عودة بلبن.. بين الهدوء والعاصفة

آخر تحديث : الأربعاء 25 يونيو 2025 - 1:40 مساءً
عودة بلبن.. بين الهدوء والعاصفة
حاتم عبد القادر:

>> سلسلة المحلات تعمل في هدوء تام.. وتبتعد عن الدعاية الصاخبة

>> افتتاح الفرع الثالث في دولة الكويت.. وقريبا أول فرع في روسيا

>> صحيفة متخصصة في الاقتصاد تحابي “السلسلة الشهيرة” وتدعي صنعها “هوية ثقافة مميزة”

مازالت أزمة سلسلة محلات “بلبن” الشهيرة والمتخصصة في صناعة حلوى الألبان ومشتقاتها تثير اهتمام كثير من المتابعين، ومازالت الأسئلة تبحث عن انتهاء الأزمة عند هذا الحد الذي أوقفه التدخل المباشر من الرئيس عبد الفتاح السيسي، على أن يقوم أصحاب العلامة التجارية بتوفيق أوضاعهم باتباع شروط السلامة المهنية والاحترازات الصحية والانتهاء من إجراءات الترخيص اللازمة من وزارة التنمية المحلية.

إذن مازالت الأسئلة مفتوحة ومستمرة، خاصة أن المحلات عادت إلى التشغيل مرة أخرى مع وعد أصحاب السلسلة بتوفيق أوضاعهم، والإلتزام بالاشتراطات التي تضعها الأجهزة المعنية والمسؤولة عن نشاطهم، موجهين الشكر إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي لتدخله ومساندة شباب حالم في بداية طريق عالم الأعمال، كما وجهوا الشكر إلى الفريق كامل الوزير نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصناعة الذي أشاد بجودة منتجات السلسلة الشهيرة.

ولكن، بمتابعة آخر موقف محلات “بلبن” وعن تواجدها في السوق تلاحظ انخفاض الحديث عن “السلسلة الشهيرة”، وهدوء تام في شكل وحجم الدعاية التي كانت مستخدمة في السابق، واصطناع الازدحام من خلال تأخير تنفيذ طلبات المستهلكين ووقوفهم في طوابير مزدحمة أمام المحلات في مشهد يوحي بالطلب المتزايد على منتجات “بلبن” وخاصة من فئة الشباب والأطفال والسيدات، مما يؤكد على جودة منتجاتهم، وأنهم أصبحوا في صدارة مصنعي حلوى الألبان في مصر والعالم العربي بعد انتشار فروعهم الكثيرة في عدد من الدول العربية، وبخاصة في دول الخليج العربي.

وأعلنت السلسلة من قبل أنها تطمح في توسع انتشارها في الخارج لإقامة فروع لها في عدد من الدول الأوروبية.

وفي خبر ملفت للانتباه نشره الموقع الإلكتروني لجريدة “المال”، وهي جريدة متخصصة في الشؤون الاقتصادية، يوم الثلاثاء الموافق 17 يونيو 2025، عن توسع انتشار سلسلة محلات “بلبن” في دولة الكويت وافتتاح أول فرع لها في روسيا. إلى هنا، والأمر في عنوان الخبر لا غبار عليه، ولكن مع وضع العلامة التجارية للسلسلة مصاحبا للخبر، ومع قراءة تفاصيل الخبر لوحظ أنه خبرا دعائيا بامتياز؛ حيث وضع الموقع عنوانا فرعيا للخبر تحت عنوان “تستهدف تعزيز الحضور العالمي وتلبية الطلب المتزايد على المأكولات المصرية الأصيلة في الخارج”.

وبمطالعة تفاصيل الخبر فقد وصف السلسلة بأنها متخصصة في صناعة الأكلات الشعبية المصرية، وعن توسعها “الإقليمي” و”الدولي” من خلال افتتاح الفرع الثالث لها في دولة الكويت في منطقة الفحيحيل. وهنا يلاحظ أن الخبر يعمل تفخيم دور المحلات في أنها تقدم الأكلات الشعبية المصرية، وهذا على خلاف الحقيقة، فمفهوم الأكلات الشعبية المصرية يعود على الأغذية التي يعتمد المواطن المصري عليها كطعام أساسي له في يومه الطبيعي وقدرته على إنجاز أعماله طوال اليوم.

أما الحلويات فليست أكلات شعبية، فمفهوم الأكلات الشعبية عائد على أشهر الأكلات التي يتناولها المصريين في بيوتهم والمطاعم الراقية أو الشعبية، ومن أمثلة هذه الأكلات: الفول والطعمية والعدس والكشري والبامية والملوخية وطواجن اللحوم والدجاج والأرز المعمر.. إلخ.

