصار والاعتداءات المستمرة من قبل قوات الاحتلال.

مخطط الاستيطان

يواجه حي الشيخ جراح إحدى مخططات التهويد والاستيطان والتي تستهدف بناء ٢٠٠ وحدة سكنية لإسكان مستوطنين يهود فيها مخططات الاستيطان تقوم بها إسرائيل منذ عام ١٩٤٨ بتهجير العائلات الفلسطينية وطردهم من منازلهم، مثل باقي أحياء القدس المحتلة. وبدأت خطة الاستيطان الفعلية بعد حرب النكسة عام ١٩٦٧ تارة عن طريق بناء الوحدات الاستطانية والتي تفصل الحي عن باقي الأحياء المقدسية لأهمية موقعه الذي يربط بين القدس الشرقية والقدس الغربية، وتارة عن طريق طرد العائلات الفلسطينية والاستيلاء على منازلهم.

قصة الحي

نشأ الحي في القدس عام 1956 باتفاقية بين وكالة (الأونروا) للاجئين الفلسطينيين والحكومة الأردنية. قامت الحكومة الأردنية عام ١٩٥٦ بعد اتفاقيتها مع ( الأونروا) بتسكين عدد من اللاجئين الفلسطينيين في الحيّ في مقابل تنازلهم عن حقّهم كلاجئين وتملّكهم البيوت بعد ثلاث سنوات ولكن حالت الحرب عام 1967 دون تسجيل هذه البيوت في الطابو الأردني.

تاريخ اليهود في الحي

تقول الروايات التاريخية المتعددة ان وجود اليهود في الحي يعود إلى القرن التاسع عشر ، حيث كان اليهود حينئذ يواجهون الاضطهاد الأوروبي، ويبحثون عن مكانا امنا، توجه احد اليهود الفارين من الاضطهاد الي مدينة القدس حيث حي الشيخ جراح وابتاع قطعة أرض من احد الفلسطنيين المقدسيين . كان القانون العثماني وقتها يسمح فقط بتاجير الأراضي لليهود ويمنع بيعها ويتم التاجير لمدة ٩٠ عاما وسمي وقتها بعقد تحكير.

العقود والحكومة الأردنية

وفق تصريحات وزارة الخارجية الأردنية، فإن الحكومة الاردنية سلمت الي السلطة الفلسطينية عقود الملكية لحوالي ٢٨ عائلة في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية، كانت قد هجرت بسبب حرب عام 1948. وقال الناطق باسم الخارجية الأردنية انها سلمت السفارة الفلسطينية في عمان، عدة وثائق من عقود إيجار ومراسلات وسجلات وكشوفات بأسماء المستأجرين، وكذلك تم تسليم السفارة نسخة مصدقة من الاتفاقية بين وزارة الإنشاء والتعمير ووكالة أونروا عام 1954.

المحكمة الإسرائيلية تمنح الفلسطنيون مهلة لإخلاء منازلها

علي الجانب الاخر يدعي المستوطنون اليهود باحقيتهم في ملكية اراضي الحي من خلال شرائهم العقارات من جمعيات يهودية تمتلك الأراضي بعقود قديمة الأزل.

لجأ الفلسطينيون في حي الشيخ جرّاح إلى المحاكم الإسرائيليّة للمطالبة باستعادة الأراضي الوقفية بعد انتهاء عقود التحكير مع اليهود ولكن المحاكم الإسرائيلية رفضت ومنحت العائلات اليهودية الأراضي في عام 2010. ومنذ حكم المحكمة حدثت عدة مواجهات من قبل قوات الاحتلال لطرد الاهالي وتنفيذ الحكم عنوة.

رابط مختصر
2021-07-04
أترك تعليقك
0 تعليق
*الاسم
*البريد الالكترونى
الحقول المطلوبة*

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شروط التعليق : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء اسرة العربي الأفريقي الالكترونية وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.

حاتم عبدالقادر