>> الصحيفة أجرت الحوار من داخل مكتب الجنرال الإسرائيلي بمقر هيئة الأركان
>> “إيزنكوت”: مساندتنا لجبهة النصرة كلام فارغ.. وإيران تهدف للسيطرة على “الشرق الأوسط” بهلالين شيعيين
>> لدى “ترامب” فرصة لتحالف دولي جديد في المنطقة
>> مطلبنا هو انسحاب إيران و”حزب الله” من سوريا
>> الوضع اللبناني معقد وخطوة الحريري بالاستقالة من الرياض كانت مفاجئة
قال رئيس الاركان الاسرائيلي الجنرال غادي إيزنكوت إن المخطط الايراني هو السيطرة على الشرق الاوسط بواسطة هلالين شيعيين الاول من ايران عبر العراق الى سوريا ولبنان والثاني عبر الخليج من البحرين الى اليمن وحتى البحر الاحمر.
وأضاف خلال مقابلة حصرية مع الموقع الإلكتروني “إيلاف”، هي الأولى مع صحيفة عربية، أن ما يقال عن مساندة جبهة النصرة في سوريا هو كلام فارغ وبين أن النصرة ومشتقاتها عدوة لإسرائيل مثل “داعش”. وبين أن الجيش الإسرائيلي يساعد القرويين في الجولان من ناحية طبية ويساعد الدروز كأخوة وانسانيًا فقط.
وقال رئيس الأركان إن للسعودية وإسرائيل مصالح مشتركة ضد التعامل مع إيران. ونفى وجود أي نية لدى جيش بلاده لمهاجمة حزب الله في لبنان لكن لن تقبل إسرائيل بأي تهديد استراتيجي لها.
ووصف رئيس الأركان الإسرائيلي وضع بلاده العسكري بالافضل منذ قيامها من ناحية القدرات والامكانات وفرض الاحترام والتقدير، وتطرق الى مسائل كثيرة بما يتعلق بالوضعين السوري واللبناني ومشاكل الشرق الاوسط والعلاقات الإسرائيلية العربية وتقاطع المصالح بالكامل بين إسرائيل والدول العربية وضرورة اقامة تحالف في المنطقة لمواجهة المد الإيراني ومحاولات ايران التموضع في سوريا والعراق ولبنان والبحرين واليمن، كما قال بصراحة إن خطوة استقالة الرئيس الحريري كانت مفاجئة إلا إنه تحدث عن وهن بدأ مؤخراً يصيب مؤسسات حزب الله بسبب الحرب السورية.
وقال الجنرال ايزنكوت انه يتابع ما تنشره “إيلاف” الى جانب اهتمامه بالإعلام العربي. وفيما يلي نص المقابلة التي جرت في مكتب الجنرال غادي إيزنكوت بمقر هيئة الأركان، وقد وعبّر عن سروره بهذه الفرصة للتحدث عبر الإعلام العربي عن اسرائيل عسكرياً وسياسياً.
قال رئيس الأركان الإسرائيلي في مستهل المقابلة إن دولة إسرائيل هي الآن في أفضل حالاتها العسكرية فقد تطورنا كثيرًا، فلدينا القوة العسكرية والاستخبارات وسلاح الجو والمشاة بافضل الاحوال والجميع يعرف ذلك، ونحظى بالتقدير من الدول المعتدلة في المنطقة.
بالنسبة للتحديات ففي السابق التهديد كان من جيوش الدول مثل الجيش السوري او غيره، اما اليوم فهناك مناطق توتر سريعة الاشتعال مثل لبنان على يد حزب الله والضفة الغربية وغزة وسيناء وسوريا وأحداث تكتيكية محلية قد تؤدي إلى مواجهة استراتيجية واسعة , ولكن الخطر الفعلي الاكبر في المنطقة هو ايران فهي لديها ثلاثة أمور مهمة تعمل عن طريقها اولا البرنامج النووي الذي تم تجميده مؤقتاً، ولا توجد اي شكوك بالنسبة لنوايا إيران بالحصول على قدرات نووية.
ثانيا بسط نفوذها في المناطق المختلفة وتفعيل اذرع تقوم بمهمات مثل حزب الله والحوثي والجهاد الاسلامي.
ثالثا تحاول إيران تغيير قوانين اللعبة في المنطقة عن طريق نقل الخبرات وبناء مصانع الاسلحة وتزويد الاسلحة المتطورة والاخرى والطائرات المسيرة، وهم يستثمرون اموالاً طائلة في الحرب وعلى المليشيات المختلفة.
مقابل ذلك هناك سياسة اميركية باقامة تحالف لمحاربة داعش ونجحوا بذلك وايضا تحاول الولايات المتحدة تقوية ودعم المحور السني المعتدل في المنطقة وبدون ادخال جيوش او قتال على الأرض. من ناحية ثانية هناك سياسة روسية ترى فقط المصالح الروسية في سوريا والروس يعرفون كيفية التناغم مع كل الاطراف فهم تحالفوا مع الاسد وايران وحزب الله من جهة ومع الأميركيين في الحرب على داعش ومع تركيا ومعنا في اطار جهاز منع الاحتكاك الذي يعمل بشكل ممتاز.
