ألن تستحوا؟!.. ألن تهتزّ ضمائركم ولو للحظة أمام هذا الكمّ المهين من الإنهيار والذلّ والدماء؟!.. أيها القادة والرؤساء والزعماء العرب، أما آن لكم أن تخجلوا؟!
العالم العربي يتمزق شظايا… شعوبه بين قتيل وجائع ومهاجر ولاجئ… أرضه تُباع قطعةً قطعة، وسيادته تُنهك، وثرواته تُنهب، وقضاياه تُدفن واحدةً تلو الأخرى، وأنتم في صمت مريب… صمتٌ ليس حيادياً، بل خيانة موصوفة بكل المقاييس.
ما الذي أبقاكم على الكراسي غير صفقات الذلّ والحماية الأجنبية؟! ما الذي يبرّر تواطؤكم إلا مصلحة شخصية أو خوف على عروشٍ من ورق؟!.
أين كانت مواقفكم يوم سقط العراق؟ يوم دمّرت سوريا؟. يوم قُتلت فلسطين في ألف مشهد وصورة؟.
أين كنتم حين اختنق اليمن، وتفتّت السودان، وإحتُقر لبنان، وإنفجر ليبيا؟ أين كانت “قممكم الطارئة” و”مواقفكم التاريخية” و”بياناتكم النارية”؟؟.
كلها كانت حبراً على ورق، أو مشاهد تمثيلية لحفظ ماء وجه لم يعد لكم. تتحدّثون عن وحدة عربية، وأنتم أول من خانها. تتشدّقون بالشعارات القومية، وأنتم من مزّقها. تقولون؛ “نحن مع القضية”، بينما تقبّلون من طعنها علناً.. أي نفاقٍ هذا؟ أي مزيجٍ من العجز والجبن والإرتزاق تمثلونه؟!.. الشعوب لم تعد تثق بكم، فأنتم لا تمثلونها.. أنتم تمثلون مصالح، وتخدمون أوهام سلطتكم.
في وقتٍ يحتاج فيه المواطن العربي إلى موقف، إلى كرامة، إلى حدٍّ أدنى من الشجاعة، تغرقون في الصفقات وتلهثون خلف اعترافات خارجية تمنحكم “شرعية من ورق”…. كفىٰ .. كفىٰ .. كفىَ إذلالاً وبهتاناً، كفىٰ بيعاً للقضايا وتواطؤاً على الدماء..
هذه صرخة في وجوهكم، لعلّ بعض ما تبقّى من إنسانية فيكم يصحو… لكن، هيهات… فمن لم يخجل حين كانت الأمة تُذبح، لن يخجل بعد خرابها.
“يا للعار على زمن قل رجاله وكثرت فيه الرويّبضة”.
*كاتب المقال: إعلامي لبناني.