“العربي الأفريقي” تنعي الكاتب الكبير إبراهيم نافع

آخر تحديث : الإثنين 1 يناير 2018 - 11:35 صباحًا
“العربي الأفريقي” تنعي الكاتب الكبير إبراهيم نافع
العربي الأفريقي:

تنعي جريدة العربي الأفريقي الكاتب الصحفي الكبير إبراهيم نافع، والذي رحل في ساعة مبكرة من صباح اليوم بأحد المستشفيات في إمارة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، عن عمر يناهز 84 عاما، بعد صراع طويل مع المرض، لتستيقظ الأسرة الصحفية في مصر والعالم العربي على خبر وفاة الكاتب الكبير.

وقد تدرج “نافع” منذ بدأ حياته الصحفية في أعقاب تخرجه في كلية الحقوق عام 1956، حتى تربع على عرش جريدة الأهرام رئيسا لمجلس الإدارة ورئيس التحرير منذ العام 1979 وحتى 2005.

كما انخرط “نافع” في العمل النقابي فأصبح نقيبا للصحفيين لعدة دورات شهدت خلالها نقابة الصحفيين العديد من التطورات ومواكبة أحدث أساليب العصر لتطور المهنة.

وقد نجح “نافع” في بناء مبنى نقابة الصحفيين الشهير، الكائن في شارع عبد الخالق ثروت بوسط القاهرة على أحدث طراز معماري، ليكون الأرقى والأفخم وسط مباني النقابات المهنية المماثلة في مصر، وليكون المبنى الأشهر في محيط شوارع عبد الخالق ثروت، ورمسيس، و26 يوليو.

وبفضل علاقاته وقنواته المفتوحة مع الحكومة، وقتها، نجح “نافع” في أن تتكفل الدولة بكامل نفقات بناء المبنى العتيق.

وبفضل تصميم هذا المبنى و”سلالمه الشهيرة” شهدت نقابة الصحفيين خلال العقدين الأخيرين أشهر الاحتجاجات الشعبية والعمالية في وجه الحكومة، ما جعلها قبلة ومقصد ذوي الحقوق وطالبي الحريات من مختلف فئات الشعب.

وبالرغم من أن الراحل كان محسوبا على نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، باعتباره أحد رموز النظام من مهنة الرأي والصحافة، إلا أنه كان نقابيا من الطراز الأول ولم يتخلى عن واجبه النقابي تجاه أي زميل أو قضية نقابية، فكان للصحفي في عهد إبراهيم نافع “كرامة” وقيمة لا ينكرها، حتى خصومه أو المختلفين معه.

فكانت كرامة الصحفي مصانة في عهد “نافع” و لا يستطيع أحد الاقتراب منه بفضل المكانة التي نجح “نافع” في تحقيقها للجماعة الصحفية، ولتدخله السريع وقوفا مع الزملاء في أي قضية مهنية تتعلق بالنشر والمهنة، حتى صار “نافع” رمزا صحفيا ونقابيا يقدره الجميع. ومن أشهر مواقف “نافع” قيادته مع رموز العمل الصحفي أزمة القانون 93 لسنة 1995، والذي أطلق عليه الصحفيين “قانون اغتيال الصحافة”، وكان “نافع” وقتها نقيبا للصحفيين. فقد أرادت الحكومة في ذلك الوقت تقييد حرية الصحفيين ومحاولة حبسهم في قضايا النشر، وتكميم أفواههم من خلال هذا القانون.

حيث أعدت الحكومة وقتها القانون وناقشته اللجنة الدستورية والتشريعية في يوم 27 مايو لعام 2005، لتتم الموافقة عليه في الجلسة العامة في مساء اليوم، ليوقعه الرئيس حسني مبارك وقتها في نفس الليلة، ونشره صباح اليوم التالي في الجريدة الرسمية.

وقد دفع الأمر إلى عقد مؤتمر عاجل للصحفيين بمقر دار نقابة الصحفيين بشارع عبد الخالق ثروت بمشاركة جميع الصحفيين ورموزهم من مختلف الاتجاهات، وقررت الجمعية العامة للصحفيين انعقاد الجمعية العمومية للصحفيين بشكل دائم والبدء في اعتصام مفتوح حتى إسقاط القانون.

وبالفعل حفلت دار النقابة بأنشطة مختلفة واحتجب عدد من الصحف الحزبية والمستقلة، وظلت الجمعية العمومية للصحفيين منعقدة على مدار عام كامل حتى اضطر “مبارك” لإلغاء القانون، أمام إرادة الصحفيين في سابقة نادرة من نوعها.

وعلى الرغم من أن “نافع” وقتها كان رئيسا لمجلس إدارة وتحرير مؤسسة الأهرام (الرسمية)، إلا أنه انحاز للجماعة الصحفية ولم يخذلها، واتخذ موقفا مشرفا من واقع مسؤوليته النقابية.

وبالرغم من كافة حملات التشويه والاتهامات القضائية التي طالت “نافع” في عهد “مبارك” وإبان أحداث 25 يناير 2011، والتي لم يفصل فيها قضائيا، إلا أن المختلفين مع الراحل الكبير قبل مناصريه لم يختلفوا لحظة على انحيازه لمهنته وخدمة زملاءه وعهده النقابي الذي تنتظر الأجيال الحالية والقادمة من أبناء المهنة أن ترى عودته مرة أخرى.

فقد كان “رحمه الله” مثالا ونموذجا فريدا في ممارسة العمل النقابي.

كما تجدر الإشارة إلى أن إبراهيم نافع تولى رئاسة اتحاد الصحفيين العرب في أحد دوراته.

و”العربي الأفريقي” إذ لا تملك إلا الدعوة بالرحمة والمغفرة لفقيد الصحافة المصرية والعربية.

رحم الله الفقيد وألهم أسرته ومحبيه الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

رابط مختصر
2018-01-01
أترك تعليقك
0 تعليق
*الاسم
*البريد الالكترونى
الحقول المطلوبة*

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شروط التعليق : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء اسرة العربي الأفريقي الالكترونية وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.

حاتم عبدالقادر