>> مصر استفادت من الحرب الجمركية بين الصين وأمريكا.. وتعتبر الشريك الاستراتيجي الأمثل للصين في الشرق الأوسط
>> 2025 هو عام انتقالي لتوطين صناعة السيارات في مصر
>> افتتاح 7 مصانع جديدة للسيارات في مصر هذا العام
>> شركات السيارات الفارهة تحذر من تكاليف إضافية تصل إلى 889 مليون دولار بسبب الرسوم الجمركية الأمريكية
>> الصين تبحث عن أسواق بديلة للسوق الأمريكي
يشهد العالم اليوم تطوراً كبيرًا في مجال التجارة الدولية، وخاصة في قطاع صناعة السيارات، حيث تراجعت أرباح بعض الشركات الكبرى عقب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية جديدة بنسبة 25% على جميع واردات السيارات والشاحنات الخفيفة المصنعة خارج الولايات المتحدة.
هذا القرار أثار موجة من القلق في أوساط صناعة السيارات العالمية، وبحسب وسائل إعلام عالمية حذرت شركات صناعة السيارات الفاخرة مثل “بورش” و”مرسيدس-بنز” و”أستون مارتن” من تكاليف إجمالية تتجاوز 889 مليون دولار، نتيجة الرسوم الجمركية الأمريكية.
تثير هذه التطورات تساؤلات مهمة حول مستقبل صناعة السيارات في المنطقة العربية، خاصة وأن المنطقة تضم عدة مراكز مهمة للتصنيع والتجميع، حيث تحتل مصر المرتبة 42 عالمياً في إنتاج السيارات، فيما يُعد المغرب الأول عربياً والتاسع والعشرون عالمياً في كمية الإنتاج.
للحديث عن تأثير الرسوم الجمركية على صناعة السيارات محلياً وإقليمياً وعالمياً، وخاصة في الوطن العربي ومصر يحدثنا المستشار أسامة أبو المجد رئيس رابطة تجار السيارات في مصر والذي يتمتع بخبرة واسعة في قطاع صناعة السيارات في المنطقة.. وإلى نص الحوار:
• في البداية.. كيف ترى دور هذه الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية، في تحديد مستقبل صناعة السيارات بوجه عام ؟
لا شك أن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” لها تأثير كبير على صناعة السيارات بشكل عام، ولكن على الصعيد المحلي، أؤكد أن مصر لن تتأثر بهذه الرسوم الجمركي الأمريكية، لأن مصر بالأساس لا تستورد السيارات من أمريكا وهذا النوع من السيارات لا يتناسب معنا فنياً، خاصة في ظل وجود أزمة في البنزين وأسعار البنزين في مصر.
• إذن ما هو التأثير الذي يمكن أن نلمسه في منطقة الشرق الأوسط وخاصة مصر جراء هذه الرسوم الجمركية على صناعة السيارات؟
هناك بالفعل تأثير غير مباشر لهذه الرسوم على منطقة الشرق الأوسط، وخاصة التي فرضها ترامب على الصين، يبدو في ظاهر الأمر أن هذه الرسوم تمثل ضرراً لبعض الشركات الكبرى والدول المصنعة، ولكن في واقع الأمر يمكن أن تستفيد منطقة الشرق الأوسط من هذه الرسوم.
• كيف يمكننا الاستفادة من هذه الرسوم الجمركية التي يعاني العالم أجمع منها؟
السبب يرجع إلى الحرب التجارية بين الصين وأمريكا، إذ أن تصريحات ترامب وتهديداته المستمرة والتلويح المستمر بسلاح الرسوم الجمركية على الواردات الصينية في وجه الصين، دفع الصين للبحث عن أسواق بديلة، خاصة أن الصين تصدر إلى أمريكا 6 أضعاف ما تصدره أمريكا إلى الصين، وبالتالي سوف تبحث الصين عن أسواق بديلة، تعويضاً عن خسارة وارداتها إلى أمريكا، ومن المعروف أن جمهورية مصر العربية ذات ال120 مليون نسمة تعد من أهم الأسواق، بل وتمثل الشريك الاستراتيجي للصين في الشرق الأوسط لما تتمتع به من عمالة منخفضة ومهارات متعددة، بالإضافة إلى الموقع الاستراتيجي المميز لمصر.
• ما هي توقعاتك لمستقبل قطاع السيارات في مصر في ظل هذه الحرب التجارية العالمية؟
هناك مخطط استراتيجي وخطة مدروسة جيدا بشكل عام لتوطين صناع السيارات بالشركة مع الصين، خاصة أن الصين كما ذكرت تواجه مشكلة حقيقية نتيجة فقدها حجم صادرات كبير إلى أمريكا، وبناءً على ما أوضحت، سوف تشهد مصر العشرات من مصانع السيارات، وبالفعل تم الإعلان منذ بداية العام إلى الآن عن 7 مصانع للسيارات، مثل مصنع بروتون، وأوبترا، والصافي على سبيل المثال، ويمكن أن تصل إلى أكثر من 10 مصانع بحلول نهاية العام الجاري، وهنا يمكنني القول بأن عام 2025 هو عام انتقالي؛ لتوطين الصناعة في مصر بشكل عام، وصناعة السيارات بشكل خاص، إذ أن الاتجاه نحو الصناعة بهذه القوة هو الذي سوف يساعدنا في الحفاظ على الجنيه المصري من خلال التصنيع والتصدير أو حتى تحقيق الاكتفاء الذاتي.
• هل لهذا التوجه والتحول القوي في صناعة السيارات يمكن أن يلمسه المواطن العادي في أسعار السيارات؟
بالفعل هذا الأمر لمسناه من خلال الانخفاض الكبير في أسعار السيارات، والذي تجاوز حتى اليوم من 20 إلى 25 % ، وسوف يصل حتى نهاية العام إلى 30%، وبالتالي نحن أكثر دولة استفادت من حرب الرسوم الجمركية بين أمريكا والصين.