ولكن هناك أنواع من الحلويات يطلق عليها حلويات شعبية وهي أنواع كثيرة، ولكن في مجال محلات “بلبن” فإن أشهر الحلويات الشعبية التي يقدمها هي “الأرز بلبن” و”أم علي”، أما الأنواع الأخرى فهي تركيبات وإضافات خاصة بأسماء خاصة من محلات “بلبن” وهي تخالف الذوق المصري تماما سواء من مكوناتها أو أسمائها التي اعترض غالبية المستهلكين عليها، حيث كانت تحمل تلك الأسماء بعض الإيحاءات والإيماءات التي ترفضها أخلاق المصريين وقيمهم.

ومما يؤكد دعائية الخبر، وصف خطوة التوسع في الخارج بأنها تأتي ضمن خطة استراتيجية تستهدف “الحضور العالمي” لسلسلة “بلبن” وتلبية الطلب المتزايد على المأكولات المصرية الأصيلة في الخارج!!

الإعلان المنشور بموقع جريدة “المال” الاقتصادية والذي ينوه عن افتتاح سلسلة “بلبن” فرعها الثالث في دولة الكويت بمنطقة الفحيحيل

ويختتم الخبر بالجملة التالية:

“ومن المتوقع أن تقدم الفروع الجديدة نفس التجربة التي اشتهرت بها “بلبن” من حيث جودة الطعام، والهوية الثقافية المميزة، وخدمة العملاء”.

وبتحليل الخبر، فإن موقع جريدة المال في صياغته للخبر وكأنه يتحدث عن مؤسسة سياسية أو اقتصادية ذات شأن عظيم، بإضفاء عبارات ومصطلحت من نوعية توسع السلسلة “الإقليمي” و”الدولي”، ونية السلسلة في “الحضور العالمي”، وأن السلسلة اشتهرت بجودة الطعام والهوية الثقافية المميزة، وخدمة العملاء، ولم يفيدنا الخبر عن نوعية الهوية الثقافية المميزة التي تقدمها سلسلة محلات “بلبن”!!.. علاوة على أن من أبرز مساوئ “بلبن” هي تأخر العملاء في استلام طلباتهم، فكيف يقدم الخبر أنها تمتاز بخدمة عملاء جيدة؟! وبمزيد من التفحيص والتمحيص وجدنا إعلانا في داخل الخبر على موقع جريدة “المال” صورة تحمل إعلانا لسلسلة “بلبن” عن افتتاح الفرع الثالث في دولة الكويت في منطقة الفحيحيل، ما يؤكد أنه خبرا إعلانيا مدفوع الأجر، على الرغم من كتابة إسم محرر الخبر، في مخالفة مهنية واضحة في الخلط بين التحرير والإعلان.

وبالبحث عن موقف “بلبن” الحالي، وجدنا هدوء تاما في عودة عمل السلسلة، دون ضجيج، على غير العادة.

فهل ستعمد السلسلة اللجوء إلى هذا الهدوء لحين استقرار أمورها تماما واستقرار أوضاعها، خاصة مع مصلحة الضرائب بعد حديث تناثر عن استصدار بطاقة ضريبية، مؤخرا، بعد الضجة الأخيرة التي أغلقت المحلات على إثرها.. أم أن هناك عاصفة ومفاجآت قد تشهدها السلسلة الشهيرة في الفترة القادمة؟

إن الإجابة لن تكون في ليلة وضحاها.. الأيام القادمة ستكشف عن آخر تطورات أوضاع السلسلة التي أثارت دهشة المصريين جراء النمو السريع للسلسلة ذائعة الصيت في عالم صناعة حلوى الألبان، وكيف تحولت في مدة قصيرة (4 سنوات فقط) لتبلغ هذا الحجم من المبيعات والفروع في داخل مصر وخارجها، وكيف تم جني مليارات الجنيهات فيهذا الوقت السريع، وهل قامت السلسلة بسداد مستحقات الدولة من ضرائب ورسوم.

“العربي الأفريقي” تقدم الإجابة في الأعداد القادمة.

مؤمن عادل صاحب سلسلة محلات “بلبن” المتخصصة في صناعة حلوى الألبان
رابط مختصر
2025-06-25
أترك تعليقك
0 تعليق
*الاسم
*البريد الالكترونى
الحقول المطلوبة*

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شروط التعليق : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء اسرة العربي الأفريقي الالكترونية وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.

حاتم عبدالقادر