الرئيس الأمريكي.. بابـا ووليُّ عهد وإمبراطور

آخر تحديث : الجمعة 16 مايو 2025 - 10:06 صباحًا
بقلم: جوزف الهاشم
بقلم: جوزف الهاشم

هذا الذي عُرف برجلِ “الكاوبوي” الأمريكي ، يسعى وراء اصطياد الجوائز ويبارز بالمسدسات ، حلَّتْ عليه نعمة الروح القدس فارتدى الثوب البابوي قبل أن يُنتـخب البابا الأمريكي لاوون الرابع عشر ، وهو الذي قال خلال حملته الإنتخابية ، “إن الله أنقـذَهُ من محاولة الإغتيال ليكرّس نفسه لخدمة أمريكا …” فإذا هوَ يستوحي العـزّة الإلهية ليكون رسول السلام العالمي لبني البشر.

لقد تلبّس الرئيس الأميركي دونالد ترامب لباسَ شخصيات شتّى ، فكان البابـا ، وكان الأمبراطور ، وخلعَ على نفسه العباءة العربية السعودية كأنّـه ولـيٌ آخر للعهد ، ووصف ولـيَّ العهد الأمير محمد بن سلمان ، بالرجل العظيم الذي لا مثيل لـه ، يمثّلُ في المنطقة دورَ أميـرِ المؤمنين.

لقد استعادت أمريكا دورها القيادي في المنطقة الذي افتقدَتْـهُ بعد سقوط الإتحاد السوفياتي الجبّار المنافس ، واستعادت أصدقاءها الخليّجيين ، وبرزت السعودية جباراً إقليمياً يرتقي فوق هالَـةِ تركيا وإسرائيل.

يقول “ترامب” : هذا الثنائي الأمريكي ـ السعودي يمثل عصراً ذهبياً جديداً، وبفضل العلاقة التاريخية والشراكة الاستراتيجية بينهما يبزغ ، “فجـرٌ رائعٌ ينتظره الشرق الأوسط الجديد”.

الفجر الرائع الذي ينتظره الشرق الأوسط ، هو فجـر السلام ، وفي حالةِ السلام ، تصبح السعودية هي الحليف الأقرب إلى أميركا ، بديلاً من الشرطي الإسرائيلي الحليف في حالة الحرب.

من أجل تحقيق هذا السلام “الأبراهيمي” رفـعَ ترامب العقوبات عن سوريا، نزولاً عند رغبة الأمير محمد بن سلمان ، والتقى الرئيس أحمد الشرع لتأكيد شرعيته الدولية ، وانتشال سوريا من المحور العسكري الإيراني وسائر الفصائل المتفشيّة بالإرهاب.

أبـرز عقبة في طريق الإتفاقات “الإبراهيمية” وطريق السلام السياسي والأمني والإقتصادي في المنطقة، هو البرنامج النووي الإيراني، وقيل إنَّ إيران إلتَمَستْ وساطة الأمير محمد بن سلمان من أجل تخفيض مطالب الجانب الأميركي حيال الإتفاق النووي.

في المجال النووي ، راح “ترامب” يمثّل دور البابـا والأمبراطور : البابـا الذي يحمل غصن الزيتون ، والأمبراطور الذي يهدّد بالعقوبات الهائلة . “فإذا رفضت إيران غصن الزيتون واستمرت في حروبها بالوكالة ومهاجمة جيرانها ، فلن يكون أمامنا خيارٌ سوى استخدام القوة العسكرية للدفاع عن حلفائنا”.

وكانت القمة الخليجية ـ الأمريكية ، التي جمعته مع حلفائـه قادة الخليج لوضع الخطوط العريضة لأمـن المنطقة في مواجهة التحديات الإقليمية.

لم ينسَ “ترامب” : “أن لبنان كان ضحيةً لسياسات إيران وحزب الله ، وهو يحظى بفرصةٍ جديدة مع الرئيس الجديد وحكومته ، مبدياً استعداده لمساعدته على بناء مستقبل أفضل ، وفي سلامٍ مع جيرانه… فيما لبنان وسلام لبنان كانا ولا يزالان ضحية جيرانه.

يبقى ، أن يتّخـذ لبنان دوراً لنفسه يتماشى مع الموكب الراجح نحو السلام في إطار الإندماج الإقتصادي والإحتضان العربي ، وعليه أن يعرف كيف يعتلي صهوة الخيول الرائدة حتى لا يكون مجروراً بأذناب الخيول الشاردة.

*كاتب المقال: وزير لبناني سابق.

رابط مختصر
2025-05-16
أترك تعليقك
0 تعليق
*الاسم
*البريد الالكترونى
الحقول المطلوبة*

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شروط التعليق : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء اسرة العربي الأفريقي الالكترونية وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.

حاتم عبدالقادر