أعلنت قوات الدعم السريع، اليوم الإثنين، بسط سيطرتها الكاملة على حقل “هجليج” النفطي الاستراتيجي الواقع في ولاية جنوب كردفان، بعد انسحاب القوات الحكومية والكوادر الفنية من المنطقة يوم الأحد؛ لتفادي وقوع مواجهات مسلحة مباشرة داخل المنشآت الحيوية.
من جانبها كشفت مصادر حكومية أن انسحاب الجيش السوداني من الحقل، جاء حماية للبنية التحتية النفطية من الدمار الشامل، وتفادي مواجهة جديدة يدفع ثمنها المدنيين، خاصة أن المدنيون في جنوب كردفان هم الحلقة الأضعف، حيث من المتوقع أن تشهد الولاية موجات نزوح جديدة تزيد من وطأة الكارثة الإنسانية في منطقة تعاني أساساً من هشاشة أمنية مفرطة.
تمثل منطقة “هجليج” عصب الاقتصاد في المنطقة، فهي لا تقتصر على كونها مركزاً للإنتاج السوداني، بل تضم منشأة المعالجة الرئيسية لنفط دولة جنوب السودانـ حيث كانت دائماً نقطة نزاع ساخنة، كونها تشكل شريان الحياة المالي لحكومة جوبا ومصدراً أساسياً للإيرادات في الخرطوم، والسيطرة عليها تعني الإمساك بزمام “أمن الطاقة” العابر للحدود، وتحويلها من منطقة إنتاج إلى ورقة ضغط سياسية وعسكرية كبرى.
يشير هذا التحول الميداني إلى رغبة قوات الدعم السريع في تجفيف منابع التمويل وتضييق الخناق الاقتصادي على القوات المسلحة السودانية. اختيار الانسحاب من جانب الجيش السوداني، رغم مرارته العسكرية، يعكس تخوفاً من سيناريو “الأرض المحروقة” الذي قد يخرج أهم منشأة نفطية في البلاد عن الخدمة لعقود، مما سيعمق الأزمة الاقتصادية الطاحنة أصلاً.
يضع توقف المنشأة الحكومة السودانية أمام خطر نقص حاد في الإمدادات البترولية وتفاقم معدلات التضخم، في حين تجد دولة جنوب السودان نفسها في وضع حرج نتيجة تهديد شريان إيراداتها الرئيسي، مما يضفي صبغة إقليمية معقدة على الأزمة.












