هل تستنسخ إسرائيل تجربة جيش أنطوان لحد في غزة مرة أخرى؟

آخر تحديث : الخميس 12 يونيو 2025 - 9:55 مساءً
هل تستنسخ إسرائيل تجربة جيش أنطوان لحد في غزة مرة أخرى؟
نوفل البرادعي:

في أعقاب اجتياح اسرائيل لبيروت عام 1982 بحجة قتال الجماعات الفلسطينية المسلحة وتحت الضغط العربي والدولي انسحبت اسرائيل فقط من لبنان دون منطقة الجنوب حيث شكلت بالتعاون مع العقيد الدرزي اللبناني انطوان لحد او ما يعرف بقائد جيش لبنان الجنوبي منطقة عازلة محتلة تماما في الجنوب اللبناني بعيدا عن سيطرة الدولة اللبنانية تماما الي ان انسحبت منها وفرار انطوان لحد نفسه وقواته الي الداخل الاسرائيلي في الجليل الاعلي تحت ضغط هجمات المقاومة واليوم تتبني اسرائيل ترتيبات امنية مركزة في قطاع غزة علي طريقة استنساخ تجربة انطوان لحد.

ويعتبر خبراء ومحللون ان اسرائيل تسعي لفرض ترتيبات امنية بديلة دون ان تتحمل مسؤولية الحكم المباشر عبر شخصيات معروفة بسجلها الاجرامي مثل مجموعات ابو شباب ورفاقه وهذه السياسة قد تخلق فراغا سياسيا وامنيا خطيرا وتدفع بميليشيات ذات شرعية ضعيفة الي السيطرة علي مصير السكان كما حدث في جنوب لبنان عندما انشأت اسرائيل المنطقة العازلة في الداخل الجنوب اللبناني بقيادة انطوان لحد والذي سرعان وما انهار وهرب الي الجليل عام 2000 .

وما يجري في داخل غزة الان ليس مجرد صراع فصائلي او فراغ امني فحسب بل هو محاولة لاعادة تشكيل المشهد السياسي والامني في القطاع باستنساخ شخصيات عميلة للاحتلال مثل ابو شباب قد تكون جزءا من هذه التجربة المؤقتة التي تروج لها اسرائيل كحل في اليوم التالي التي تعد له بعد حماس وان كانت ذكريات التاريخ وشواهد الجغرافيا تؤكد ان كل الانظمة العميلة وكل هذه البدائل التي تفرضها القوة سرعان ما تنهار ما لم تكن مولودة بارادة شعبية ووطنية خالصة.

ويعتبر عددا من المراقبين ان اسرائيل تجرب نموذجا جديدا للحرب بالوكالة في غزة عبر ميليشيات محلية تتعاون معها امنيا تحت غطاء مكافحة الارهاب وللأسف هذه الميليشيات المحلية حتي وان كانت تنتمي لعشائر او تدعي العمل تحت غطاء السلطة الفلسطينية سوف تظل فاقدة للشرعية الشعبية بسبب ارتباطها المباشر او غير المباشر للاحتلال الصهيوني وهذه المجموعات العميلة المشبوهة تفتقد لمشروع سياسي او وطني وتقتصر مهمته فقط علي توفير الامن ومهاجمة حماس وهذا الدور الذي يستخدم مرحليا لكنه لن يكسبه قبولا طويل الامد لدي سكان قطاع غزة الذين لا يقبلون بوجود قوي محلية مسلحة تنسق وتتعاون مع الاحتلال الصهيوني.

ويميل جانب كبير من المحللين ان توقيت ظهور الجماعات الفلسطينية المسلحة الان في رفح مع تصاعد وتيرة العمليات الاسرائيلية وتقديم اسرائيل لها علي انها جماعة تعمل علي خدمة مكافحة الارهاب وظهورها في طل فراغ امني وانسحاب حماس من هذه المناطق لنجد انفسنا امام سؤال مهم للغاية هل هذه الجماعات هي محاولة اسرائيلية لايجاد بديل محلي لحركة حماس ام نحن امام نسخة فلسطينية معدلة من جيش انطوان لحد او جيش لبنان الجنوبي العميل ؟

رابط مختصر
2025-06-12 2025-06-12
أترك تعليقك
0 تعليق
*الاسم
*البريد الالكترونى
الحقول المطلوبة*

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شروط التعليق : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء اسرة العربي الأفريقي الالكترونية وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.

حاتم عبدالقادر