تحتفي تونس في يوم 13 أغسطس من كل عام بالعيد الوطني للمرأة، كمناسبة تتجدد فيها الصور المشرقة لمسيرة المرأة التونسية التي امتدت عبر العقود حاملة رسالة الحرية والمساواة والإبداع ويأتي هذا الاحتفال في عام 2025 ليواكب الذكرى التاسعة والستين لصدور مجلة الأحوال الشخصية المنجز التاريخي الذي أرسى دعائم المساواة وأكسب المرأة حقوقها المشروعة وجعلها شريكًا متساويًا في بناء الدولة الحديثة.
لقد أثبتت المرأة التونسية عبر التاريخ قدرتها على الجمع بين الالتزام الأسري والريادة الاجتماعية والسياسية والثقافية فكانت فاعلة في كل مسار من مسارات التنمية الوطنية وساهمت بشكل بارز في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية داخل الوطن وخارجه ومن خلال حضورها في المؤسسات التشريعية والمبادرات المجتمعية أكدت جدارتها وكفاءتها وأثبتت أن مشاركة المرأة هي شرط أساسي للتقدم والاستقرار.
إن الاحتفاء بالمرأة التونسية ليس مجرد تقدير رمزي بل هو استحضار لمساهماتها المستمرة في رفع مكانة المجتمع وتعزيز قيم العدالة والكرامة الإنسانية فهو مناسبة لتثمين جهود النساء الرائدات من البرلمانيات إلى الكادحات في مختلف الميادين اللواتي يسهمن بجد وإصرار في بناء وطن مستقر ومزدهر.

كما يمثل هذا العيد فرصة لتسليط الضوء على أهمية استمرار التشريعات والمبادرات الرامية إلى حماية حقوق المرأة وتمكينها اقتصاديًا وثقافيًا وضمان مشاركتها الكاملة في صناعة القرار وصياغة المستقبل بما يضمن تكافؤ الفرص ويعزز مكانتها في المجتمع.
وفي هذا الإطار تظل المرأة التونسية أنموذجًا عربيًا يُحتذى به رمزًا للنضال والإبداع وقائدة توحد بين الأصالة والمعاصرة وتفتح الأبواب للأجيال القادمة لتبقى دائمًا مصدر إلهام وفخر لكل العرب.
وبهذه المناسبة نتقدم بأحرّ التهاني وأصدق الأمنيات إلى كل امرأة تونسية في عيدها الوطني باسم مجلة الجسر الثقافية مع تقديرنا العميق لإسهاماتها المستمرة في بناء وطنها ومجتمعها كل عام والمرأة التونسية بخير وكل عام وتونس تزهو بمبدعاتها ومناضلاتها شامخة بمجدها وإرثها الحضاري.
*الكاتبة: ناقدة وباحثة تونسية.