من القلم تبدأ الحكاية، وتُروى التفاصيل التي يعجز عنها الصوت، وتُسطر المواقف التي لا توثقها الكاميرات. القلم ليس جمادًا، بل كائن حيّ ينبض بما نعيشه، وينزف بما نشعر به، ويرتجف حين تُخدش الحقيقة.
“من القلم” لا تخرج الكلمات اعتباطًا، بل تُولد من واقعٍ نعيشه، ومجتمعٍ يئن بصمت، وطموحاتٍ تبحث عن ضوء. القلم لا ينتمي لحزب، ولا ينحاز لمصلحة، بل يميل دائمًا إلى ضمائر الناس، إلى وجعهم، إلى حلمهم البسيط بوطن يحترم الإنسان، ويصون الكرامة، ويكافئ المجتهد.
من القلم، تُكتب كلمات ليست للزينة، بل للمحاسبة. ليست للتجميل، بل للتغيير. ليست لتصف حالنا، بل لتدفعنا للأفضل.
في زمن كثر فيه الكلام، وقلّت فيه المواقف.. يظل القلم شاهدًا صادقًا، لا ينافق، ولا يساير، ولا يخشى. وربما لهذا السبب، يُخشى القلم حين يُستخدم بصدق، ويُحارب حين يُضيء الحقيقة، ويُراد له أن يصمت حين يقترب من دوائر النفوذ.
من القلم رسالة، أن الإعلام ليس مجرد مهنة، بل مسؤولية. وأن الكاتب ليس مجرد ناقل، بل شريك في التغيير. وأن السطر قد يكون أقوى من القرار، والحرف قد يُحرّك ساكنًا.
ومن القلم نكتب.. لا طمعًا في شهرة، ولا بحثًا عن تصفيق، بل وفاءً لرسالة، واحترامًا لعقل القارئ، وإيمانًا بأن الوطن يستحق الأفضل دائمًا.
*كاتب المقال: إعلامي كويتي.