قالت الرئاسة السورية، اليوم الجمعة، إن “الجمهورية العربية السورية تعرب عن قلقها العميق وأسفها الشديد إزاء التصعيد الدموي الأخير في الجنوب السوري”، مؤكدة أن “ما جرى ناتج عن تحركات لمجموعات مسلحة خارجة عن القانون تهدد الأمن وتستهدف المدنيين، بينهم أطفال ونساء”.
وأكدت الرئاسة السورية، في بيان رسمي، “رفضها القاطع لأي انتهاك لحرمة المنازل أو كرامة المواطنين”، معتبرة أن “ترويع المدنيين واستخدام العنف أمر مرفوض أخلاقيا وإنسانيا وقانونيا”. وشدد البيان على أن “الدولة السورية لن تنجر لمنطق الانتقام أو الفوضى، بل ستواجه الاعتداءات بتطبيق القانون وتحقيق العدالة”، مجددة تمسكها بوحدة البلاد ومرجعية القانون كمظلة لجميع أبنائها.
وأضاف البيان أن “الدولة السورية تدعو جميع الأطراف إلى ضبط النفس وتغليب صوت العقل”، مؤكدة أنها “تبذل جهودا مكثفة لإيقاف الاقتتال وضبط الانفلات الأمني، مع إرسال قوة متخصصة لحل النزاع ميدانيًا واتخاذ إجراءات سياسية وأمنية لتحقيق الاستقرار”.
وختم بيان الرئاسة السورية “بدعوة كافة السوريين إلى التكاتف ورفض التصعيد، والعمل المشترك لحماية النسيج الاجتماعي السوري وصون أمن الوطن”.
وتشهد محافظة السويداء، جنوبي سوريا، لليوم الخامس على التوالي، هجوما عنيفا ينفذه مسلحون ينتمون إلى عدد من العشائر السورية، وسط أوضاع إنسانية متدهورة وانقطاع شامل للخدمات الأساسية.
وبحسب مصادر محلية لـ”سبوتنيك”، فإن الهجوم بدأ بعد انسحاب القوات التابعة للحكومة الانتقالية من المنطقة، مشيرة إلى أن المسلحين شنوا هجماتهم بدافع حملات تحريض نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، زعمت أن الفصائل المحلية في السويداء أعدمت مدنيين من أحياء تقطنها عائلات بدوية.
وأوضحت المصادر أن مقاطع الفيديو التي استُخدمت في تلك الحملات تبيّن لاحقا أنها غير صحيحة، وأن الفصائل المحلية لم تستهدف مدنيين من أحياء البدو، بل إن بعض العائلات غادرت المدينة بعد انسحاب القوات الحكومية خشية وقوع أعمال انتقامية، في حين بقيت عشرات العائلات دون أن تتعرض لأي أذى، وهي تحت حماية الفصائل المحلية، وفق ما أكدته المصادر ذاتها. واندلعت الاشتباكات في محافظة السويداء، في 13 يوليو/ تموز الجاري، بين مسلحين محليين وقبائل بدوية موالية للحكومة، استمرت لأيام عدة، أسفرت عن مقتل مئات المدنيين والعسكريين، أعقبتها حملة عسكرية من قوات الحكومة السورية الانتقالية للسيطرة على المحافظة. وفي محاولة لاحتواء الموقف، أعلنت وزارة الداخلية السورية، التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في السويداء، يتضمن 14 بندا، أبرزها وقف العمليات العسكرية وتشكيل لجنة مشتركة من الدولة وشيوخ دروز للإشراف على التنفيذ.