أهل القرآن.. مزامير داود (1-10).. الشيخ محمد رفعت

آخر تحديث : الإثنين 10 أكتوبر 2022 - 12:49 مساءً
بقلم: يحيى الشيخ
بقلم: يحيى الشيخ

فى الستينيات مِن القرن الفائت..القرن العشرين..اكتشف الأزهر-وهو حامل مشعل الدعوة الإسلامية منذ أن قَدِم القائد جوهر الصقلىّ فاتحًا لمصر من قبل الخليفة الفاطمىّ(الشيعىّ) المعز لدين الله.

….ولايخفى على ذى عينين أن جوهر الصقلىّ..هو الذى أنشأ الأزهر عام..-٣٥٩- هجرية-٩٧٠-ميلادية..عام تسعة وخمسين وثلاث مائة.م.سنة سبعين وتسعمائة..من الهجرة..مع تأسيس مدينة القاهرة-اكتشف الأزهر فى أفريقيا نسخة مُحَرَفَة من القرآن الكريم.

ففكّرَ علماءُ الأزهر عمل نسخة مسجلة بالصوت للقرآن الكريم..ومن هنا جاءت فكرة إنشاء إذاعة القرآن الكريم على يد.محمد عبد القادر حاتم وزير الإعلام بأمر من الرئيس الأسبق..جمال عبد الناصر-رحمه الله-وهذه من حسناته-الذى أمر بإنشاء إذاعة القرآن الكريم فى ٢٥ مارس.سنة ١٩٦٤ ميلادية فى. الخامس والعشرين من مارس. سنة أربع وستين وتسعمائة وألف.فى معمعة صراع الرئيس مع اليهود والإخوان. وبثتْ إذاعة القرآن الكريم على موجتين..إحداهما قصيرة والأخرى متوسطة لكى تغطى الوطن العربى وجزءًا من إفريقيا. ونجحت هذه الإذاعة أن تبث القرآن الكريم بأعذب الأصوات الموجودة أنذاك. ومن هؤلاء الشيوخ….

1- الشيخ…محمد رفعت محمود رفعت

جمع الشيخ..رفعت…هذا العلم القرأنى الذى هو نسيج وحده..وقماش مخملىّ..وصاحب أجمل أذان على الإطلاق..الأذان الذى يحمل فى روحانياته شذى خير شهر رمضان المبارك..هو أول من افتتح الإذاعة المصرية فى ٣١ مايوعام ١٩٣٤ ميلادية..فى الحادى والثلاثين من مايو عام أربعة وثلاثين وتسعمائةٍ وألف..افتتحها بسورة الفتح.بعد رفضه رفضا باتا.لأنه كان يخشى أن يُوجد المذياع فى مكان يستمع فيه إلى القرآن السُّكارى والفساق.ولم يوافق حتى أفتى له الشيخ.محمد الظواهرىّ بجواز ذلك لأنّ قراءتك يمكن أن تؤثرَ فيهم. فيقلعون عمّا هم فيه.وكان يتسابق كبار القرّاء كى يقرءوا فى الإذاعة المصرية.وكانت إذاعات برلين وباريس..تتسابق فى إذاعة القرآن بصوت الشيخ..محمد رفعت لجذب أكبر عدد من المستمعين.

جمع…رحمه الله…بين إتقان وتجويد الشيخ..الحصرى. وبين جمال ورونق وصِقَل صوت الشيخ..عبد الباسط..وبين ترويق وتزويق وتسويق المقامات الموسيقية للشيخ..مصطفى إسماعيل.قال ذلك عنه الشيخ الشعرواى.

ولد الشيخ محمدرفعت محمود رفعت….رحمه الله تعالى…فى ٩ من مايو عام.١٨٨٢.فى التاسع من مايو.عام اثنينِ وثمانين وثمانى مائة وألف. فى حىّ المغربلين أحد أشهر أحياء قاهرة المعزِّ العتيقة.يقع بين حى السيدة زينب..وحى الحسين..بمنطقة الدرب الأحمر..ومن أشهر الأعلام الذين ولدوا فيه…يوسف السباعى..وزير الثقافة الأسبق الذى قُتِل فى قبرص..د.حامد جوهر صاحب البرنامح الشهير فى ثمانينيات القرن الماضى.عالم البحار..محمود شكوكو..شفيق جلال.

كان الشيخ رفعت..أبوه مأمورا لسجن الخليفة.أصيب بالرمد.وكان عنده عامان..وفقد بصره…وبدأ حفظ القرآن فى السنة الخامسة من عمره.

