أخيرا، في اليوم الثالث عشر من الانتفاضة الواسعة والشاملة للشعب الإيراني، أجبر خامنئي على الصعود إلى المنبر ومن اجل اثبات وجوده وعدم سقوط نظامه حتى الان قام بترقيع بعض الحروف والجمل على ضريحه، تظهر خطابات خامنئي بشكل جيد مدى رعشة ومخاوف شخص الولي الفقيه ومجمل نظامه الفاسد والعفن وكانت هذه المحادثات، كما ذكرمركز معلومات خامنئي، في وجود “حشد من الناس في قم”.
إن مناسبة هذا اللقاء هي أيضا في ذكرى يوم من تاريخ الثورة ضد النظام الملكي للشعب الإيراني في عام 1977 في قم (يوافق 19دي 1356من التاريخ الهجري الشمسي). ومع ذلك، هذا هو ظاهر القضية فقط، والدكتاتور سيئ السمعة هذا وبشكل متعمد لم يات على ذكر الانتفاضة الشعبية المناهضة له في مدينة قم تاريخ 29 ديسمبر 2017.
في الوقت الذي كان فيه شعب مدينة قم الذي حمل دمه على كفه بعد انتفاضة مدينة مشهد وبعد ان سئم من اضطهاد و ظلم خامنئي واجهزته الحكومية وفي اثناء حضور قوات الخميني القمعية هتف شعب قم بصوت عال ومعبر بشعار “الموت لخامنئي” و “استحي يا خامنئي واترك البلد وشانه”. إن مدينة قم هي مدينة دينية وتعتبر أهم حوزه علمية للملالي ، ولها مكانة خاصة عند خامنئي وجميع رجال الدين في الحكومة.
لذلك، فإن هذا الشعار المناهض للحكومة والمناهض لولاية الفقيه له نفس الأهمية والتأثير ويهز كامل وجود نظام الولي الفقيه ولكن الدكتاتور لا يشير إلى هذه الاعتراضات ابدا ويغلق عمدا عينيه الخائفتين و المذعورتبن عنها .ولكن لافائدة من ذالك فشعب ايران وجميع العالم قد سمعوا شعار الموت لخامنئي والموت للديكتاتورتنطلق من افواه “المعترضين القميين “ومن ثم في 347 مظاهرة وفي 139 مدينة وفي 31 منطقة اخرى من ايران رددوا ايضا نفس هذا الشعار.
وبالمرور على اقسام من كلمات خامنئي التي تظهربشكل جيد مدى المازق الواقع فيه ومدى خوفه وذعره من السقوط حيث قال لجمع من الحاضرين:
“الاحتجاجات أو المطالب الشعبية كانت موجودة على الدوام وهي الان ايضا في نفس السنة الأخيرة ,بعض الناس في بعض المدن أو أمام البرلمان كانت لديهم تجمعات بسبب مشاكل الصناديق أو بعض المؤسسات المالية حيث لم يعارضهم او يخالفهم وقتها اي احد في ذلك وكما ينبغي الاستماع إلى هذه الاصوات ومعالجتها ايضا.
وتبين الأدلة والشواهد أن هذه القضايا كانت معدة و منظمة من قبل ،و اثناء تشكيلها وتصميمها، اخذت شكل مثلث نشط وكما تم العمل لبضعه اشهر على هذا التصميم الذي يتالف بنائه من ان تبدأ الحركات من المدن الصغيرة ثم تتوسع لتصل لمراكز المدن الكبيرة… والراس الثالث للمثلث هم الاشخاص المرتبطين بمنظمة مجاهدي خلق الذين كانوا جاهزين منذ اشهر ماضية …وفي هذه الدعوات، كان شعار “لا للغلاء”، شعارا ساحرا لجذب الانتباه ولجلب بعض الناس إلى مكان الحادث حيث توافق بعضهم مع هذا الشعار.
يقول البعض إن الحكومة الإيرانية تخشى شعبها! لا. إن الحكومة الإيرانية ولدت من هذا الشعب… بعض الطبقات الشعبية، وخاصة “الطبقات الفقيرة” تتعرض للضغوط، ويجب أن تصرف جميع جهود المسؤولين نحو حل هذه المشكلات وانا أتمنى وامل مستقبلا مشرقا لهذا البلد وانا اعلم ان الله عز وجل اراد ان يوصل هذه الامة الى اعلى المراتب والدرجات التي سيتم تحقيقها من خلال النعمة الإلهية.”
إن هذا الجمل التي أدلى بها الملا خامنئي تذكرنا بكلمات شاه ايران، الدكتاتوري الذي سقط في عام 1979 على يد الشعب الايراني. وهو قال ايضا في حديثه للرد على التظاهرات المليونية للشعب الايراني “سمعت رسالتكم” وبعد مدة قصيرة من هذه الجملة اجبر على الفرار من ايران . بما يعني انه قد فات الاوان وكانت ارادة الشعب تقتضي اسقاط الملكية الدكتاتورية. وفي تاريخ 11 فبراير / شباط 1979 (يوافق 22 بهمن / 1357 من التاريخ الهجري الشمسي)، كان هذا هو الحال، وتم الإطاحة بالدكتاتورية الملكية.الآن كلمات الشعب والمقاومة الإيرانية موجهة إلى خامنئي، الديكتاتور ونظامه:
لقد سمعت مطالب الشعب الإيراني، لكنك سمعتها في وقت متأخرا جدا. والشعب الايراني قد ضاق ذرعا من ظلم واضطهاد ولاية الفقيه وقرر اسقاط هذا الدكتاتور باي ثمن كان.
إن مستقبل إيران والشعب الإيراني مشرق وساطع جدا. ان شمس التغيير سوف تشرق في ايران وسوف ياتي الربيع الايراني غدا حاملا معه الحرية في أجمل صورها واعلى درجاتها الى ايران. وقد كرر المتظاهرون والمعترضون بصوت عال ومعبر جدا سمعه كل العالم رسالة المقاومة الايرانية والسيدة مريم رجوي وقالوا فيها انهم لايريدون نظام الولي الفقيه.
وبشعار الموت للديكتاتور والموت لخامنئي والموت لروحاني اعربوا عن رفضهم التام لجميع اركان هذا النظام. الشعب الايراني لا يريد هذا النظام الفاسد والسفاح وقد عقدوا العزم على ارساله الى مزابل التاريخ وهذا ما سيحصل. حقيقتا ان خامنئي من شدة بغضه وكراهيته لبديله الديمقراطي اي منظمة مجاهدي خلق و بتسميتهم بالمنافقين فان هذا لن يغير شيئا من المعادلة في المجتمع وفي الثقافة السياسية الايرانية وبين الايرانيين الاحرار انفسهم ولكن على العكس ستزداد شعبية هذه المنظمة القيادية والرائدة.