النظام الإيراني يشن حربا سيبرانية ضد منظمة مجاهدي خلق(1-2)

آخر تحديث : الأحد 25 أغسطس 2019 - 9:38 صباحًا
النظام الإيراني يشن حربا سيبرانية ضد منظمة مجاهدي خلق(1-2)
باريس:

نشرت جريدة إيلاف اللندنية تقريرا جامعا حول حرب سيبرانية بين النظام الإيراني ومنظمة مجاهدي خلق الإيرانية اعدها الصحفي المخضرم الدكتور أسامة مهدي وفيما يلي نص التقرير:

فيما تشهد شبكات التواصل الاجتماعي حاليًا حربًا سيبرانية متصاعدة بين النظام الإيراني ومعارضيه في الداخل والخارج، فقد بدأ رموزه يعترفون علنًا بقساوة هذه الحرب وتأثيرها على وجودهم، الذي أصبح مهددًا بالتهاوي، حيث يتم التصدي لحملات التزييف التي يبثها النظام، ومساعيه إلى اختراق حسابات المعارضين على شبكات التواصل، وسط دعوات للمؤسسات الدولية المشرفة عليها إلى ردع محاولات النظام هذه.

يشهد الفضاء السيبراني حربًا تتوسع بمرور الأيام بين النظام الإيراني ومعارضيه، خاصة مع توسع الاحتجاجات الشعبية ضده داخل البلاد وخارجها أخيرًا بشكل بدأ معه النظام يقر بهزائم في هذه الحرب، التي تدور رحاها على شبكات التواصل الاجتماعي بشكل مكثف، أرغم المتحدث باسم الحكومة الإيرانية وأحد مؤسسي مخابرات النظام علي ربيعي على القول في الرابع من الشهر الحالي إن “مجاهدي خلق قد اخترقت عقر دارنا، وأخذت تؤثر عليها”، في إشارة إلى المنظمة المعارضة للنظام.

كما أشار العميد في الحرس الثوري ناصح إلى أن “كل ما يحدث في العالم ضدنا، فهو متأثر بنوع ما بعمل هؤلاء (المجاهدين) والتكاليف التي دفعوها.. وفي ما يتعلق بالصواريخ نرى أن هؤلاء يزوّدون أميركا بمعلومات. وبخصوص قضية حقوق الإنسان هؤلاء يقدمون وثائق وأدلة، ويفبركون قضايا، ويقدمونها إلى الأوروبيين، ويمارسون الضغط علينا عبر ذلك، أي إنهم يستخدمون كل الآليات ضدنا”.

إقبال شعبي على شبكات التواصل لقوى المعارضة

حول الإقبال الشعبي المتصاعد على ما تنشره منظمة”مجاهدي خلق” والمقاومة الإيرانية في شبكات التواصل الاجتماعي رأى العميد في الحرس مدير الدفاع المدني غلام رضا جلالي أن “حربنا الجديدة ضد (مجاهدي خلق) في الفضاء المجازي أصعب من عملية المواجهة على الأرض… الكثير من التأييدات المليئة بالكراهية والإساءة والاستخفاف هو من عمل هؤلاء (المجاهدين) تظهر عبر حسابات مضللة. بصمات (المجاهدين) في العديد من الاضطرابات واضحة. الكثير من التوجهات الخبرية في الفضاء المجازي العاملة ضد النظام وضد الثورة متأثرة بالعمليات النفسية لمجاهدي خلق، فهم يحاولون استغلال بعض نقاط الضعف الاقتصادية في الداخل، ويصدرون أوامر التمرد… في أحداث العام الماضي رأينا أن هذا التيار الإخباري المضلل قد لعب دورًا كبيرًا في الإيهام بوجود نواقص وهمية في السلع الأساسية… إنهم يسعون إلى التأثير السلبي على الرأي العام والأذهان في المجتمع الإيراني والتصوير بأن الجمهورية الإسلامية مصابة بروح اليأس والإحباط والعجز”، كما نقلت عنه وكالة أنباء إيسنا الرسمية في 29 من الشهر الماضي.

