تأتي هذه الجولة من المفاوضات في ظل تدهور غير مسبوق في الأوضاع داخل قطاع غزة، مع استمرار القصف الإسرائيلي، وانهيار البنية التحتية، وغياب أي أفق سياسي.
كما ترتكز المفاوضات الجارية على عدة محاور، أهمها وقف إطلاق النار، تبادل الأسرى، وفتح المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية.
وتشارك في الوساطة كل من قطر، مصر، والولايات المتحدة، وسط تباينات واضحة بين موقف المقاومة الفلسطينية وإصرار الجانب الإسرائيلي على شروط يراها الفلسطينيون تعجيزية.
حول تلك المفاوضات يقول الدكتور عدنان أبو عامر، الباحث في الشؤون الإسرائيلية، وأستاذ العلوم السياسية بجامعة الأمة بغزة ، أن فرص نجاح المفاوضات مرهونة بمدى استعداد إسرائيل للتنازل عن بعض شروطها الأمنية، وعلى رأسها إصرارها على استبعاد بعض قادة المقاومة من أي دور في غزة مستقبلًا.

ويضيف “عدنان”: إن الدوحة تتحرك في مساحة ضيقة، لكن يمكن أن تحقق اختراقًا جزئيًا قد يفتح الباب لتسوية أوسع لاحقًا.
كما إن الدوحة تحاول إنعاش المفاوضات التي توقفت مرارًا، لكن الإشكالية ليست في مكان التفاوض، بل في غياب الإرادة الدولية لإجبار إسرائيل على الالتزام بأي تفاهمات.
ويؤكد “عدنان” أن الشلل الكامل في الحياة الفلسطينية لا يمكن أن يُرفع دون اتفاق سياسي واضح المعالم.
وهناك غياب من أمريكا في ضغطها على إسرائيل، وتراجع أولوية الملف الفلسطيني لدى بعض العواصم الغربية بسبب صراعات دولية أخرى.
ومع ذلك، يصف “عدنان”، التحرك القطري بأنه خطوة مهمة نحو إعادة وضع غزة على طاولة الحلول بدلًا من ساحات الدم.
على الرغم من الزخم الدبلوماسي، إلا أن هناك تحديات جوهرية تُهدد فرص نجاح هذه المفاوضات، أبرزها:
خلاصة المشهد يصفه “عدنان” بأن مفاوضات الدوحة قد تُحقق هدنة مؤقتة أو اتفاقًا جزئيًا يُسهم في خفض وتيرة القتال وإدخال المساعدات، لكنها على الأرجح لن تُنهي “الشلل الدموي” بشكل كامل إلا إذا توافرت ضمانات دولية ورؤية سياسية طويلة الأمد تشمل إعادة إعمار القطاع وإنهاء الاحتلال.
وختم قائلاً تبقى الآمال معلقة على الدور القطري – المصري المشترك، وقدرتهما على تقريب المسافات بين أطراف متباعدة، في وقت يحتاج فيه الفلسطينيون إلى ما هو أكثر من الهدنات، بل إلى سلام عادل يُعيد الحياة لغزة وينهي فصول النزيف والمعاناة.