أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الجمعة، بأن القلق يسود إسرائيل من “خسارة جبل الشيخ” بعد الاستقبال التاريخي للرئيس السوري أحمد الشرع في البيت الأبيض.
وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، اليوم الجمعة، أن القلق يسود إسرائيل من أن يمارس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضغوطا على تل أبيب للتخلي عن جبل الشيخ، الذي احتلته بعد سقوط نظام بشار الأسد.
وربطت الصحيفة هذا التخوف مع احتمال الجيش الإسرائيلي لشنّ “عملية موسعة” ضد “حزب الله” اللبناني، مضيفة أن الجرافات والمعدات الهندسية الإسرائيلية تصعد حاليا الطريق المعبّد إلى ارتفاع 2800 متر على قمة جبل الشيخ المغطاة بالثلوج، وهو طريق كان حتى قبل عام تحت سيطرة جنود جيش الأسد.
وأوضحت الصحيفة أن الجرافات الإسرائيلية تتقدم نحو قمة جبل الشيخ داخل الأراضي السورية، حيث تجري أعمال ترميم وتحصين في موقعين استعدادا للشتاء المقبل، مشيرة إلى أن “قادة إسرائيل لا يتعاملون مع هذا الشتاء على أنه الأخير للجيش في جبل الشيخ”.
ولفتت إلى أن الاتصالات الهادئة والتي جرت بين مقربين من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ومبعوثين عن الحكومة السورية لم تحرز تقدما حتى الآن.
وكانت تقضي هذه الاتصالات إلى التوصل أو بلورة اتفاق وقف إطلاق نار جديد يحل محل الترتيبات التي كانت قائمة منذ العام 1974 وحتى سقوط نظام الأسد العام الماضي.
وفي سياق متصل، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس الخميس، إن حكمه على الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع يعتمد على التطورات الميدانية.
وتساءل نتنياهو: “هل تصبح سوريا دولة مسالمة؟ هل يقضي على الجهاديين في جيشه؟ هل يتعاون معي لإنشاء منطقة منزوعة السلاح في جنوب غرب سوريا على حدود مرتفعات الجولان؟”، وفقا لما نقلته صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”.
وأردف قائلا: “الدروز السوريون تعرضوا للتعذيب والذبح، بشكل يكاد يكون سيئاً كما حدث في السابع من أكتوبر 2023″، على حد زعمه، مضيفا: “إذا نُزع السلاح من جنوب غرب سوريا وتم توفير الحماية الدائمة للدروز هناك، فيمكننا المضي قدما”.
وكان الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع، أكد أن “التوغل الإسرائيلي في سوريا لا ينبع من مخاوفها الأمنية بل من طموحاتها التوسعية”، مشيرًا إلى أن دمشق منخرطة في مفاوضات مباشرة مع تل أبيب، إلا أن على الأخيرة الانسحاب إلى حدود 8 كانون الأول/ديسمبر حتى يتم إحراز تقدم في هذا الملف.
وقال إن “إسرائيل احتلت الجولان بحجة حماية نفسها، واليوم تفرض شروطًا في جنوب سوريا بحجة حماية الجولان. وبعد سنوات، ربما ستحتل وسط سوريا بحجة حماية الجنوب، وبهذا المنطق قد تصل إلى ميونيخ في النهاية”.
وفي 29 سبتمبر الماضي، أكد وزير الإعلام السوري حمزة المصطفى أن “الاتفاق الأمني بين سوريا وإسرائيل يختلف تماما عن تطبيع العلاقات بين البلدين”، مشيرا إلى أن إسرائيل “اعتبرت اتفاق فض الاشتباك الموقع عام 1974 لاغيا”. وقال إن دمشق أجرت 3 جولات من المفاوضات مع الإسرائيليين، مضيفا: “لكن الضربات الإسرائيلية على سوريا عقدت الأمور”.
وفي وقت سابق، أكد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، أن الغارات الإسرائيلية على مناطق سورية جعلت تطبيع العلاقات بين دمشق وتل أبيب صعبا.













