التتار الجدد.. وأين العز بن عبد السلام وقطز اليوم؟!

آخر تحديث : السبت 23 أغسطس 2025 - 9:54 مساءً
بقلم: راندا بدر
بقلم: راندا بدر

لو أن “ابن الأثير” قام من قبره اليوم ، ورأى حال الأمة الإسلامية و العربية، لكتب نعياً أقسى من ذلك الذي كتبه عن سقوط بغداد !!!

الفارق الوحيد أن التتار حينئذ كانوا يذبحون الناس بالسيوف ، بينما اليوم نذبح أنفسنا بأيدينا !

في القرن الثالث عشر ، اجتاح المغول المشرق الإسلامي ، فسقطت بغداد – حاضرة الدنيا – في 40 يوماً من الذبح والحرق ، بينما الخليفة ” المستعصم ” يناقش في شعر المتنبي وأوزان العروض !

اليوم ، لدينا ” خلفاء ” جدد ، يناقشون ” السلام مع التتار الجدد ” بينما تذبح غزة وتحاصر القدس ، و تباع الأوطان بفتاوى ” التطبيع الاستراتيجي ” !!! الوزير ” مؤيد الدين بن العلقمي ” لم ينقرض!.. له أحفاد اليوم في كل عاصمة عربية … رجال يختزلون القوى ، ويبيعون القرار ، و يبررون الهزيمة بـ” الواقعية السياسية ” !

في القرن الـ13 ، أقنع الخليفة بتقليص جيش بغداد من 100 ألف إلى 10 آلاف … و ما اشبه اليوم بالبارحة ، يقنعنا “ورثة العلقمي” بأن ” المقاومة إرهاب ” ، و ” الممانعة حماقة ” ، و ” التسليم حكمة ” !

ولكن هل كان ” العلقميون ” وحدهم سبب السقوط ؟؟؟

لا … بل كان هناك :

الانقسام الأيوبي:

أمراء الشام يتقاتلون على حلب و دمشق ، بينما التتار على الأبواب !!!

اليوم ، لدينا ” أيوبيون العصر “:

مَن يبيعون فلسطين بـ” صفقة القرن “، و من يحاربون اليمن لأنها هزت عروش ” التبعية “، وحفظت بعض من ماء وجوهنا ك عرب المراق مَن يعتبرون ” المقاومة ” خطراً على ” الاستقرار ” !!!

الخيانة الفكرية :

حين ألقى المغول كتب ” بيت الحكمة ” في دجلة ، تحول النهر إلى لون الحبر و الورق معا … اليوم ، نلقي بـ” كتب المقاومة ” في سلة ” الترندات ” ، و نستبدلها بـ” مناهج التفاهة ” و ” ثقافة الاستسلام ” !

في لحظة الانهيار العباسي ، وقفت ” شجرة الدر ” كأسطورة كتمت موت زوجها الملك الصالح ، و قادت المعركة ضد الصليبيين في المنصورة … بينما اليوم ، نسأل: أين “شجر الدر” الرجال ؟!

الجواب :

منهم مَن يعتقد أن ” الدعاء ” سيوقف دبابات الاحتلال، و منهم مَن ينتظر ” المعونة الأمريكية ” لإنقاذ غزة ، ومنهم مَن يردد: ” السياسة لا تجلب بالشعارات “! نعم … لكنها أيضاً لا تبنى بالركوع و الخنوع !!!

السلطان ” قطز ” لم ينتصر لأن التتار كانوا ضعفاء ، بل لأن الأمة أنجبت رجالاً فهموا أن الوحدة ليست شعاراً جمع المصريين و الشاميين تحت راية واحدة، اليوم لدينا ” جامعة عربية ” تختلف على ” صيغة البيان ” !!!

الخيانة تقطع رؤوسها :

أعدم ” قطز ” رسل المغول الذين جاءوا بتهديدات ” استسلموا تسلموا ” !!!

اليوم ، نستقبل رسل التطبيع بالورود و الحفاوة و القبلات بلا حياء أو نخوة!

الاقتصاد سلاح :

صادر قطز أموال الأمراء لتمويل الجيش.. اليوم، تسرق أموال الشعوب لتمويل القصور و اليخوت و هدايا السيد الأمريكى !!!

النهاية..

هل نستحق النصر ؟؟؟

سؤال قاسٍ، لكنه ضروري:

لو أن ” العز بن عبد السلام ” خرج اليوم ليخطب في الأمة ، فهل سيجد من يصغي ؟؟؟ أم سيتهمونه بـ” التطرف ” ؟؟؟

لو أن ” قطز ” طلب منا مقاطعة البضائع الداعمة للاحتلال ، فهل سنستجيب ؟؟؟ أم سنقول ” الاقتصاد أولاً ” ؟؟؟

التاريخ لا يرحم، الأمة التي لا تتعلم من سقوط بغداد، مصيرها أن تعيشه مرة تلو مرة، “التتار الجدد” ليسوا فقط في واشنطن وتل أبيب.. بل في كل خائن ، كل جبان ، كل منافق باع القضية بـ” ريال ” ، و ب ” درهم ” !!!

الخيار بيننا :

إما أن نصنع ” عين جالوت ” جديدة.. أو ننتظر مَن يكتب نعينا كما كتب ابن الأثير !!!

*كاتبة المقال: صحفية مصرية.

رابط مختصر
2025-08-23
أترك تعليقك
0 تعليق
*الاسم
*البريد الالكترونى
الحقول المطلوبة*

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شروط التعليق : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء اسرة العربي الأفريقي الالكترونية وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.

حاتم عبدالقادر