الخبير السياسي هاني الجمل يوضح حقيقة مصانع الطائرات الإسرائيلية في طهران

آخر تحديث : الجمعة 11 يوليو 2025 - 3:20 مساءً
الخبير السياسي هاني الجمل يوضح حقيقة مصانع الطائرات الإسرائيلية في طهران
فاطمة خليفة:

أحدثت الضربات الإسرائيلية التي شنتها قوات دولة الاحتلال الإسرائيلي على إيران فجر يوم 12 من يونيو ٢٠٢٥، مفاجأة كبرى لدى الجميع، ولكن المفاجأة الأكبر التي صدمت الجميع تمثلت في حجم الاختراق الإسرائيلي للداخل الإيراني والذي كشف عن عوار كبير في حجم ضعف الاستخبارات الإيرانية؛ لنكتشف حجم الاختراق الاستخباراتي الإسرائيلى لإيران  مع كشف حجم الاغتيالات التي نفذتها إسرائيل ضد مسؤولين وعلماء إيرانيين من خلال قدرتها على تحديد أماكن تلك الشخصيات بدقة والوصول إليهم بسهولة.

واستكمالا لمسلسل الاختراقات تم الكشف مؤخرا عن وجود مصانع للطائرات المسيرة  تابعة للموساد الإسرائيلي تعمل داخل طهران.

وعن حقيقة وجود تلك المصانع وحجم الاختراقات الإسرائيلية يقول المحلل السياسي هاني الجمل في تصريحات خاصة لـ”العربي الأفريقي”: أكد الجانب  الإيراني، بالفعل، عن وجود ورش كثيرة ومصانع محلية الصنع لتصنيع المسيرات إسرائيلية في الداخل الإيراني، وبالتالي هو أمر موثوق منه خاصة أن إيران استطاعت في الفترة الماضية النجاح في تصنيع المسيرات وهو ما ظهر جليا في الحرب الروسية الأوكرانية والتي ساعدت فيها إيران روسيا بهذا السلاح الجديد، وهو سلاح خفيف ورخيص الثمن ولكن له تأثير كبير في ترجيح كفة على كفة أخرى بالإضافة إلى أنه استطاع أن يرصد العديد من المواقع الاستخباراتية لدى الصراع في روسيا وأوكرانيا، كما أنه اثبت أيضا نجاحه في الحرب الإيرانية الأخيرة.

ويضيف “الجمل”: هناك من العملاء فى الداخل الإيرانى الذين ساعدوا إسرائيل في إقامة هذه الورش والمصانع بعيداً عن أعين الأجهزة الاستخباراتية الإيرانية، ومن الممكن أن تكون هناك بعض عناصر من الجيش الإيراني المنفلتة قد تعاونت في هذا الشأن، وحتى الآن لم يتم الإعلان عن ماهيات العملاء هل هم من المهندسين أم مجموعة من العسكريين وبالتالي لن نستطيع أن نجزم بمن ساهم في هذا الاختراق.

وأضاف “الجمل”: لا شك أن إسرائيل استفادت من الخبرة الإيرانية في هذا المجال  من خلال محاولة تجنيد عملاء كثر في الداخل الإيراني من أجل هذا التصنيع والذي تم استخدامه في الضربة الأولى التي قامت بها إسرائيل ضد إيران والتي أطاحت بالعديد من القادة العسكريين، بالإضافة إلى إتاحة الفرصة لإسرائيل لتحقيق ضربات عسكرية مركزة من الداخل، في ظل وجود تحركات حثيثة ما بين أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية  وأزرعها بالداخل الإيراني في هذا الشأن، وبالتالي هذه المصانع لها علاقة وثيقة بالموساد الإسرائيلي.

واستطرد “الجمل”: مازالت إيران حتى الآن تسعى جاهدة لسد هذه الفجوات الخاصة بـالخروقات الاستخباراتية التي مارستها إسرائيل، ولكن هناك إشكالية كبيرة وهي تعدد المكونات الإثنية في الداخل الإيراني من كوردية أو أذرية أو عربية وبالتالي قد يكون هناك تفاهم كبير بين هذه الإثنيات وإسرائيل لإنهاء نظام الملالي وتفعيل دور هذه المكونات في السيطرة على مقاليد الحكم، ولا شك أن اغتيال “إبراهيم رئيسي” الرئيس الإيراني السابق ووزير خارجيته على الحدود الإيرانية يؤكد على هذا المعنى كما أن هناك علاقات وثيقة دبلوماسية واستخباراتية  بين إسرائيل وبعض دول الجوار  الإيراني والتي تتعاون في هذا الشأن.

وكشف “الجمل” عن أن استباحة الأجواء  الإسرائيلية لإيران لم تقف فقط على الجانب العسكري ولكنه تعدى إلى خلخلة البنية الاجتماعية الإيرانية مما دفع “خامنئي إلى الإسراع في معالجة هذه الخروقات الواسعة التي يمكن أن تؤدي إلى تفشي الفوضى في الداخل وانهيار النظام السياسي.

وعن وجود دور لدول الجوار خاصة روسيا أو تركيا في هذه الخروقات قال “الجمل”: هذا الأمر مستبعد، خاصة أن روسيا لو كانت تمتلك بالفعل هذه التقنيات كانت استخدمتها في حربها ضد أوكرانيا، وبالتالي من المؤكد أن الخروقات كانت فقط بالتعاون مع الداخل الإيراني فقط، أما تركيا من الممكن ضلوعها في هذا الأمر خاصة أنها تسعى لتقليم أظافر المشروع الإيراني في سوريا وهذا الأمر ينسحب أيضا على محاولة إضعاف الجبهة الإيرانية ضد إسرائيل مما يعني تقاطع المصالح بينهم في سوريا وبعض المناطق الأخرى، وفي النهاية مازالت التحقيقات مستمرة ولم تؤكد التحقيقات حتى الآن ماهية العملاء وبالتالي كل الأطروحات مفتوحة.

رابط مختصر
2025-07-11
أترك تعليقك
0 تعليق
*الاسم
*البريد الالكترونى
الحقول المطلوبة*

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شروط التعليق : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء اسرة العربي الأفريقي الالكترونية وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.

صفوت بسطا