دكتور مدحت الشريف:
>> تجنيد وزرع العملاء هو العامل الحاسم وفق التقدم التكنولوجي في ايران
>> شلل منظومة الدفاع الجوي في روسيا كان بمثابة بروفة ناجحة لما حدث في إيران
>> إسرائيل حققت اختراقا أمنيا كبيرا في العمق الإيراني ووكلائها في المنطقة
>> إسرائيل تستخدم طائرات مسيرة لا يزيد وزنها عن 3 كجم وتحمل 350 جراما من المواد شديدة التفجير
>> المحادثات الأمريكية الإيرانية بخصوص البرنامج النووي الإيراني كانت جزءا من مخطط الخداع الأمريكي الإسرائيلي للإيقاع بطهران
مع الساعات الأولى لليوم الحادي والستين وانتهاء المهلة التي سبق وحددها الرئيس الامريكي ترامب لايران بالوصول الي اتفاق بخصوص البرنامج النووي الإيراني بستين يوما، انطلقت اسرائيل هجوما شاملا على المفاعلات النووية الايرانية وعددا من القواعد الجوية في مختلف انحاء الجغرافيا الايرانية.
وعن أسباب الاختراق السهل للاجواء الايرانية وكيف تمكنت اسرائيل من تحديد اماكن الجنرالات والقادة وعلماء البرنامج النووي الايراني بهذه الطريقة يقول الدكتور مدحت الشريف، استشاري دراسات الأمن القومي والمفكر الاستراتيجي: من المتعارف عليه ان ايران مخترقة تماما من علماء الموساد ولدينا أمثلة كبيرة بداية من يوم 19 مايو 2024 باغتيال الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي ووزير خارجيته امير عبد اللهيان، وتبعه اغتيال اسماعيل هنيه في طهران، وصولا إلى استهداف الأمين العام لحزب الله اللبناني وإحداث الاغتيالات المتتالية لقادة حزب الله وأمينه العام عباس صفي الدين وعددا من قادته وظاهرة الاغتيالات بالجملة في اطار عمليات البيجر؛ وهو ما أوضح ان الاختراق الامني من جانب تل ابيب على أشده في الذراع الأهم لإيران وهو حزب الله واختراق العملاء منتشر بشدة في ايران ومعلومات خطيرة وهامة استطاع عملاء اسرائيل جمعها عن ايران.
وعن القادة العسكريين والعلماء البارزين وكيفية استهدافهم قال دكتور مدحت الشريف: إن هؤلاء القادة من المفترض انهم في مناطق سكنية شديدة الحراسة، وتخضع لإجراءات أمنية مشددة، وهنا خطأ استراتيجي كبير وقعت فيه اي ايران وهو ان شبكة العملاء استطاعت تحديد الاحداثيات والمواقع وهو ما مكن العملاء من اختراق الاجراءات الأمنية المشددة، ومن ثم معرفة الأماكن وتحركاتهم، وبالتالي تم استهدافهم وشبكة العلماء حددوا بالفعل أماكن الوصول إلى العلماء ووصلوا اليهم.

ولفت “الشريف” إلى أن إسرائيل تستخدم تكنولوجيا متقدمة تتمثل في مسيرة حديثة للغاية من نوع سبايك اي فايف ووزنها لا يزيد عن 3 كجم وتستطيع حمل 350 جرام من المواد شديدة التفجير وموجهة بأحدث الأجهزة على عكس الصواريخ، فهي تستطيع استهداف دورا محددا أو وحدة سكنية منفردة عن باقي المبني ويتم توجيها من الداخل والأهم وما نؤكد عليه هو وجود شبكة من العملاء ومخترقة بدرجة كبيرة جدا من أجهزة الأمن الإسرائيلية.