وأتمَّ حفظه فى التاسعة..وتعلم القراءات والتجويد.وكان عنده عود.يتدرب به على المقامات الموسيقية. وكان يقرأ فى الحفلات..وفى المناسبات.

مات أبوه وهو فى سنِّ التاسعةَ عشَر من عمره.وكان هو العائل الوحيد للأسرة بعد أبيه..فواصل الليل بالنهار حتى يكفى أسرته مؤنة العيش.فكان يقرأ يوم الجمعة فى مسجد فاضل باشا.بدرب الجمامييز.وكان يأتى لسماعه النّاس من كلِّ صوبٍ وحَدَب.وكان المسجد يمتلأ عن آخره.

قال عنه الموسيقار..محمد عبد الوهاب.الشيخ رفعت عندما تسمعه.فأنت كمن يتحدث إلى الله.فصوته مختلط بالإيمان.وقد حَدَث..أن حدّث عبد الوهاب كامل الشاعر المعروف صاحب قصيدة لاتكذبى…لست قلبى..عدت يا يوم مولدى.. حدثه عن جمال صوت الشيخ..رفعت.فقال الشناوى نذهب قبل صلاة الجمعة لنسمعه..فضحك عبد الوّهاب ضحكته المعهودة..وقال..لابد أن نذهب من الساعة السابعة صباح الجمعة كى نجد مكانا فى المسجد.

قال عنه الموسيقار العراقي..نصير شمّة..صوت الشيخ رفعت يمكن أن يصل إلى ثلاثة آلف شخص فى الأماكن المفتوحة من غير ميكرفون. وهذا إن دلّ يدلّ على قوة صوته ونقائه..ومن السعادة أن تستمتع بالاستماع إلى القرآن وأنت جالس على ضفاف حُنجُرتِه الذهبية.

كان الفنان نجيب الريحانى..الفنان المعروف..يحبُّ أن يسمعه.وكان يُرْكِبُه بجواره على عربة الحنطور..ويشاهدان معالم مصر السياحيّة..ومعروف أنه نصرانىٍ الديانة.وكذلك الصحافى..لويس جريس.زوج الفنانة سناء جميل..عَمِل فيلما تسجيليا عن الشيخ…رفعت..أسلم كثيرون على يديه لمجرد سماع صوته.فكثير من النّصارى كانوا حريصين على سماعه.وقال عنه الشاعر السورى العملاق..نزار قبانى..أن صوت الشيخ رفعت..يفتح أمامه أبواب السماء. ظلّ الشيخ محمد رفعت يقرأ ويرتل ويسجل.ويستمتع مريدوه بجمال التلاوةحتى جاء عام ١٩٤٢..سنة اثنتين وأربعين وتسعمائة وألف. فأصيب بمرض الزغطة.فحرمته من أجمل شيئ كان يحبه بعد الله ألا وهو قراءة القرآن…فى سنة ١٩٤٣..سنة ثلاث وأربعين وتسعمائة وألف.. أصيب بسرطان الحُنْجُرة..فضاق به الحال. وأنفق كلّ ما معه على مرضه هذا الغول العربيد.ونشر الصحافى…أحمد الصّاوى محمد صورة للشيخ فى مجلة المصَوَّر.يدعو النّاس للتعاطف مع الشيخ الذى يعيش فى محنة كبرى.

فجُمِعَتْ له التبرعات من كلِّ مكان.حتى بلغتْ خمسين ألف جنيه مصرى..فى الأربعينيات. وهذا مبلغ ضخم جدا.فى وقته.وقدموه للشيخ رفعت. فأبت عفته أن يقبل هذا المال..وقال قولته المشهورة التى تُكْتَبُ بماء الذهبِ على مؤق العيون.

….حاملُ القرآنِ لايُذَلُّ ولا يُدانُ ولايُهان.

ووافتْ الشيخَ المنيةُ فى يوم ميلاده..٩ مايو سنة ١٩٥٠..فى التاسع من مايو سنة خمسين وتسعمائة وألف ميلاديةعن عمر يحمل الخير له ولمستمعيه بلغ..٦٨. الثمانية والستين عاما. له ابن واحد يُسمّى..حسين رفعت. رَحِم الله الشيخ..رفعت رحمة واسعة..أمين.

*كاتب المقال: موجه اللغة العربية بالأزهر الشريف سابقا.

رابط مختصر
2022-10-10
أترك تعليقك
0 تعليق
*الاسم
*البريد الالكترونى
الحقول المطلوبة*

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شروط التعليق : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء اسرة العربي الأفريقي الالكترونية وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.

حاتم عبدالقادر