من جانبه، أفاد محمد جواد هاشمي نجاد من مسؤولي مخابرات النظام بأن “1500عنصر من (المجاهدين) يعملون ضدنا على مدار 24 ساعة في اليوم في الفضاء المجازي، ودورهم واضح في الاضطرابات التي شهدتها إيران عام 2016.. علينا أن نعرف العدو وأهدافه حتى نستطيع التخطيط لردعه”، كما أبلغ التلفزيون الرسمي في اليوم نفسه.

أما عميد الحرس الثوري فروتن، وهو من مؤسسي هذه القوات، فقال: “المجاهدون يريدون هذه المرة التقليل من قيم شعبنا ونظامنا عبر الفضاء المجازي والحرب الناعمة”، بحسب وكالة أنباء ميزان الإيرانية الرسمية في 2 من الشهر الحالي.

نماذج للتضليل

قبل أيام ادّعى موقع تابع للنظام باللغة الانكليزية باسم “إيران فرانت بيج IFP” بأنه قد حصل على شريط لاجتماع خاص لمجاهدي خلق في ألبانيا، ولكن لا يوجد أي شيء جديد وخاص ومخفيّ في هذا الفيديو، الذي مدته دقيقتان، وفيه ينتقد عضو مجلس المقاومة مهدي أبريشمجي سياسات الإدارات الأميركية السابقة، التي اعتمدت نهج المساومة مع النظام، لكن سرعان ما تمت إعادة نشره من قبل مواقع وعملاء وزارة المخابرات، رغم أنه لا علاقة له بألبانيا، فهو مجرد انتزاع جانب من اجتماع علني لعناصر متعاطفة مع المقاومة، بعد مؤتمر الإيرانيين الواسع في باريس في الأول من يوليو 2017، حيث نشرت محتويات مماثلة لها عبر قناة الحرية (سيماي آزادي) للمعارضة ومواقع المقاومة الإيرانية مرات عدة.

كما زعمت وزارة المخابرات في موقع باسم «مزاحمين. ارگ» الحصول على فيديو آخر عن اجتماع عام في باريس، ويبث صوت امرأة مجهولة الهوية تتساءل “… في عام 2013 جاءت رسالة مفادها أن النظام سيسقط خلال مدة أقصاها 6 أشهر…”، واعتبرت وزارة المخابرات كلمة المرأة المجهولة كاعتراض من قبل أعضاء كبار لمجاهدي خلق في ألبانيا، مع أن الرسالة المزعومة من قبل المرأة لم تكن موجودة من الأساس.

شاهد آخر على تزييف السلطات الإيرانية هو ما نشرته صحيفة خراسان الحكومية في الرابع من الشهر الحالي في تقرير بعنوان “نشر أول وثيقة سرية لتدخل مجاهدي خلق في اضطرابات ديسمبر2017”.

ينقل التقرير عن المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي قوله يوم 9 يناير 2018 “أن مجاهدي خلق كانت الضلع الثالث في أحداث ديسمبر، وكانت قد استعدت لها قبل أشهر”، ثم تقول الصحيفة “في هذا التقرير يتم للمرة الأولى نشر جوانب من اجتماع سري للإرهابيين المنافقين في مارس 2019، حيث يكشف مهدي أبريشمجي الرجل الثاني لهذه الزمرة بصراحة عن دور هؤلاء الإرهابيين في اضطرابات ديسمبر 2017”.

أضاف “تم نشر صوت هذا الاجتماع السري الذي استغرق 5 ساعات من قبل أحد الأعضاء الكبار لهذه الزمرة الإرهابية”، ونُشرت أجزاء منها في هذا التقرير. ثم تتحدث الصحيفة نقلًا عن هذه الوثيقة “السرية للغاية (!)” عن دور مجاهدي خلق ومعاقل الانتفاضة في مدن كازرون والأهواز وتويسركان، وتؤكد نقلًا عن أبريشمجي ضرورة تنشيط “ألف أشرف أي ألف معقل للانتفاضة لدفع المدن إلى التمرد والعصيان”.

