لماذا لم تغتال إسرائيل «مرشد إيران»؟

>> لماذا قررت "تل أبيب" اتباع سياسة قطع الأذرع بدلاً من قطع الرؤوس في سياستها تجاه حكام طهران؟

آخر تحديث : الثلاثاء 17 يونيو 2025 - 8:47 مساءً
لماذا لم تغتال إسرائيل «مرشد إيران»؟

لماذا لم تغتال إسرائيل المرشد الإيراني علي خامنئي؟.. سؤال صادم لكنه يطل برأسه بين وقت إلى آخر مع نجاح إسرائيل في استهداف قيادات عسكرية وتنفيذية في الصف الأول داخل أرجاء النظام الإيراني وكان أحدثهم الرجل الحديدي علي شادماني قائد أركان حرب القوات الإيرانية.

والإجابة بحسب مراقبين إنه على الرغم من قدرة إسرائيل الفنية والاستخباراتية على تنفيذ عدة عمليات اغتيال معقدة ودقيقة داخل إيران كما فعلت مع إسماعيل هنية ومحسن فخري زاده، وعمليات تخريب منشآت نووية مثل نطنز وأصفهان وغيرها، إلا إنها لم تحاول أو لم تنجح في اغتيال خامنئي، الذي يعد أهم هدف استراتيجي في النظام الإيراني.

ويمكن تلخيص كل ذلك في عدة أسباب رئيسية بحسب مراقبين وخبراء:

1. الخوف من حرب شاملة ومدمرة

فاغتيال خامنئي ليس عملية عسكرية فقط، بل هو حدث سياسي وزلزالي يمكن أن يشعل:

حرب إقليمية مفتوحة، تشمل:

حزب الله (لبنان).

الحوثيين (اليمن).

فصائل عراقية وسورية مدعومة من إيران.

هجمات صاروخية مكثفة على إسرائيل من عدة جبهات.

أعمال انتقامية حول العالم ضد أهداف إسرائيلية أو يهودية.

إلى جانب أن إسرائيل تخشى أن تتحمّل وحدها كلفة هذا التصعيد الكبير.

2. نظام الحماية المعقد لخامنئي

خامنئي يُعد أكثر شخصية محصنة أمنيًا في إيران.

لا يظهر علنًا إلا نادرًا، ويحيط نفسه بـ:

أجهزة أمنية خاصة (فوج حماية الولي الفقيه).

ممرات وأنفاق تحت الأرض.

مقر إقامة سري ومتنقل (كما يقال).

كل حركاته محسوبة أمنياً، ولا يزور الأماكن العامة كثيرًا.

واغتياله يتطلب اختراقًا أمنيًا استثنائيًا مع عنصر مفاجأة شبه مستحيل.

3. الخوف من البديل الأكثر تطرفًا

فبعض صقور النظام الإيراني مثل إبراهيم رئيسي (قبل وفاته) أو مجتبى خامنئي (نجل المرشد)، أو قيادات الحرس الثوري، قد يكونون أشد تطرفًا واندفاعًا.

وخامنئي، رغم عدائه الشديد لإسرائيل، يوصف أحيانًا بأنه براغماتي عندما تشتد الضغوط الدولية.

,إسرائيل ترى أن قتل المرشد قد يُنتج نظامًا أقل قابلية للردع.

4. الحسابات الدولية

اغتيال رأس دولة بحجم إيران يخالف قواعد القانون الدولي، خاصة إن لم تكن هناك حرب معلنة.

فقد تؤدي تلك الخطوة إلى:

إدانة دولية حادة ضد إسرائيل.

إحراج حلفائها (مثل الولايات المتحدة وأوروبا).

سحب تعاطف دولي كان معارضًا للنظام الإيراني.

وقد يكسب النظام الإيراني تعاطفًا عالميًا ويستغل الحدث لصالحه.

5. نجاح إسرائيل في البدائل الأذكى فبدلاً من استهداف الرأس مباشرة، فضّلت إسرائيل:

اغتيال القادة التنفيذيين مثل فخري زاده، سليماني بالتنسيق مع الولايات المتحدة.

تفجير منشآت نووية أو تعطيلها.

زرع جواسيس داخل الأجهزة الأمنية الإيرانية.

إحداث حالة ارتباك داخلية في النظام دون كلفة سياسية كبرى.

سياسة قطع الأذرع بدلاً من قطع الرأس ثبت أنها فعالة وأقل خطورة لذلك باتت إسرائيل تكثف استخدامها لتقترب شيئا فشيئا من المرشد الإيراني نفسه دون أن تنفذ هذه الخطوة.

رابط مختصر
2025-06-17
أترك تعليقك
0 تعليق
*الاسم
*البريد الالكترونى
الحقول المطلوبة*

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شروط التعليق : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء اسرة العربي الأفريقي الالكترونية وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.

حاتم عبدالقادر