في تطور خطير يهدد بتحويل المنطقة العربية إلى ساحة حرب مفتوحة، أعلن الحرس الثوري الإيراني اليوم عن استهدافه قاعدة العديد الأمريكية في قطر” في خطوة انتقامية مباشرة رداً على الضربات الأمريكية للمنشآت النووية الإيرانية صباح أمس. مع تخوف من استهداف بقية القواعد الأمريكية بالمنطقة.
استهداف قطر لن يكون الأخير فبحسب التهديدات الإيرانية ربما يطال الاعتداء قواعد أخرى وبهذا تدخل أكثر من 55 قاعدة أمريكية منتشرة في الدول العربية في دائرة الخطر الإيراني المباشر، فما هي أهم القواعد الأمريكية بالمنطقة؟
قطر:
تعتبر قاعدة العديد الجوية في قطر، والتي تم إنشاؤها عام 1996، أكبر قاعدة أمريكية في الشرق الأوسط وتعد مقرًا للقيادة الوسطى الأمريكية، وتضم آلاف الجنود الأمريكيين وتشكل محوراً استراتيجياً للعمليات الأمريكية في المنطقة، مما جعلها الهدف الأول في مرمى النيران الإيرانية.
خريطة القواعد الأمريكية بالدول الخليجية في مرمى النيران:
البحرين:
تستضيف البحرين ثلاث قواعد أمريكية وهي قاعدة الجفير البحرية، وقاعدة المحرق الجوية، وقاعدة الشيخ عيسى الجوية وهي من أهم القواعد الاستراتيجية للبحرية الأمريكية في الخليج.
تعتبر القواعد الأمريكية في البحرين مقر الأسطول الخامس الأمريكي وبالتالي هي هدف ثمين لإيران وقد دعا حسين شريعتمداري، المستشار البارز للمرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، إلى استهداف هذه القواعد.
الإمارات العربية المتحدة:
تستضيف الإمارات أكثر من 5 آلاف عسكري أميركي، بالإضافة إلى ثلاثة قواعد عسكرية، أهمها قاعدة الظفرة الجوية التي تشكل المقر الرئيسي للقوات الأمريكية في الإمارات. هذا الوجود الكثيف للجنود الأمريكيين على أرض الأمارات يجعلها هدفاً محتملاً للانتقام الإيراني.
سلطنة عمان:
يوجد بعمان ثلاث قواعد أمريكية (قاعدة ثمريت الجوية وقاعدة المسننة الجوية وهما بمثابة مخازن السلاح الأميركي في الشرق الأوسط، قاعدة مصيرة الجوية وتحتوي على محطة مراقبة للمسطحات المائية في المنطقة.
الكويت:
تتواجد القوات الأمريكية على الأراضي الكويتية في عدة قواعد أهمها قاعدة “عريفجان” والتي تعد أكبر قاعدة عسكرية أميركية في الكويت، وتمثل المقر الرئيسي للقوات الأميركية، وقاعدة علي السالم الجوية التي تضم المحور الرئيس للقوات الجوية الأميركية في المنطقة.
السعودية:
تعتبر السعودية أقل دول الخليج من حيث التواجد الأمريكي على أرضها إذا تحتفظ الولايات المتحدة الأمريكية بعدد متواضع من الجنود الأمريكية تعمل تحت إشراف الحكومة السعودية حيث تتواجد في المرافق التابعة للجيش السعودي ويقتصر دورها على التنسيق وليس القتال.
العراق:
بالرغم من الهيمنة الإيرانية على العراق إلا أن القواعد الأمريكية تنتشر في المحافظات العراقية بشكل كبير، نشأت معظمها خلال الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003، ولكن ظلت القوات الأمريكية متمركزة في هذه القواعد، وتعد هذه القواعد صيدا سهلا للإيرانيين نظرا للوجود الإيراني على أرض العراق ، وبالفعل شنت إيران هجوما سابقا على بعض هذه القواعد.
الأردن:
تستضيف الأردن العديد من القواعد الأمريكية أشهرها “قاعدة موفق السلطي الجوية” الأمريكية، التي تضم الآف من الجنود الأمريكيين.
سوريا:
استطاعت أمريكا بناء قاعدة عسكرية لها على الأراضي السورية بعد الاضطرابات السورية في أعقاب الثورة السورية ضد نظام الأسد، وبدعوى قتال داعش تمركزت القوات الأمريكية في سوريا عدة قواعد عسكرية أهمها قاعدة التنف حاضنة الصواريخ الأمريكية وهي أكبر قاعدة أميركية في سوريا.
القواعد الأمريكية نقمة الدول العربية:
عولت الدول العربية أمنها على القواعد الأمريكية التي تسللت إلى أراضيها بحجة حماية مصالحها والدفاع عن أمنها، ولكن هذه الضمانة الأمنية، أصبحت عبئاً أمنياً يهدد الدول العربية. إذ يضم الشرق الأوسط ما لا يقل عن 55 قاعدة أمريكية ولكن أهمها ومعظمها يقع داخل الدول العربية، مما يجعلها مستهدفة من أعداء أمريكا.
قد تواجه الدول العربية المضيفة للقواعد الأمريكية معضلة دبلوماسية معقدة تجعلها تفقد التوازن بين التزاماتها تجاه الحليف الأمريكي والحفاظ على تحييدها مع إيران.
وإذا ما استمرت إيران في استهداف القواعد الأمريكية في الدول العربية، فقد تشهد المنطقة تحولاً جذرياً في استراتيجيتها الأمنية. فهل تضطر بعض الدول العربي لإعادة النظر في اتفاقياتها الأمنية مع واشنطن لحماية أراضيها من الانتقام الإيراني.