وماذا عن داعش في سوريا؟
اذا نظرنا الى خريطة سيطرة داعش قبل نصف عام في سوريا ونقارنها اليوم، نرى ان داعش انحسر كثيرًا، وان القضاء على هذا التنظيم بات وشيكا ولكن قد يعود نفس الفكر باسماء وتنظيمات اخرى في سوريا وفي المنطقة.
وماذا تريد إيران برأيكم؟
يمكن رؤية المخطط الايراني هو السيطرة على الشرق الاوسط بواسطة هلالين شيعيين الاول من ايران عبر العراق الى سوريا ولبنان والثاني عبر الخليج من البحرين الى اليمن وحتى البحر الاحمر وهذا ما يجب منع حدوثه في المنطقة، بعد تصريحات وخطاب الرئيس الاميركي دونالد ترمب الذي أكد على ضرورة منع البرنامج الصاروخي الايراني والتموضع في سوريا والعراق وارى بذلك بشرى للمنطقة.
في هذا الامر هناك توافق تام بيننا وبين المملكة العربية السعودية والتي لم تكن يومًا من الايام عدوة او قاتلتنا او قاتلناها، واعتقد ان هناك توافقاً تاماً بيننا وبينهم بما يتعلق بالمحور الايراني، فانا كنت في لقاء رؤساء الاركان في واشنطن وعندما سمعت ما قاله المندوب السعودي وجدت انه مطابق تمامًا لما افكر به بما يتعلق بايران وضرورة مواجهتها في المنطقة وضرورة ايقاف برامجها التوسعية.
كيف ترون الموقف الأمريكي لإدارة الرئيس ترمب؟
توجد مع الرئيس دونالد ترمب فرصة لتحالف دولي جديد في المنطقة ويجب القيام بخطة استراتيجية كبيرة وعامة لوقف الخطر الايراني ونحن مستعدون لتبادل الخبرات مع الدول العربية المعتدلة وتبادل المعلومات الاستخبارية لمواجهة ايران.
هل شاركتم السعودية بمعلومات في الفترة الاخيرة؟
نحن مستعدون للمشاركة في المعلومات اذا اقتضى الامر. هناك الكثير من المصالح المشتركة بيننا وبينهم.
ماذا بخصوص الازمة السورية؟
نحن لدينا سياسة واضحة وهي عدم التدخل في الحرب السورية ولكن فقط عندما رأينا محاولة تعدٍ على اخواننا الدروز تدخلنا في حضر وانتم كتبتم عن هذا في “إيلاف” وجهزنا المدرعات على جبل الشيخ وحذرنا النصرة بأننا سنهاجمهم اذا دخلوا حضر، وهذا ما كان وانتهت الازمة.
يقولون انكم تساندون النصرة وغيرها في الجولان، وحتى أن اعضاء كنيست اسرائيليين يقولون ذلك؟
هذا هراء وكلام فارغ، النصرة ومشتقاتها عدوة لنا مثل داعش واكثر من مرة وجهنا لهم ضربات نحن نساعد القرويين في الجولان من ناحية طبية ونساعد اخوتنا الدروز ونساعد انسانيا فقط.
ماذا عن التواجد الايراني في سوريا؟
مطلبنا ان يترك حزب الله سوريا وان تنسحب ايران ومليشياتها من سوريا ونحن قلنا علنًا وبشكل هادئ وسري اننا لن نقبل بالتموضع الإيراني في سوريا بشكل عام وبالاخص تمركزهم غرب طريق دمشق-السويداء، ولن نسمح بأي تواجد ايراني ,حذرناهم من بناء المصانع او القواعد العسكرية ولن نسمح بذلك .
ماذا في الشأن اللبناني؟
الوضع اللبناني معقد وخطوة الحريري بالاستقالة من الرياض كانت مفاجئة، ولكن ارى ان حزب الله بدأ يشعر بالضغط المالي وبدأ يدخل في مشاكل مادية كبيرة ونرى انحساراً في تأييد حزب الله، وهناك تململ في الشارع المؤيد لحزب الله وايضًا تظاهرات في الضاحية الجنوبية، الامر الذي لم نرَه سابقا.
في ظل الازمة هناك من يقول إن اسرائيل ستوجه ضربة لحزب الله في لبنان؟
لا توجد لدينا أي نية للمبادرة بهجوم على حزب الله في لبنان والوصول الى حرب، ولكن لن نقبل ان يكون هناك تهديد استراتيجي على إسرائيل. وانا سعيد جدًا للهدوء على جانبي الحدود، الامر الذي استمر طيلة 11 سنة. ونرى من الجانب الآخر محاولات ايرانية قد تؤدي للتصعيد ولكنني استبعد ذلك في هذه المرحلة.
حزب الله حاول في الفترة الاخيرة ادخال ضباط له في المؤسسة الامنية اللبنانية، ونجح بذلك بالرغم من ان الحريري أراد ان يبني دولة مؤسسات وعدم مشاركة حزب الله فيها.