عقب فضيحة تزوير تغريدات نقلًا عن القنصل الفرنسي في القدس في 24 يوليو الماضي، قامت مخابرات النظام بتزييف تغريدة أحد مسؤولي الشرطة في تورنتو الكندية باسم دونالد بلانجر. وكتب موقع ديلي بيست في 8 من الشهر الحالي يقول “مصادر استخبارات أميركية ترصد حملة لبث الأكاذيب في وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تحاول إيران من خلال التزوير إظهار تورط مستشار الأمن في البيت الأبيض جون بولتون في عملية غسيل الأموال والتهريب الدولي. ونشر مستخدم في تويتر (دونالد بلانجر) زعم أنه مسؤول كبير في إنفاذ القانون في كندا ملفات تكشف على الظاهر عن إيداع عبر الانترنت مبلغ 350 ألف دولار من شركة كندية لملابس الأطفال إلى حساب مصرفي في سويسرا يتعلق بابنة جون بولتون مستشار الأمن الوطني.

النظام يحاول التصدي

إزاء ذلك رأى “موسى أفشار” عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في اتصال هاتفي مع “ايلاف” من مقر المجلس في باريس اليوم أن ما يقوم به هذه الأيام العديد من رموز نظام طهران بإطلاق مخاوف من التأثيرات الواسعة لاستخدام شبكات التواصل الاجتماعي ضد نظامهم، يأتي كرد فعل إزاء تصاعد النشاطات الواسعة لشبكات المعارضة الإيرانية التي تعمّ معظم المدن والمحافظات الإيرانية، وحيث فشلت الأجهزة الأمنية المختصة للنظام في احتوائها أو تحجيمها.

موسى أفشار عضو لجنة العلاقات الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

أضاف أفشار أن الممارسات السيبرانية هذه التي تفرضها مخابرات طهران وقوات الحرس تأتي ردًا علي المظاهرات التي نظمها مؤيدو المقاومة الإيرانية في خمس عواصم أوروبية وفي أميركا خلال الشهرين الأخيرين، فضلًا عن أعمال المؤتمر السنوي للمقاومة، التي جرت على مدار خمسة أيام في إلبانيا قبل أسابيع بمشاركة شخصيات سياسية من خمسين دولة.

وأكد أفشار أن المقاومة الإيرانية حققت تقدمًا كبيرًا في فضح الأساليب المستخدمة من قبل النظام لحجب بعض المواقع الخاصة على شبكات التواصل الاجتماعي، ما أدى إلى غلق آلاف من الحسابات المزيفة للنظام من قبل المشرفين على مختلف هذه الشبكات.

وأشار في هذا الصدد إلى إطلاق المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية من واشنطن في العام الماضي كتابًا يضم 70 صفحة تحت عنوان “إيران: القمع السايبري: کيف تستخدم قوات الحرس الحرب السايبرية للحفاظ علی الحكومة”.. موضحًا أنه يمكن متابعته على:

وطالب عضو اللجنة الشؤون الخارجية في المقاومة الإيرانية موسى أفشار في ختام تصريحه المؤسسات العالمية المشرفة على شبكات التواصل الاجتماعي بضرورة منع النظام الحاكم في إيران والأجهزة التابعة له من استخدام هذه الشبكات، خاصة في الوقت الذي يقوم فيه بحرمان شرائح واسعة من المواطنين الإيرانيين من التعامل معها، ويفرض الحجب والرقابة على حرية المواطن الإيراني ويمنعه من التمتع بحقه من الحريات العامة، فضلًا عن انتهاك النظام المستمر لخصوصية المستخدمين في حساباتهم على هذه الشبكات.

رابط مختصر
2019-08-25
أترك تعليقك
0 تعليق
*الاسم
*البريد الالكترونى
الحقول المطلوبة*

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شروط التعليق : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء اسرة العربي الأفريقي الالكترونية وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.

حاتم عبدالقادر