نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، اليوم السبت، “الأخبار المتداولة عن موعد قريب للمفاوضات مع الولايات المتحدة الأمريكية”. ولفت بقائي إلى أن “الرأي العام، في الوقت الحالي، غاضب إلى درجة أن أحدًا لا يجرؤ، حتى، على الحديث عن المفاوضات والدبلوماسية”.
وشدد على “ضرورة إدانة إسرائيل المعتدية ومحاسبتها ومعاقبتها بشأن جريمتها بقصف سجن إيفين خلال العدوان”، مؤكدًا أن “79 شخصا فقدوا حياتهم جراء جريمة الحرب الإسرائيلية الوحشية بقصف السجن”.
وكان مجيد تخت روانجي، مساعد وزير الخارجية الإيراني، قد قال “نرغب في الحلول الدبلوماسية، لكن القضية الأهم بالنسبة لنا هي أن نحصل على إجابة من الولايات المتحدة بشأن مسألة أساسية وهي عليهم أن يقنعونا بأنهم لن يستخدموا القوة العسكرية مرة أخرى خلال فترة التفاوض، وهذا أمر ضروري لبلادنا كي نتمكن من اتخاذ قرار مدروس بشأن مستقبل المفاوضات”.
وأضاف روانجي: “سنوقف تعاوننا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية”، مشيرًا إلى أن “ذلك يعتمد على مجموعة من الأمور، من بينها تحديد الخطوات التي يجب اتخاذها لضمان تعاون منتظم وسلس مع الوكالة”.
وصرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في وقت سابق من اليوم، بأنه يعتزم مناقشة الشأن الإيراني مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عندما يزور الأخير البيت الأبيض، الاثنين المقبل.
وأوضح ترامب، في تصريحات للصحفيين، أنه يعتقد أن “برنامج إيران النووي تعرض لانتكاسة دائمة، على الرغم من أن طهران قد تستأنفه في موقع مختلف”، مؤكدًا أن “إيران لم توافق على تفتيش مواقعها النووية أو التخلي عن تخصيب اليورانيوم”.
وصرح رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، اللواء عبد الرحيم موسوي، الأربعاء الماضي، بأنه “في حال صدور أي شر من الأعداء فإن ردنا سيكون أشد سحقا من ذي قبل”.
وأكدت وكالة “إرنا”، بأن تصريحات اللواء موسوي، جاءت خلال مراسم تأبينية لقتلى الحرب الإسرائيلية على إيران، مشيرًا إلى أن “جميع الأدلة الواضحة والخفية تؤكد أن إسرائيل تكبدت هزيمة نكراء أمام إيران”.
وأشار اللواء موسوي إلى أنه “منذ سنوات والصهاينة وداعموهم يحشدون قواهم لاستهداف نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية”، منوّهًا إلى أن “هدف الأعداء كان توجيه ضربة لصلب النظام الإسلامي في إيران وتقسيم البلاد، وليس الموضوع النووي الإيراني”.
وفي 13 يونيو الماضي، شنّت إسرائيل ضربات جوية مفاجئة، في عملية أطلقت عليها اسم “الأسد الصاعد”، استهدفت مواقع عسكرية ومنشآت نووية في إيران، أهمها منشأة “نطنز” الرئيسية لتخصيب اليورانيوم.
وأدت الضربات الإسرائيلية إلى مقتل عدد من العلماء النوويين والقادة العسكريين البارزين والمسؤولين الإيرانيين أبرزهم قائد الحرس الثوري حسين سلامي، ورئيس أركان الجيش محمد باقري، وقائد القوات الجوية والفضائية في الحرس الثوري أمير علي حاجي زاده.
وردت إيران، بضربات جوية ضد إسرائيل، في عملية عسكرية أطلقت عليها اسم “الوعد الصادق 3″، استهدفت خلالها عشرات المواقع العسكرية والقواعد الجوية في إسرائيل، مؤكدة أن العملية ستتواصل طالما اقتضت الضرورة.
وبررت إسرائيل هجماتها بأن إيران وصلت إلى “نقطة اللاعودة” في تخصيب اليورانيوم وتقترب من امتلاك سلاح نووي، وهو ما تنفيه طهران وتصر دائما على أن أنشطتها النووية مخصصة لأغراض سلمية فقط.
كما شنّت الولايات المتحدة هجوما على 3 منشآت نووية إيرانية في نطنز وفوردو وأصفهان، ليلة 22 يونيو الماضي. ووفقا لواشنطن، “كان الهجوم يهدف إلى تدمير البرنامج النووي الإيراني أو إضعافه بشكل خطير”.
وبعدها بأيام، أعلن الحرس الثوري الإيراني، الرد على الولايات المتحدة الأمريكية بضرب قاعدة “العديد” الأمريكية في دولة قطر.