وجدت بلدة بو راي الحدودية في تايلاند نفسها في طليعة معركة جديدة ضد سلالات من الملاريا مقاومة للأدوية قد تقوض محاولات عالمية للقضاء على المرض.
وتسببت الملاريا في وفاة نحو 445 ألف شخص العام الماضي أكثر من 90 بالمئة منهم في دول أفريقية جنوب الصحراء لكن أرقام الوفيات انخفضت إلى النصف تقريبا منذ عام 2000.
غير أن المكاسب التي تحققت بشق الأنفس معرضة للخطر بعد ظهور هذه السلالات في كمبوديا ثم انتشارها إلى لاوس وتايلاند وفيتنام.
وقال فيتشارن باتيرات رئيس الوحدة المتنقلة لمكافحة الأمراض في بو راي التي تبعد نحو 300 كيلومتر شرقي العاصمة بانكوك “ما نتخوف منه هو أن يسافر مريض لدولة أخرى مما يخاطر بانتشار العدوى”.
ويراقب مسؤولون صحيون المرضى بالطفيل الذي ينقله البعوض عن كثب للتأكد من استكمالهم للعلاج بما يحد من فرص مقاومة المرض للأدوية ويساعد أيضا في تحديد المرضى الذين يحملون السلالات المقاومة للأدوية.
ويخشى العلماء من تكرار تفشي الملاريا عالميا مثل ما حدث بعد ظهور سلالات مقاومة للأدوية في جنوب شرق آسيا من الخمسينيات وحتى السبعينيات من القرن الماضي.
وقال سيث بيركلي المدير التنفيذي لتحالف (جافي) العالمي لإنتاج الأمصال واللقاحات “المناطق الحدودية هي في العادة المناطق التي تنتشر فيها (السلالات) المقاومة” مفسرا لماذا تلعب بلدات مثل بو راي دورا محوريا في مكافحة المرض.
وظهرت 16 حالة إصابة بالملاريا هذا العام في بو راي لكن هذا الرقم يشكل انخفاضا كبيرا مقارنة مع 774 حالة في عام 2002.
وتحذر لافتات بعدة لغات من خطر الملاريا في البلدة الحدودية.
وتظهر بيانات حكومية أن الأجانب، وأغلبهم عمال مهاجرون، يشكلون ما يقل قليلا عن ثلث حالات الملاريا التي ظهرت في تايلاند العام الماضي.
وقال فيتشارن “لا نستطيع متابعتهم بالكامل فيما يخص تناولهم للأدوية بشكل صحيح لأنهم يتنقلون باستمرار عبر الحدود”.
وقد يساهم انتشار أدوية مغشوشة أو غير مستوفية للمعايير في المنطقة في تعزيز قدرة الطفيل على مقاومة العقاقير.
وتأمل تايلاند في القضاء تماما على الملاريا بحلول عام 2024 مع ظهور أقل من عشرة آلاف حالة هذا العام بانخفاض نسبته نحو 60 بالمئة عن العام الماضي.