«جحيم تحت الأرض».. هكذا ترى إسرائيل هذه المنشأة الإيرانية التي تشكل صداعا مزمنا في رأس تل أبيب منذ عدة سنوات طويلة حتى أنها وضعتها على رأس قوائم الاستهداف باعتبارها رأس الشيطان الأعظم الذي لا بد من التخلص منه حتى تعيش إسرائيل في أمان.
إنها منشأة نظنز النووية التي لا يعرف عنها الكثيرون سوى معلومات مسربة لا ترقى إلى أهمية وخطورة هذه المنشأة التي تسببت في إثارة ذعر تل أبيب.. فماذا عن هذه المنشأة؟ معظم منشأة نطنز مدفونة تحت الأرض بعمق يتجاوز 8 أمتار، وتحت طبقات من الخرسانة المسلحة التي تهدف إيران من بنائها إلى حمايتها من الهجمات الجوية.
(أجهزة الطرد المركزي)
استخدمت إيران في نطنز نماذج متعددة من أجهزة الطرد، والهدف: تخصيب اليورانيوم إلى مستويات مختلفة، بما في ذلك فوق 60% قريب من مستوى تصنيع السلاح النووي البالغ 90%. ((دور نطنز في البرنامج النووي))
نطنز هي المنشأة الرئيسية لتخصيب اليورانيوم في إيران.
تحتوي على آلاف من أجهزة الطرد المركزي مرتبة في ما يسمى بـ”كاسكيدات”
الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) تراقب أجزاءً من المنشأة، لكن الرقابة خضعت لقيود شديدة بعد انسحاب إيران من بعض التزاماتها عقب انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي في 2018.
(الهجمات والتخريب)
فيروس “ستاكس نت” (Stuxnet) – 2010
وكان هذا الفيروس أول ضربة كبرى لمنشأة نطنز.
أما فيروس حاسوبي طورته الولايات المتحدة وإسرائيل فتسبب في تعطيل آلاف أجهزة الطرد وبطء عمل المنشأة دون كشف مباشر. تفجير يوليو 2020
تفجير غامض في وحدة تجميع أجهزة الطرد المركزي.
إيران اتهمت إسرائيل بـ”عملية تخريب دقيقة”.
تسبب بأضرار كبيرة، أجّلت برنامج إيران لتطوير أجهزة الجيل المتقدم أشهرًا.
(عملية تخريب أبريل 2021)
بالتزامن مع محادثات فيينا لإحياء الاتفاق النووي.
انقطاع التيار الكهربائي فجأة.
إيران اتهمت “الموساد” بتنفيذ “هجوم سيبراني وتخريبي”.
وقيل إن أحد الموظفين زرع جهازًا مفخخًا، وفرّ إلى خارج إيران.
(تقارير استخباراتية)
تقارير إسرائيلية وغربية وصفت نطنز بـ”قلب المشروع النووي الإيراني”.
وورد في تقارير استخبارات أمريكية أن نطنز “قادرة على إنتاج وقود مخصب لصنع قنبلة في أقل من عام” إذا رفعت إيران سقف التخصيب.
(تطوير منشأة بديلة- نطنز الجديدة)
بعد الهجمات المتكررة، شرعت إيران عام 2022 في بناء منشأة جديدة لتخصيب اليورانيوم تحت جبل بالقرب من نطنز، أكثر عمقًا وتحصينًا.
يُقال إنها محصنة ضد قنابل “بانكر باستر” الأميركية والإسرائيلية.
وكالة الطاقة الذرية عبّرت عن قلقها من أن المنشأة الجديدة قد تكون خارج الرقابة تمامًا ومنذ ذلك الحين والمنشأة النووية الإيرانية أصبحت الخطر الأعظم الذي يهدد وجود تل أبيب فمعنى انتهاء إيران من صناعة السلاح النووي أن تصبح تلك المنشأة بوابات الجحيم المفتوحة على تل أبيب.