الاستقرار السياسي والاقتصادي.. ستار أمريكي جديد لتأمين النفط الليبي

آخر تحديث : الخميس 2 فبراير 2023 - 1:08 صباحًا
الاستقرار السياسي والاقتصادي.. ستار أمريكي جديد لتأمين النفط الليبي
صوفية الهمامي:

»» أمريكا تسعى لنقل سيناريو الحرب الروسية الأوكرانية إلى ليبيا

»» ليبيا تشهد مرحلة جديدة من الصراع الأمريكي الروسي

»» خطة أمريكية لتزويد الدول الأوروبية الداعمة لأوكرانيا بالنفط الليبي

أثار لقاء رئيس وكالة الاستخبارات الأمريكية (CIA) وليام بيرنز بكل من رئيس الحكومة الليبية، عبد الحميد الدبيبة، في العاصمة طرابلس، وباللّواء المتقاعد خليفة حفتر بمدينة بنغازي الكثير من التساؤلات حول الغرض من تلك الزيارة، ليعود السؤال مجددا إلى أين تسير الأوضاع في ليبيا في ظل التشتت الداخلي والتدخلات الخارجية وعجز تسع حكومات متتالية في وضع آلية لإنهاء الصراع المسلح بين الكتائب والميليشيات والذهاب إلى انتخابات برلمانية ورئاسية تعيد للبلاد الاستقرار وتنهي الحرب والانقسام.

الوضع في ليبيا يختصره المراقبون بتمترس السياسيين وراء الميليشيات والكتائب المسلحة والاستقواء بالخارج للبقاء في مناصبهم، وبالقدر الذي يشتد فيه التوتر الداخلي بين المتصارعين على السلطة.

تطفو إلى السطح الخلافات بين الدول الأجنبية التي تدير الصراع في ليبيا لما يوافق مصالحها الاستراتيجية التي تسعى لتعزيزها في بلد يمتلك أكبر احتياطي نفطي في القارة الأفريقية ويحتل المرتبة الخامسة عالميا في إنتاج الطاقة.

الملف الليبي شهد اهتماما أمريكيا ملحوظا خلال الأشهر الماضية سيما بعد دعم حكومة عبد الحميد الدبيبة “المنتهية الصلاحية” وتسليم المواطن الليبي أبو عجيلة مسعود المتهم بالمشاركة في تفجير طائرة ركاب أمريكية في اسكتلندا إلى الولايات المتحدة الأمريكية خلال نوفمبر 2022.

تقارب “حكومة الدبيبة”مع الولايات المتحدة الأمريكية لم يمنع مسؤول الاستخبارات الأمريكية من إملاء تعليماته إلى كل من “الدبيبة” و”حفتر” لتشكيل قوة مشتركة لحماية وتأمين النفط، مع التأكيد على الطرفين أن النفط خط أحمر ولا سبيل للتدخل أو التنازع بشأنه وهو الطلب الوحيد الذي جاء لأجله المسؤول الأمريكي.

الاستخبارات الأمريكية لم تصدر أي بيان عن فحوى زيارة “بيرنز” إلى ليبيا، وأفاد بيان حكومة الوحدة الوطنية وتغريدات وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش أن الزيارة جاءت لتمهيد الطريق نحو الاستقرار وإجراء الانتخابات في ليبيا تطوير التعاون الاقتصادي والأمني بين البلدين”.

إلا أن صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية، كشفت أن “بيرنز” بحث مع الليبيين قضايا النفط والغاز والعلاقات مع روسيا ونشاط قوات “فاجنر” الروسية ومكافحة الإرهاب في ليبيا.

من جانبها أعلنت اللجنة العسكرية المشتركة في ليبيا “خمسة زائد خمسة” بعد يومين من زيارة المسؤول الأمريكي استئناف اجتماعاتها في الخامس عشر من شهر يناير المنصرم، بعد توقف دام لثمانية أشهر.

لقاء سابق تم في الأردن بين أطراف أمريكية وعدد من قادة الميليشيات لإيجاد تسوية استباقية حول النفط والغاز خوفا من سيطرة الأطراف الأجنبية المتواجدة داخل الأراضي الليبية على الموارد النفطية واستخدامه لصالحهم.

فالخطة الأمريكية هي إمداد الدول الأوروبية الداعمة لأوكرانيا في حربها مع روسيا بالطاقة الليبية لتغطية جزء من النقص الحاد الذي تعانيه.

الصراع الخارجي والنزاع الداخلي حول ليبيا الى “أوكرانيا إفريقيا” ، فما حدث ويحدث في أوكرانيا يحدث في ليبيا، وأوروبا تدرك جيدا الأهمية الاستراتيجية لدولة غنية مساحتها تلتهم ثلثي القارة الأفريقية وتتوسط ساحل البحر المتوسط الجنوبي فضلا عن وقوعها في وسط الشمال الإفريقي.

صراع شرس غير معلن بين أمريكا وروسيا على الأراضي الليبية وحرب تحت الرماد تخيف أوروبا، فيما لو تنجح روسيا في السيطرة على الملف الليبي وتكون الضربة القاضية للمشروع الغربي برمته، سيما وأن موسكو اتهمت الغرب علانية بتدمير ليبيا بتجريدها من مواردها وثرواتها.

خارجيا، دول كثيرة عمدت إلى إطالة أمد الحرب و عدم الاستقرار حتى تتمكن من استنزاف الثروات الليبية قدر المستطاع، أما داخليا فقد تأكد أن الدعوة لحل سياسي ما هي إلا تخدير للشارع لأن واقع الحال يعكس ما يحدث على الأرض.

في الأثناء تتشكل التحالفات والاتفاقات بين المليشيات والتشكيلات المسلحة بالشرق الليبي وغربه، وتستمر التحشيدات وتكديس الذخيرة والأسلحة، استعدادا لحرب إشارة انطلاقها عند الأمريكان.

حرب لها وجهان، فالقوى الليبية المتصارعة تريدها للسيطرة على السلطة المطلقة وعلى العاصمة مركز الحكم.

أما الولايات المتحدة وقد أمنت النفط الليبي وتدفقه باتجاه الغرب، فهي تخطط لحشد الميليشيات ودعمها لطرد قوات “فاجنر” من التراب الليبي سيما بعد أن صنفتها إثر دخولها بقوة في حرب أوكرانيا “مجموعة إرهابية”.

حرب قد تحمل مفاجآت بين الجندي الخفي في طرابلس الذي قضى أشهر وهو يستعد للمعركة وبين من استعد جيدا وبين من يحاول تفادي أخطاء الماضي.

رابط مختصر
2023-02-02
أترك تعليقك
0 تعليق
*الاسم
*البريد الالكترونى
الحقول المطلوبة*

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شروط التعليق : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء اسرة العربي الأفريقي الالكترونية وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.

حاتم عبدالقادر