«حروب جهنم» بين طهران وتل أبيب

>> أخطر محطات المواجهات العسكرية والاستخباراتية بين إسرائيل وإيران.. وقصة الصراع الذي يهدد بــ

آخر تحديث : الثلاثاء 17 يونيو 2025 - 8:36 مساءً
«حروب جهنم» بين طهران وتل أبيب

ساحات رعب في تل أبيب.. ومناطق موت ودمار في طهران.. هكذا اشتعلت وتيرة المواجهات العسكرية مؤخرا بين إسرائيل وإيران على خلفية الملف النووي الإيراني الذي تحول لدى طهران إلى قضية حياة أو موت وأصبح لدى تل أبيب مسألة وجود.. فما خلفية هذا الصراع وكيف بدأ؟

صراع إيران وإسرائيل هو صراع طويل الأمد ومتعدد الجبهات، ولا يخضع لقواعد الحرب التقليدية، بل يجمع بين العمل العسكري السري، الحروب بالوكالة، الصراع السيبراني، والمواجهة النووية غير المعلنة. وكل ما يحدث في العلن ما هو إلا قمة جبل الجليد لما يدور خلف الكواليس والذي تحول إلى محطات عدة للمواجهات على مدى عدة سنوات.

لكن الخصومة الحقيقية بدأت بين إيران وإسرائيل بشكل واضح بعد الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979، حين قطعت طهران علاقاتها مع تل أبيب وأعلنت دعمها الكامل للقضية الفلسطينية ورفضها لإسرائيل كدولة. منذ ذلك الوقت، تطورت هذه العداوة إلى صراع إقليمي غير مباشر يتخذ أشكالًا متعددة:

من هذه الأشكال حروب بالوكالة (في لبنان، سوريا، غزة، العراق، اليمن). وعمليات استخباراتية متبادلة واغتيالات علمية وعسكرية وهجمات سيبرانية وضربات جوية وصاروخية.

وهناك أيضا المواجهات العسكرية المباشرة وغير المباشرة

1. لبنان وحزب الله

حزب الله يعتبر أقوى أذرع إيران العسكرية خارج حدودها.

حرب 2006 كانت ذروة الصدام الإسرائيلي مع حزب الله، وقد دعمت إيران الحزب بالمال والسلاح.

ومنذ 2006 وحتى اليوم، وقعت مئات الاشتباكات على الحدود، وعمليات اغتيال وقصف متبادل.

وفي السنوات الأخيرة، ركزت إسرائيل على ضرب مستودعات السلاح ومراكز التصنيع الدقيقة لحزب الله بدعم من إيران.

2. الجبهة السورية

منذ بداية الحرب في سوريا، تحوّلت إلى ساحة مواجهة مستمرة.

إسرائيل شنت أكثر من 1000 غارة جوية (وفق تقارير استخباراتية غربية) ضد أهداف إيرانية وميليشيات موالية.

أبرز الأهداف: قواعد للحرس الثوري، شحنات سلاح لحزب الله، منشآت لصواريخ دقيقة.

إسرائيل اعتمدت سياسة “المعركة بين الحروب” لمنع تموضع إيران العسكري الدائم في سوريا.

3. العراق

ضربات إسرائيلية استهدفت مواقع للحشد الشعبي الموالي لإيران (2018–2021)، خاصة مخازن الصواريخ والطائرات المسيّرة.

طهران ردّت عبر هجمات غير مباشرة مثل هجمات بطائرات مسيرة على قواعد أميركية وإسرائيلية مفترضة.

4. البحر الأحمر والخليج

هجمات غامضة استهدفت سفنًا إيرانية وإسرائيلية منذ 2019.

تبادل التخريب البحري ارتبط بـ”حرب الناقلات” التي استهدفت النفط والتموين العسكري.

غالبًا ما يُشار إلى وحدة 4000 في الحرس الثوري الإيراني والوحدة 188 في إسرائيل كمحركتين رئيسيتين لتلك العمليات وعلى رأسها المواجهات العسكرية والعمليات الاستخباراتية والاستهدافات السيبرانية.