وفند “الشريف” ادعاءات اسرائيل بأن لها قوات خاصة علي الارض عملت علي تنفيذ الهجمات وهذا كلام غير صحيح وتنفيذ الهجوم والاغتيالات تمت من خلال شبكة العملاء في الداخل وعناصر منهم على أعلى مستوى من التدريب لتوجيه هذه الطائرات لتحقيق الاهداف الوصول اليها بدقة وهناك جزئية اخرى في مسألة الضربات الاسرائيلية هو ان المتحدث الاسرائيلي للجيش الاسرائيلي قال انهم استخدموا شاحنة داخل ايران للطائرات المسيرة وهو ما يشبه كثيرا ما حدث في استهداف القواعد العسكرية الروسية في عملية خيوط العنكبوت الاوكرانية والعملية الاسرائيلية احدثت شللا في منظومة الدفاع الجوي داخل ايران وهو شلل مخطط ومنظم له بدقة وتم استعادة تجربة روسيا مرة اخري في ايران ونحن نعلم ان قدرات الدفاع الجوي الروسي لم تستطيع التصدي لمثل هذه الهجمات والدفاع الجوي الايراني روسي وهي بروفة ناجحة في روسيا وتم اعادة تنفيذها في ايران علي الارض مرة اخرى.
واضاف “الشريف” انه بالنسبة لموقف الولايات المتحدة من الضربات بالطبع امريكا تنظر الي اسرائيل علي انها الولاية رقم 51 الامريكية وتتلقي كل الدعم والتأييد في كل شيء لذا التمثيلية التي تمت بين ترامب ونيتنياهو في ان هناك قطيعة او خصومة لا تنطلي علي احد وهي جزء من حلقات الخداع الإسرائيلي، وامربكا تمد اسرائيل بكل ما يلزم بداية من المعلومات الاستخبارية والقمر الصناعي وصوره وصولا الي كل انواع الدعم اللوجيستي والعسكري والاقتصادي والمالي، وهدف الخداع الامربكي هو ايصال رسالة للعالم ان امريكا بعيدة عن الضربات الاسراىيلية وان امريكا حريصة على الوصول الى حلول دبلوماسية، بدليل تصريحات وبتكوف انه لايزال ينتظر رد عراقجي علي لقاء سلطنة عمان الاحد القادم وتصريحات ترامب انه لايزال امام ايران فرصة أخري للاتفاق والجميع يعلم انه كان هناك ضربة قادمة من خلال القرارات الأمريكية في اخلاء المواطنين والسفارات الأمريكية في العراق وغيرها كلها مؤشرات توضح ان إسرائيل كانت علي وشك الضربة بعلم امريكا.
وبالعودة الي خطط الخداع الاسرائيلية قال “الشريف” ان نيتنباهو توسع في خطط الخداع اللاحقة والحالية والسابقة من خلال تصريحاته التليفزيونية وانه قال نصا: إن الإعداد للخطة تم بالفعل وكانت مفاجأة نيتنياهو انه كان واثقا للغاية من تحقيق الاختراق الكبير للاجهزة الامنية في الداخل الايراني وجزءا كبيرا من خطة الخداع هو تحذير ترامب لنيتنياهو نفسه من توجيه ضربات للمواقع النووية الايرانية حتي لا يتم تعطيل المحادثات مع طهران كان جزءا من خطة الخداع الإسرائيلي، بل ان المحادثات النووية نفسها كانت جزءا من خطة الخداع للإيقاع بطهران، خاصة انه كان متوقع الاحد القادم موعدا لاستكمال الجولة السادسة في مسقط وكانت لقاءات امريكا مع ايران من مكملات خطة الخداع لايران، بل اعلان نيتنياهو عن تخطيطه للسفر الي شمال إسرائيل لقضاء عطلة والاستجمام وهناك كذلك تحديد نيتنياهو موعد يوم الإثنين المقبل لحفل زفاف ابنه جانبا آخر من التمويه والخداع لتحقيق عنصر المفاجأة.
ويعود “الشريف” ليؤكد ان خطة الخداع من جانب امريكا واسرائيل اساس عنصر المباغتة والمفاجأة اضافة إلى تجهيز مسرح العمليات من خلال التأكيد علي شبكة العملاء داخل ايران وسيل المعلومات المتوفرة لدى تل ابيب عن كل شيء متعلق بالبرنامج النووي الايراني وقيادتها وعلمائها النووين ونجاح اسرائيل في فك شفرات واستخدام اساليب الحرب الالكترونية وتحييد الدفاعات الجوية الايرانية وتعطيل ارادارات بحيث اصبحت منظومات الدفاع الجوي الايرانية عمياء ومعطلة لذا حققت الضربات الاسراىيلية اهدافا كبيرة على الارض.