عصر الكلمات المتقاطعة!

آخر تحديث : الخميس 6 يونيو 2024 - 9:33 مساءً
بقلم: إبراهيم الصياد
بقلم: إبراهيم الصياد

هو ذلك الجيل الذي اعتبر الكتاب صديقه وثقف نفسه ذاتيا في حل مسابقات الكلمات المتقاطعة بالصحف الورقية الثلاث وعاش الحب الافلاطوني الغارق في الرومانسية وكانت تسليته الاستماع الى ام كلثوم وعبد الحليم حافظ من راديو ناشيونال ترانزستور صغير جيل كانت متعته في جوله في وسط البلد ودخول سينما صالة ب 16 قرش ونص وعشاء كشري عند جحا أو حواوشي بالتوفيقية أو في مطعم التابعي أو آخر ساعة ! جيل صنع أحلامه مع الحركة الطلابية في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي

لكن هذا الجيل استيقظ يوم الاثنين 5 يونيه 1967 على عدوان اسرائيلي على مصر أجهض امال مرحلة من الاحلام العظيمة لم تكن أبدا وهما ولكن تم المقامرة بها وبالرغم من ذلك تمسك الجيل بالأمل وتعلم من النكسة أنها لم تكن هزيمة لأننا لم نحارب إنما كانت ضربة أفاقت عقل الأمة وردت له الوعي وفتحت آفاقا مختلفة واقعية ولهذا تمسك هذا الجيل بجمال عبد الناصر في 9 و 10 يونيه رد الجماهير على العدوان وتعبيره عن رفض دعاوى الهزيمة ويمكن القول إن إرادة الجماهير عبرت مرارة النكسة إلى الاستعداد والعمل من أجل تجاوز شعور الانهيار إلى إعادة البناء المعنوي والنفسي قبل العسكري والسياسي والاقتصادي ! هذا الجيل قرر أن يستفيد من ثقافة الكلمات المتقاطعة لكي يحولها بالعلم والتنظيم إلى كلمات متناغمة في شكل فسيفسائي يشد على عضد المجتمع أنجز بها حرب الاستنزاف ونصر اكتوبر العظيم عام 1973!

اليوم وبعد 57 عاما اقول كم نحتاج لقدرات جيل الكلمات المتقاطعة بعد أن أصبح المجتمع مدمنا لعوالم و فضاءات افتراضية مثل الفيسبوك والتيك توك وتسوده ثقافة التمييز ونمبر ون وحمو بيكا وشاكوش !

أن جيل الكلمات المتقاطعة يواجه اليوم تناقضات ثقافة دخيلة دعوني اقول عنها الجزر المنعزلة أو الكلمات المتنافرة والغريب انها محمية بتابوهات التكنولوجيا الحديثة و الذكاء الاصطناعي وتحت مظلة متعددة الوجوه اسمها السوشيال ميديا أو التواصل الاجتماعي !

*كاتب المقال: رئيس قطاع الأخبار الأسبق بالهيئة الوطنية للإعلام.

رابط مختصر
2024-06-06
أترك تعليقك
0 تعليق
*الاسم
*البريد الالكترونى
الحقول المطلوبة*

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شروط التعليق : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء اسرة العربي الأفريقي الالكترونية وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.

حاتم عبدالقادر