أولا: المواجهات العسكرية:

أسفرت في عدة مواجهات مباشرة وغير مباشرة على خلفية تصاعد التوتر إما بسبب الحرب على غزة أو بسبب الملف النووي الإيراني عن سقوط العشرات من القتلى في إسرائيل في مقابل المئات من القتلى في صفوف الإيرانيين.

ثانيا: العمليات الاستخباراتية:

بحسب التقارير المعلنة من جانب تل أبيب وطهران فإنه في الوقت الذي تكنت فيه إسرائيل من تفكيك مئات الخلايا التجسسية التي كانت تعمل لصالح طهران كانت في المقابل هناك عمليات نوعية أخرى أسقطت فيها طهران العشرات من العناصر الممنتمين لشبكات تجسس تعمل لصالح جهاز الموساد الإسرائيلي.

ثالثًا: الصراع السيبراني

أبرز الحوادث:

فيروس Stuxnet (2010): هجوم أميركي-إسرائيلي أدى إلى تعطيل أجهزة الطرد المركزي في منشأة نطنز النووية.

إيران ردت بهجمات سيبرانية على بنوك وشركات تأمين ومياه إسرائيلية.

هجمات متبادلة على أنظمة البنية التحتية، ومنها أنظمة الغاز والنقل والموانئ.

رابعًا: حرب الاغتيالات

إسرائيل اغتالت عددًا من العلماء النوويين الإيرانيين:

أبرزهم محسن فخري زاده (2020) باستخدام تقنية دقيقة وذكية في قلب طهران.

إيران بدورها نفّذت محاولات اغتيال وعمليات انتقامية في الخارج ضد أهداف إسرائيلية (قبرص، تركيا، كولومبيا).

الحرب الاستخباراتية تشمل شبكات تجسس، تجنيد عملاء، وعمليات تضليل معقّدة.

خامسًا: البرنامج النووي الإيراني جوهر الصراع

ترى إسرائيل أن حصول إيران على سلاح نووي تهديد وجودي.

شنت إسرائيل حملات تخريب، اغتيال، وتسريب معلومات نووية حساسة.

إيران تؤكد أن برنامجها سلمي لكنها تُبقي “عتبة التخصيب” عالية.

التهديد بشن ضربة استباقية على منشآت مثل نطنز، فوردو، أراك ظل قائمًا في الخطاب السياسي والعسكري الإسرائيلي.

سادسًا: المواجهات في غزة

فصائل فلسطينية مدعومة من إيران مثل الجهاد الإسلامي وجزء من حماس، تنفذ هجمات صاروخية على إسرائيل.

الدعم الإيراني يشمل التمويل، التدريب، والتكنولوجيا (الطائرات المسيّرة، الصواريخ الموجهة).

إسرائيل ترد بغارات جوية تستهدف البنية التحتية للفصائل.

سابعًا: تطورات (2023–2024)

سبقت التطورات الدامية الحالية تطورات أخرى سابقة خلال أحداث الحرب بين إسرائيل وحماس في أكتوبر 2023 دفعت إيران إلى دعم حلفائها: حزب الله في الشمال، والفصائل في غزة، واليمنيين في البحر الأحمر.

الضربات المتبادلة بين إسرائيل وحزب الله تكررت، وسط خطر اندلاع حرب إقليمية شاملة.

إسرائيل صعّدت الهجمات في دمشق وحمص وريف حلب لتقليص النفوذ الإيراني.

هجوم إيراني بالطائرات المسيّرة والصواريخ (أبريل 2024) على إسرائيل كان أول هجوم مباشر واسع منذ عقود، رداً على قصف قنصليتها في دمشق، وهو تحول استراتيجي نادر.

ثامنًا: سيناريوهات مستقبلية

حرب مباشرة وشاملة بين إيران وإسرائيل (مستبعد لكنها غير مستحيلة).

تصعيد على الجبهات (لبنان – سوريا – غزة – البحر الأحمر).

هجمات سيبرانية واستخباراتية أشد تعقيدًا.

ضربة إسرائيلية للمنشآت النووية، ورد إيراني عبر وكلاءها في المنطقة.

رابط مختصر
2025-06-17
أترك تعليقك
0 تعليق
*الاسم
*البريد الالكترونى
الحقول المطلوبة*

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شروط التعليق : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء اسرة العربي الأفريقي الالكترونية وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.

حاتم عبدالقادر