علّق أستاذ العلاقات الدولية الفلسطيني أسعد العويوي، على قمة ألاسكا، التي جمعت الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والأمريكي دونالد ترامب، معتبرًا أن “العالم يترقب نتائج هذه القمة بشكل غير مسبوق لما لها من تداعيات على الأمن والسلام العالمي وبشكل خاص على أوروبا وأوكرانيا”.
وقال العويوي، في مداخلة له عبر إذاعة “سبوتنيك”: “هذه القمة قطعت الطريق أمام التوترات ما بين الولايات المتحدة والاتحاد الروسي، مقابل رغبة الأوروبيين فرض إملاءات على الطرف الروسي إلا أن هذا غير ممكن”، مؤكدًا أن “ترامب مقتنع بوجهة نظر بوتين وينتظر الموقف الأوروبي والأوكراني من النقاط، التي تم الاتفاق عليها ولم تظهر بشكل واضح بعد”.
وتوقع العويوي أن “تكون جميع الملفات الحساسة قد طُرحت في هذا اللقاء ومنها الحرب الإسرائيلية على غزة”، مشددًا على أن “روسيا لا تغيب عن واقع الشرق الأوسط”، مشيرًا إلى أنه “في حال تم الاتفاق على إنهاء الصراع في أوكرانيا، سيؤدي ذلك إلى تداعيات إيجابية على باقي الملفات”.
كما أكد على أنه “بمجرد انعقاد قمة ألاسكا هذا يعد انتصارا للدبلوماسية الروسية وسياسة الرئيس بوتين بالتحديد”، قائلًا إن “القمة كسرت الحاجز الجليدي الذي وُضع على روسيا، وهي بداية طريق لفك الحصار الاقتصادي والسياسي عنها”، مشددًا على “وجود اتفاقيات ما قد تمت بين الطرفين الأمريكي والروسي”، لافتًا إلى أن “ترامب اعترف بأن روسيا دولة عظمى لا يمكن هزيمتها وكل عمليات الحصار عليها قد فشلت”.
وشدد أستاذ العلاقات الدولية الفلسطيني على “أهمية الدور الروسي في الملفات الأكثر سخونة في منطقة الشرق الأوسط، وهي تُعتبر وسيطًا نزيهًا في هذه الملفات، وبالتالي لا يمكن استبعادها من الحل، لهذا، سيتكىء ترامب على روسيا لحلها”، معتبرًا أن “الواقع على الأرض يقول إننا أمام عالم جديد يتشكل اليوم، فما بعد قمة ألاسكا ليس كما قبلها”.
وفي وقت سابق من يوم أمس الجمعة، أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، محادثات في ألاسكا. والتقى الرئيسان في قاعدة “إلمندورف – ريتشاردسون” العسكرية.
وعُقدت محادثات الرئيسين الضيقة بصيغة “ثلاثية” واستمرت ساعتين و45 دقيقة.
وشارك في الاجتماع من الجانب الروسي، وزير الخارجية سيرغي لافروف، ومساعد الرئيس يوري أوشاكوف. ومن الجانب الأمريكي، وزير الخارجية ماركو روبيو، والممثل الخاص للرئيس الأمريكي ستيف ويتكوف.

نتائج محادثات بوتين وترامب في ألاسكا:
*استقبل ترامب شخصيًا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مطار إنكوريدج.
*توجّه بوتين وترامب معًا إلى مكان انعقاد القمة في سيارة الليموزين الخاصة بالرئيس الأمريكي، وبدأا الحديث في السيارة.
*امتنع بوتين وترامب عن الإدلاء بتصريحات افتتاحية قبل بدء المحادثات، وجرت المحادثات بنظام 3 مسؤولين مقابل 3.
*استغرقت المحادثات ساعتين و45 دقيقة. بعد ذلك، تحدث زعيما البلدين إلى الصحفيين.
*وكما ذكرت وسائل إعلام أمريكية، فإن هذا الاجتماع غدا الأطول على الإطلاق.
*أعرب بوتين وترامب، عن عزم البلدين على تحقيق النتائج، وأشارا إلى عدد كبير من مجالات العمل المشترك.
*وشكر الرئيس الروسي نظيره الأمريكي على الدعوة، مشيرًا إلى “القرب بين البلدين، على الرغم من أن المحيط يفصل بينهما”.
*وأعلن الزعيمان استعدادهما للعمل على إنهاء الصراع في أوكرانيا. ووفقًا لترامب، “لا يوجد اتفاق على نقاط مهمة من التسوية، لكن هناك فرصة جيدة للتوصل إلى اتفاق”.
بدوره، أعلن ترامب أن اللقاء المقبل بين الزعيمين قد يتم في موسكو، وبعد المحادثات، زار الرئيس الروسي، عقب لقائه مع دونالد ترامب، المقبرة التي دُفن فيها الطيارون السوفييت، الذين قُتلوا عام 1943، أثناء نقل طائرات عبر المسار الجوي بين ألاسكا وسيبيريا.