“النفط الإيراني”.. حلقة جديدة في الأزمة اللبنانية

آخر تحديث : الجمعة 20 أغسطس 2021 - 10:00 مساءً
“النفط الإيراني”.. حلقة جديدة في الأزمة اللبنانية
فاطمة خليفة:

>> “الحريري”: لبنان في أمَسْ الحاجة لدعم الأشقاء والأصدقاء وليس الاصطدام بالمجتمع الدولي

>> “الحريري” يعلن توصله لاتفاق لنقل الغاز المصري عبر الأردن ويتهم “حزب الله” بتهريب الوقود إلى سوريا

>> “نصر الله”: السفينة الإيرانية أرضا لبنانية وأحذر من المساس بها

>> “الحريري”: تعطيل تشكيل الحكومة صناعة إيرانية

>> “نصر الله”: استقالة الحريري صناعة أمريكية

اشتعلت المواجهة من جديد بين سعد الحريري رئيس الحكومة اللبنانية السابق وحسن نصر الله الأمين العام لحزب الله “اللبناني”، على مدار الأيام الماضية، حيث نشبت حرب تصريحات بين “الحريري” وبين “نصر الله”، وذلك علي خلفية الأحداث المريرة التي يمر بها لبنان والذي يشهد انهيار غير مسبوق على الصعيد الاقتصادي والسياسي والاجتماعي وسلسلة من الأزمات المعيشية، وخاصة أزمة نقص الوقود او بالأحرى اختفائه، بالإضافة إلى رفع الدعم عنه، مما أدى إلى حالة من الفوضى والعنف شهدها اللبنانيين أثناء رحلتهم البحث عن الوقود.

تهريب الوقود اللبناني الي سوريا

بدأت التصريحات من جانب حزب الله عندما خرج أمينه العام حسن نصر الله” في خطابه الثلاثاء الماضي باتهام الحريري مباشرة بالتبعية للنظام الأمريكي في موقفه السابق من أحداث انتفاضة ١٧ اكتوبر ٢٠١٩ مشيرا إلى أن استقالة الأخير انذاك لم تكن من أجل الشعب ولكن بإيعاز من الإدارة الامريكية، كما تطرق إلى الحديث عن تهريب الوقود اللبناني الي سوريا وان ذلك يضر بمصلحة النظام السوري المعروف بتحالفه العسكري مع حزب الله.

من جانبه نفي “الحريري” في سلسلة تغريدات على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) ادعاءات “نصر الله” حول استقالته وقال: ان استقالته كانت صناعة لبنانية بامتياز ومن أجل الشعب اللبناني، فيما وصف تعطيل تشكيل ولادة الحكومة اللبنانية على مدار عام بأنها صناعة إيرانية بامتياز في إشارة منه الي ضلوع حزب الله المعروف بولائه لدولة إيران في عرقلة ملف الحكومة. وسخر “الحريري” من حديث نصر الله عن تضرر النظام السوري من سرقة الوقود اللبناني واصفا كلامه بالمضحك المبكي.

أزمة سفينة الوقود الايرانية

أصبح الجميع يبحث عن حل لأزمة نقص الوقود في لبنان، ولجأ السياسيين لتبادل الاتهامات، واشتعلت من جديد المواجهة بين الحريري وحزب الله.

فقد أعلن الحريري في لقاء تليفزيوني له عقب استقالته الشهر الماضي عن توصله لاتفاق مع الأردن ومصر لنقل الغاز المصري إلى الأراضي اللبنانية عبر الأردن وسوريا وذلك خلال زيارته الأخيرة الي مصر، وهو ما اكدته الرئاسة اللبنانية امس في بيانها. وقال “الحريري”: إن اعتبار السفن الإيرانية أراضي لبنانية يشكل قمة التفريط في سيادتنا الوطنية، ودعوة مرفوضة للتصرف مع لبنان كما لو أنه محافظة إيرانية. ونحن بما نمثل على المستوى الوطني والسياسي لن نكون تحت أي ظرفٍ غطاء لمشاريع إغراق لبنان في حروب عبثية تعادي العرب والعالم”.

علي الجانب الآخر زف زعيم حزب الله البشرة الي اللبنانيين بقدوم سفينة إيرانية محملة بالوقود الي لبنان، وحذر نصر الله قبل ايام في كلمته الأخيرة بمناسبة ذكري عاشوراء من المساس بالسفينة معلنا السفينة الإيرانية أرضا لبنانية، واتهم نصر الله أمريكا بالوقوف وراء الأزمات الاقتصادية الأخيرة التي يشهدها لبنان لخنق الشعب اللبناني واجبار لبنان للانصياع إلى المشروع الصهيوني. وحذر نصر الله ما وصفهم بعملاء أمريكا من الساسة والناشطين اللبنانيين المنجرفين خلف المخطط الأمريكي ، مذكرهم بمصير عملاء أمريكا في أفغانستان وتخليها عنهم في النهاية.

