يعد الحقن العضلى، كأحد أساليب العلاج والتداوي، نوع من أنواع الحقن الأكثر شيوعاً بين أفراد المجتمع، خاصة من هم خارج أهل الاختصاص من الوسط الطبى، فقد يخفض ذلك من عدد الزيارات لمقدمي الخدمة الصحية، اختصاراً للوقت والجهد، وتيسيراً للحصول على الدواء خاصة فى المواقف الطارئة والأوقات المتأخرة.
أيضا قد يكون ذلك لسهولة تعلمه وبساطة طريقته، لدرجه أنه لا تجد منزل أو أسرة إلا وبها من يبادر بممارسة الحقن العضلى ما نتج عنه اعتقاد راسخ خاطئ بأن الحقن العضلى آمن !! ولكن هذا اعتقاد خاطئ؛ لذا كان من حرصى على سلامتنا جميعا أن ألقى الضوء ببساطة على ماقد لايعرفه الكثيرون عن الحقن العضلى.
بداية، الحقن العضلى: ويرمز له على امبولات الحقن (IM) كاختصار، هو إحدى طرق توصيل الدواء للجسم حيث تحقن مادته بالعضلة وتفضل العضلات لما تحويه من أوعية دموية مما يؤدى إلى امتصاص سريع للدواء. أما عن مواضع الحقن العضلى فهى متعددة كالعضلة الألوية بالأرداف وهو الموضع الأكثر انتشارا خاصة للبالغين وأضحى الكثيرون يعلمون أن المكان المناسب هو الربع الخارجى الأعلى للردف تخيلاً ؛ والعضلة الدالية بالجزء العلوى من الذراع وعادة ماتستخدم لحقن كمية قليلة لا تتجاوز واحد ملليلتر وهى منطقة مقترنة دوما بالتطعيمات ؛ و العضلة الأمامية من الفخذ وهى الأنسب حال الحقن الذاتى حيث تقسم الفخذ تخيلاً إلى ثلاثة أقسام متساوية ويتم الحقن بالثلث الأوسط.
الاحتياطات اللازمة:
عند الإقدام على الحقن العضلى كثيرة يأتى على رأسها أولاً وثانيا و….أخيراً أن يقوم بها مختص، ومنها التأكد من الدواء وصلاحيته وغسل اليدين جيداً وتحضير المواد المستخدمة مسبقاً من قطن وكحول طبى واختيار السرنجة المناسبة بالمقاس المناسب الكافى للدواء وطول السن المناسب للوزن والسن واختيار العضلة المناسبة للحقن دون وجود على عدوى أو حقن قريب سابق بها وادخال السن لآخره لضمان الوصول للعضلة باتجاه عمودى بزاوية ٩٠ درجة والتأكد بالسحب أولاً قبل حقن الدواء لضمان عدم حقن الدواء بالدم والحقن ببطء وليس سريعاً لتجنب الألم أو تسرب الدواء.
ولكن على الرغم من ذلك، كلها احتياطات ليست كافية بالمرة للشعور بالأمان الكافى والسلامة المطلوبة.
الحقن العضلى قد يؤدى لنزيف بمنطقة الحقن وله عواقبه وأيضاً التهاب وحساسية ولهما عواقب مختلفة، وقد يؤدى إلى عدوى بمكان الحقن قد تتطور إلى خراج او غرغرينا ببعض المرضى، وقد يؤدى الحقن العضلى إلى إصابة وتليف الأعصاب مما قديؤدى إلى تنميل أو حتى شلل بالطرف وإن ندر ولكنه حدث وقد يحدث ألم مستمر وتليف بمنطقة الحقن، خاصة عند الحقن بشكل سطحى لم يصل للعضلة فيحدث تحجر وتليف بالدهون ماقبل العضلات، حيث أن الكثير يستخدمون إبرا صغيرة السن، بإسم بدون ألم، إنتشرت مؤخرًا وهى الأنسب للأطفال لقصر وصغر السن.
الكثير من المضاعفات والأضرار قد تحدث من الحقن العضلى للأسف.
وعليه قدر المستطاع، يترك الأمر للمختص أولاً، ثم ابتعد دوما عن بعض الفئات لغير المختصين بالحقن العضلى، منهم مرضى الكبد والسكر والأعصاب وضغط الدم المرتفع و أمراض الدم وأمراض العضلات والحرارة المرتفعة.
فضلا اترك الأمر للفريق المختص خاصة مع تلك الفئات من المرضى.
الكاتبة: أستاذ طب التخدير بجامعة المنصورة.
