بعد 4 أيام فقط من تعيينه.. ضربة إسرائيلية موجهة بأعلى درجات الدقة تغتال علي شادماني، المسؤول العسكري الإيراني الأرفع، الذي اشتهر بلقب رئيس أركان الحرب في إيران، والذي سبق ووضعته تل أبيب على عدة قوائم اغتيال.. فمن هو هذا الرجل الذي ظل لعدة سنوات مثل شبح تطارده إسرائيل قبل أن تتمكن مؤخرا من اغتياله عبر هجوم بطائرات حربية لسلاح الجو على مقر قيادة عسكرية في قلب طهران؟
شادماني من جانب المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي، خلفا للواء غلام علي رشيد، الذي قُتل قبل أيام في الضربات الإسرائيلية الاستباقية على إيران الجمعة. شادماني هو القائد الأقرب إلى المرشد الإيراني علي خامنئي.
وشغل منصب رئيس الأركان وقائد الطوارئ في القوات المسلحة الإيرانية في أوقات الحرب كما تولى قيادة الحرس الثوري والجيش الإيراني.
شادماني سبق أيضا أن تولى منصب نائب قائد مركز قيادة الطوارئ في خاتم الأنبياء ورئيس مديرية العمليات في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية.
شادماني هو أحد العقول الاستراتيجية للجيش الإيراني، خاصة في التخطيط للرد على تهديدات خارجية (مثل إسرائيل أو الولايات المتحدة).
كما كان من المقربين إلى قاسم سليماني، وشارك في التنسيق العملياتي بين فروع القوات المسلحة الإيرانية. واعتُبر أحد الحلقات الوسيطة بين القيادة العسكرية العليا وبين الميدان في جبهات مثل سوريا والعراق.
ورغم عدم شهرته إعلاميًا مثل قاسم سليماني أو فخري زاده، فإن شادماني كان يحظى بنفوذ عسكري داخلي كبير.يُعتقد أن بعض الخطط التي وضعها خلال حياته لا تزال معتمدة في خطط الدفاع الإيرانية الحالية.لم يُعرف عنه ظهور سياسي أو إعلامي بارز، بل احتفظ بطابع عسكري بحت ومهني.
لكن أغرب المعلومات عن شادماني هي هروبه من الخدمة العسكرية وقت ثورة 1978 وانضم إلى الجماعات الثورية، التي ما إن انتصرت في عام 1979 وأطاحت بنظام حكم الشاه، حتى انضم إلى الحرس الثوري.
اغتيال شادماني جاء بمثابة صدمة بالغة هزت أرجاء النظام الإياني وأربكت حسابات الحرس الثوري خاصة أن العملية تأتي كأحدث حلقة في سلسلة الاغتيالات التي طالت كبار المسؤولين العسكريين الإيرانيين، وتسببت في إضعاف التسلسل القيادي في الجيش الإيراني وفتحت الباب واسعا على مصراعيه لعمليات جديدة قد تحدث بين لحظة وأخرى لأقرب الرجال من المرشد الإيراني الذي ليس بعيدا ربما عن مرمى قائمة الاغتيالات.