ضوابط الجدل (أو الحوار) بين الآراء المختلفة هي أساس التقدم الفكري والتعايش السلمي، وهي من صميم الثقافة الإسلامية والعربية التي تحث على الحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن.
وأهم ضوابط الجدل بين الرأي والرأي الآخر:
▪️قد تكون أخلاقية وسلوكية او مايعرف ب (آداب الحوار) ويحتاج صدق النية للوصول إلى الحقيقة، وليس الانتصار للنفس أو إذلال الخصم. والاحترام المتبادل بمعنى الاعتراف بحق الآخر في امتلاك رأي مختلف، وضبط النفس واللسان بالالتزام بالإنصاف والموضوعية والتجرد من الهوى و تجنب التعصب للرأي الشخصي،
▪️وقد تكون ضوابط فكرية ومنهجية بمعنى الفهم الجيد للرأي الآخر. والتركيز على الأفكار وليس الأشخاص والاستدلال بالحجج والبراهين العقلية والمنطقية والنقلية الصحيحة، وليس على العواطف أو الآراء الشعبية.مع وضوح اللغة والمصطلحات اي فهم متبادل لدلالة المصطلح لتجنب سوء الفهم والجدال حول معاني الكلمات. ما يجعلنا نلتزم بعدم الخروج عن صلب الموضوع إلى قضايا جانبية لإرباك الخصم أو الهروب من نقاط الضعف في الحجة.
▪️وقد تكون ضوابط عملية وتطبيقيةبمعنى عند النقاش:
اختيار الوقت والمكان المناسبين و الإصغاء الجيد لفهم وجهة نظر الطرف الآخر، وعدم مقاطعته. والتدرج في الحوار وقبول نتائجه والتعرف على المغالطات المنطقية
▪️وقد تكون ضوابط في السياق الديني حيث يضيف الإسلام مثلا بُعدًا مهمًا للحوار، الجدال بالتي هي أحسن قال تعالى {ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}.
والتخلي عن الجدال العقيم المعروفة بالسفسطة البيزنطية.
▪️ الخلاصة:
الجدل الحضاري ليس معركة يُهزم فيها خصم، بل هو رحلة مشتركة للبحث عن الحقيقة . يقول الامام الشافعي رحمه الله مذهبي صواب يحتمل الخطأ ومذهب غيري خطأ يحتمل الصواب!
*كاتب المقال: رئيس فطاع الأخبار بالهيئة الوطنية للإعلام سابقا.
