صواريخ باليستية بعيدة المدى تدك قلب تل أبيب.. ومقاتلات حربية بقدرات فائقة تقصف منشآت نووية وعسكرية في طهران.. هكذا تحول التوتر بين إيران وإسرائيل خلال أيام إلى مواجهات عسكرية مباشرة قد تجر معها منطقة الشرق الأوسط بأكملها إلى شفا حرب إقليمية واسعة النطاق.. فهل يمكن أن تندلع تلك الحرب.. وما سيناريوهاتها؟
«العربي الأفريقي» يسلط الضوء في هذا التقرير على سيناريوهات الحرب الشاملة التي قد تندلع في الإقليم لتجر معها عدة أطراف إقليمية ودولية حال استمرار تصاعد المواجهات الحالية وفشل جهود التوصل إلى تهدئة بين الجانبين.
بحسب خبراء ومراقبين فإن اندلاع الحرب الشاملة في الشرق الأوسط بين إسرائيل وإيران ليست مستبعدة، خاصة في ظل التصعيد المستمر وتداخل الجبهات (لبنان، سوريا، العراق، اليمن، قطاع غزة).
تلك السيناريوهات المحتملة للحرب الشاملة تشمل عدة مسارات: أولًا: الشرارات المحتملة لاندلاع الحرب الشاملة 1. اغتيال شخصية كبرى إيرانية أو إسرائيلية اغتيال المرشد الإيراني أو اغتيال مسؤول إسرائيلي رفيع (رئيس الموساد، أو رئيس الوزراء، أو ضباط كبار). يؤدي هذا إلى فقدان السيطرة على ردود الفعل، وتدحرج المواجهة نحو حرب إقليمية. 2. هجوم صاروخي واسع من حزب الله إذا شن حزب الله هجومًا صاروخيًا ضخمًا على المدن الإسرائيلية (مثل تل أبيب وحيفا)، قد ترد إسرائيل بضربات واسعة داخل لبنان، وربما سوريا وإيران. 3. تدمير المنشآت النووية الإيرانية قيام إسرائيل بضربة وقائية لمنشآت إيران النووية (مثل نطنز أو فوردو). هذا سيعد إعلان حرب من جانب إيران، وقد تستخدم وكلاءها في لبنان والعراق واليمن وسوريا للرد. 4. خطأ في الحسابات أو فخ استخباراتي
تصعيد محدود يخرج عن السيطرة، كما حدث في حرب 2006. أو تنفيذ طرف ثالث (جهة استخباراتية أو تنظيم) لعملية تجرّ الطرفين إلى المواجهة المباشرة. 5. حرب غزة تتوسع إذا امتدت الحرب في غزة إلى الضفة الغربية ولبنان وسوريا، ودخلت إيران على خط الدعم العسكري المباشر. ثانيًا: السيناريوهات العملياتية للحرب الشاملة السيناريو الأول: إسرائيل تهاجم إيران أولًا ضربات جوية وصاروخية على منشآت نووية، قواعد الحرس الثوري، ومراكز القيادة. إيران ترد بهجمات صاروخية على إسرائيل مباشرة، مع تحريك وكلائها في: لبنان (حزب الله): إطلاق آلاف الصواريخ، اجتياح محتمل لمناطق حدودية. سوريا: فتح جبهة الجولان. العراق: هجمات الميليشيات على قواعد أمريكية وإسرائيلية. اليمن: هجمات الحوثيين على إيلات وموانئ إسرائيلية.
السيناريو الثاني: إيران تهاجم أولًا رداً على اغتيال أو قصف داخل أراضيها، تبدأ بضربة مزدوجة: إطلاق صواريخ باليستية. هجمات سيبرانية مكثفة. تعطيل الملاحة في الخليج ومضيق هرمز. السيناريو الثالث: تصعيد على جبهة حزب الله يتحول إلى حرب إقليمية حرب بين حزب الله وإسرائيل تتوسع مع دخول إيران مباشرة. يتم استهداف العمق الإسرائيلي يوميًا. إسرائيل ترد بقصف إيران وسوريا ولبنان بضراوة. ثالثًا: أطراف محتملة في الحرب إسرائيل توجه ضربات جوية وبرية، حرب متعددة الجبهات، مع تدخل الدعم الأمريكي. إيران توجه صواريخ، درونات، هجمات بحرية وتلقى الدعم من الحلفاء. حزب الله يتدخل من الجبهة الشمالية ويوجه ضربات صاروخية دقيقة أما حماس والجهاد فتفتحان جبهة غزة بقوة الميليشيات العراقية تشن هجمات على المصالح الأميركية والإسرائيلية. الحوثيون يوجهون هجمات على إيلات وخط الملاحة البحري. الولايات المتحدة تقدم الدعم اللوجستي والعسكري لإسرائيل، وتشن ضربات ضد إيران إذا تعرضت قواعدها للقصف. أما دول الخليج فهي رغم تحييدها إلا أنها غير مستبعد تدخلها في المواجهات. رابعًا: نتائج الحرب الشاملة إن وقعت خسائر بشرية ومادية ضخمة جدًا في دول عدة. شلل في اقتصاد المنطقة، خصوصًا مع تعطل صادرات النفط. انهيار حكومات في دول عدة دول تعاني أزمات سياسية واقتصادية كبيرة. تصاعد التهديد النووي في حال استُهدفت المنشآت الإيرانية. إعادة رسم التحالفات الدولية والإقليمية.