وفي نفس السياق رأى البعض في هذا تعدي من حزب الله على مؤسسات الدولة اللبنانية، خاصة أن السفينة لن تأتي عبر اي قنوات لبنانية شرعية أو موافقة حكومية بالإضافة إلى غياب أي دور للدولة اللبنانية الرسمية في التعليق على أزمة السفينة التي من الممكن أن تؤدي إلى وقوع لبنان فريسة للعقوبات الأمريكية؛ وهو ما دفع “الحريري” مجددا للهجوم على “حزب الله” متهما الرئاسة اللبنانية بالتواطؤ مع الحزب وتغطيته سياسيا.

واعتبرت مصادر سياسية لبنانية أن تأكيد الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله وصول نفط إيراني إلى لبنان قريبا بمثابة تعميق للأزمة اللبنانية من جهة ووضع عراقيل في طريق محاولة نجيب ميقاتي تشكيل حكومة جديدة.

ورأت هذه المصادر أن نصرالله لجأ إلى التصعيد وذهب بعيدا في تحدي ما بقي من الدولة اللبنانية، وذلك من أجل تكريس واقع يتمثل في أن حزبه المرتبط بإيران هو لبنان. وتوقفت المصادر السياسية اللبنانية خصوصا عند قول نصرالله إن السفن الإيرانية التي تنقل نفطا إلى لبنان أرض لبنانية، معتبرةً ذلك تكريسًا لواقع يتمثل في أن لبنان صار بمثابة محافظة إيرانية.

وتساءل “الحريري” في سلسلة تغريدات جديدة هل تسلم حزب الله كل الحقائب الوزارية والمرافئ العامة ليستدعي السفن الإيرانية وادخالها رغما عن السلطات العسكرية والأمنية . وأضاف ان الدولة اللبنانية في وقت احوج ما يكون الي حكومة تحظي بدعم الاشقاء والاصدقاء وليس بالاصطدام مع المجتمع الدولي.

وقال الحريري في سلسلة تغريدات له على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: “هل ما سمعناه هذا الصباح عن وصول السفن الإيرانية هو بشرى سارة للبنانيين أم إعلان خطير بزج لبنان في وحول صراعات داخلية وخارجية؟ يعلم حزب الله أن أساس أزمة المحروقات في لبنان تنشأ عن التهريب المتعمد لخدمة النظام السوري، والأجدى في هذه الحالة وقف التهريب بدل تمنية اللبنانيين بالحصول على المازوت الإيراني”.

من جانبه حمّل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الرئيس ميشال عون مسؤولية تبعات استقدام حزب الله سفينة محروقات من إيران. وقال جعجع في رسالة لعون “إنكم تتحملون يا فخامة الرئيس المسؤولية الكاملة عما يمكن أن يلحق بالبلد من جراء عدم تحرير استيراد النفط والأدوية وغيرها، في الوقت الذي تتركون فيه حزب الله يقوم بالأمر بوسائل ملتوية وغير قانونية، ستعرّض لبنان لكارثة حقيقية”.

وتفرض الولايات المتحدة بشكل متكرر عقوبات ضد كيانات وشخصيات إيرانية أو تتعامل مع النظام في طهران. وفي مايو 2018 أعادت الولايات المتحدة فرض عقوبات على طهران، بعد انسحابها من اتفاق دولي حول برنامج طهران النووي.

يذكر ان الدولة اللبنانية تدار من خلال حكومة مستقيلة برئاسة حسان دياب، منذ انفجار المرفيء اللبناني في أغسطس من العام الماضي، وشهد لبنان عدة اعتذارات للرؤساء حكومات مكلفين كان آخرهم “الحريري” بعد تسعة أشهر من محاولته تشكيل حكومة لعدم توافقه مع رئيس الجمهورية، وفي ذات السياق تتباين الأقاويل عن احتمالية اعتذار رئيس الحكومة المكلف الحالي “نجيب ميقاتي” لذات الأسباب.

رابط مختصر
2021-08-20
أترك تعليقك
0 تعليق
*الاسم
*البريد الالكترونى
الحقول المطلوبة*

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شروط التعليق : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء اسرة العربي الأفريقي الالكترونية وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.

حاتم عبدالقادر