في ظل الأحداث الأخيرة التي شهدتها محافظة السويداء السورية، والتي تمثّلت في إعتداءات مسلّحة طالت أبناء الطائفة الدرزية من قبل فصائل متطرّفة مرتبطة بما يُعرف بجماعة “هيئة تحرير الشام” بقيادة أحمد الشرع، المعروف بـ”أبو محمد الجولاني”، برزت حالة من الصمت اللافت من بعض القوى الدينية والسياسية في العالم العربي والإسلامي، وعلى وجه الخصوص من الجهات الممثِّلة للطائفة السُّنية في المنطقة.
إن هذا الغياب الواضح لأي إدانة أو إستنكار وإعتراض رسمي أو شعبي من قبل القيادات السُّنية، سواء في الخليج أو في عموم الوطن العربي، يطرح تساؤلات جدّية حول أسباب هذا الصمت، خاصة وأن ما جرى في السويداء يحمل أبعاداً إنسانية ودينية ووطنية تستوجب موقفاً أخلاقياً جامعاً يرفض العنف الطائفي، ويدين كل محاولات الإقصاء أو الإستهداف القائم على الهوية الدينية أو المذهبية.
نأمل أن لا يكون هذا الصمت مبرراً أو تواطؤاً ضمنياً، أو يُفهم على أنه قبول ضمني لما يُشبه الإبادة العرقية أو المذهبية التي تتعرض لها طائفة عريقة كالدروز، والتي ساهمت في تاريخ الأمة الإسلامية والعربية، ولها حضورها الوطني والسياسي والديني في العديد من البلدان بِـ قوميتها العربية. إن الواجب الديني والإنساني والأخلاقي، يُحتّم على جميع المكوّنات العربية والإسلامية الوقوف ضد خطاب التكفير والإقصاء، أياً كان مصدره، حفاظاً على وحدة الشعوب، وصوناً لكرامة الإنسان، ورفضاً لكل أشكال العنف الطائفي التي لا تخدم سوى أعداء الأمة.