>> تداخل الأجندات الإقليمية والدولية أدى تعقيد المشهد في المنطقة بشكل كبير
>> السفير الدكتور صلاح حليمة: البحر الأحمر هو المنطقة الرئيسة في الصراع بالشرق الأوسط.. ومخطط الشرق الأوسط الجديد بدأ قبل “طوفان الأقصى”
يشهد الشرق الأوسط منذ عقود حالة مستمرة من الاضطراب وعدم الاستقرار، نتيجة تراكمات تاريخية، وصراعات سياسية، وتدخلات خارجية، وأطماعا إقليمية متشابكة. ومع بداية القرن الحادي والعشرين، لم تشهد المنطقة أي فترة هدوء حقيقي، بل أصبحت مسرحًا لصراعات متداخلة تُدار أحيانًا على شكل حروب مباشرة، وأحيانًا أخرى عبر وكلاء وأذرع عسكرية غير رسمية. هذه الصراعات الإقليمية لا تُختزل في مواجهات عسكرية فقط، بل تمتد لتشمل صراعات مذهبية وطائفية، ونزاعات على النفوذ والموارد، وتنافسًا حادًا على زعامة الإقليم.
في هذا الإطار عقدت لجنة الشؤون العربية بنقابة الصحفيين ندوة بعنوان “تأثير الصراعات الإقليمية على مستقبل الشرق الأوسط”، تحدث فيها كل من محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق، والسفير الدكتور صلاح حليمه مساعد وزير الخارجية الأسبق ونائب رئيس المجلس المصرى للشؤون الخارجية، والسفير عاطف سالم سفير مصر الأسبق في إسرائيل وعضو المجلس المصرى للشؤون الخارجية، والدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية، والدكتور جهاد الحرازين أستاذ القانون العام والنظم السياسية.
وقد أوضحت الندوة مدى تداخل الأجندات الإقليمية والدولية إلى تعقيد المشهد بشكل كبير، بحيث لم تعد الحروب والنزاعات تدور بين طرفين واضحين، بل أصبحت هناك تحالفات مرنة ومؤقتة، وتوازنات متغيرة تخضع لحسابات المصالح لا المبادئ. كما أن بروز الفاعلين غير الرسميين، مثل الميليشيات المسلحة والتنظيمات المتطرفة، ساهم في تعميق الأزمات وإطالة أمدها، وأفرز واقعًا جديدًا جعل الدولة الوطنية في كثير من الحالات مجرد طرف من عدة أطراف في معادلة النزاع.
وأفادت الندوة بأن فهم تأثير هذه الصراعات الإقليمية لا يقتصر فقط على تشخيص أسبابها أو توثيق تداعياتها، بل يجب أن يشمل كذلك استشراف مستقبل المنطقة في ظل استمرار هذه النزاعات، وإمكانية التوصل إلى حلول شاملة ومستدامة تضمن بناء شرق أوسط آمن ومستقر. فما بين التفكك والتفاهم، وما بين التصعيد والتهدئة، يبقى مستقبل الشرق الأوسط معلقًا على قدرة شعوبه ودوله على تجاوز منطق الصراع إلى أفق التعاون والمصالحة.

وفي السياق ذاته، قال السفير الدكتور صلاح حليمة عضو مجلس إدارة المجلس المصرى للشؤون الخارجية، إن البحر الأحمر هو المنطقة الرئيسية في الصراع بالشرق الأوسط، مضيفا أن الحديث عن مخطط الشرق الأوسط الجديد بدأ قبل طوفان الأقصى.
وأكد “حليمة” أن أفكار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو متشابهة ومتطابقة، فيما يتصل مخططات المنطقة، موضحا أن ترامب يرغب في تصفية القضية الفلسطينية، والصراع الحالي بين التصفية والتسوية على أساس حل الدولتين.
وأوضح “حليمة”، أن العامل الحاكم لوقف التصفية هو موقف الدول العربية، مطالبا بعض الدول التي تلوذ بالصمت باتخاذ موقف حاسم وتعليق الاتفاقيات التجارية مع تل أبيب، مشيرا إلى أن إسرائيل تمارس إرهاب الدولة.
وقال “حليمة”: إن هناك مخططات لتفتيت الدول مثل ما يجري في السودان فهناك قوات الدعم السريع التي تقاتل الجيش السوداني وشكلت حكومة موازية، إلى جانب وجود مطامع إثيوبية في الصومال تسعى للحصول على منفذ على البحر الأحمر.