من هي منية نعيمة جلال… ؟
أنا شاعرة لا يذاع لها سرّ، “ولدت… وفي قلبي مئذنة “.. هكذا قالت منية نعيمة جلال معرّفة بنفسها؟
هي مجازة في اللّغة العربية وآدابها، متحصّلة على إجازة ثانية في الحقوق والعلوم السّياسية من بلاد الرّافدين ( جامعة بغداد )
تنتسب الشّاعرة إلى اتّحاد الكتّاب التّونسيين، ومؤسسة عرار العربية( فرع تونس)، ووّاد ملتقى مبدعي العالم، وتنتسب أيضا إلى عدّة نوادٍ وجمعيات تونسية.
منية نعيمة جلال لُقّبت بشاعرة الألم النّاعم
وكأنّ الفقد الذي يزورها تباعا له ضلع في ذلك وهي القائلة :” أوجاعك تحرق أكبادي. “، إذ من منّا لا يدمي الفقد فؤاده…!؟ زد على ذلك رهافة الحسّ العالية التي يتميّز بها كلّ من يتنزّل عليه الإلهام ويستحوذ على قلبه همّ من حوله …ومع ذلك تسمو الشّاعرة عاليا، وترى أنّ قلبها يتّسع للألم والفرح معا ، وأنّ الشّعر لغة القلب التي ينطق بها الكون.
تعتبر الشّاعرة والحقوقية منية نعيمة جلال الشّعر :” صوت من لا صوت له ” وهو لعمري حقيقة لا يغفل عنها من ينبض قلبه شعرا.
إنّ للشّعر عند شاعرتنا منابر من نور وإنّ الشّاعر من وجهة نظرها يكتب نورا، وعليه، تعتبر الحرف منبرا من المنابر التي وجب عليها الخوض في قضايا المرأة على تنوّعها.
تعشق شاعرتنا والدتها عشقا خاصّا تفرح لفرحها (وتحمل الغياب عن كتفيها) ، وكلّما بكت أميرة قلبها وقرّة عينها وبكى معها الغيم يبتّل قلب شاعرة بارّة بأمّها فتميل بها عن ركن الذّكرى الموجع …
إصدارات شعريّة متنوّعة:
-إصدار أوّل بعنوان ” مؤنسات “.. مجموعة شعريّة صادرة عن اتحاد الكتّاب التونسي.
– “الوجع النّاعم “.. مجموعة شعرية ثانية احتوت قصائد الشّاعرة مرفوقة بقراءات نقدية وشهادات لشعراء وإعلاميين من تونس والجزائر تحتفي بسيرة ..”منية نعيمة جلال ” ..بقلم الأديب والنّاقد الجزائري ” الطيّب عبادليّة في طبعتين.
من يعرف الشّاعرة منية جلال حتما سيلاحظ، نشاطاتها الجادّة ومساهماتها في السّاحات، والمنابر الأدبية إمّا بحضور الفعاليات الرّاقية وإمّا بمواصلة النّشر والطّباعة …إذ كانت لها:
– مشاركات في ثمانية دواوين شعرية تونسية عربية وعالمية مع شعراء من العالم من أجل السّلام
بعنوان ” أنطولوجيا الحبّ والسّلام “.
وآخر ديوان كان ” طوفان الأقصى ” عن منتدى الجازية الهلالية للثقافة والإبداع.
للشّاعرة أيضا إصدارات خاصّة متنوّعة منها:
– رئة ثالثة:
مجموعة شعريّة وقع تقديمها في حفل توقيع في رحاب قصر المعارض بالكرم على مدار يومين … ضمن فعاليات المعرض الدّولي في دورته — 38 —
الكتاب حظي بقراءة نقديّة أولى تحت عنوان:
رئة الذّات.
رئة الوطن.
قراءة نقدية ثانية بعنوان: ” رحلة صوفية على خطوات الفالز “.. حظيت عدّة قصائد باهتمام النقاد في قراءات نقدية ..انطباعية وتأويلية ..كما حظيت أيضا بالتّرجمة.
” رئة ثالثة ” هي قطعة موسيقيّة بعض مقتطفات من قصائد الشّاعرة صيغت في أغنية وبُثّت بشريط
” رأس برأس “.. لحّنتها وأدّتها الفنانة الشابّة ” نور عرجون” ووزّعها المنتج
” سليم عرجون ” ٠
تعرف شاعرة الألم النّاعم بمكانة رفيعة بين الأقلام التّونسية والعربية ممّا مكّنها من أن تكون ضمن المشاركين والمشاركات في عديد الملتقيات والمهرجانات التونسية والعربية ومنها :
– أيّام قرطاج الشّعرية 2019
مهرجان سيكا بالكاف
– ملتقى عليسة الدّولي للمبدعات
– ملتقى البحر ينشد شعرا
المهرجان الدّولي للإبداع الثقافي
– ملتقى على خطى علّيسة مع منتدى حلم الأرز التونسي اللبناني
– مهرجان إيلاف الدّولي
– تظاهرة 3000 كتاب في دورتها الأولى
– ملتقى شعر المقاومة…
ومن باب الاعتراف بجهودها الطيبة نالت شاعرتنا ما تستحق من أوسمة وتكريمات تونسية وعربية عديدة من الجهات التالية:
– من المهرجان الدولي للإبداع
– من رائدات بلادي ” الأيام الوطنية للمطالعة والمعلوماتية 2022
– من مهرجان معبد الشّعراء في عدّة دورات …
هذا بعضٌ من شمائل الأستاذة منية نعيمة جلال ، لا ندّعي فيه أنّنا نوفيها حقّها بل نحاول أن نقارب إنتاجها ونُلفت الانتباه إلى عظيم إسهاماتها إبداعا وحضورا ..
من نصوصها الوازنة نموذجا وشهادة على ما أطلقنا من أحكام ونحن نقدّم بعضا من سيرتها :
الصّراخ الصّامت
” امرأة تتوضّأ بالصّمت وتُصلّي بكامل الوجع ”
أنا امرأة
لستُ ككلّ النّساء
لي سوابق عاطفيّة
مع الورد ..مع القصائد
مع الغيم الّذي بخل بالمطر
ومع حكايات سكنتني ولم أغادرها…
أحمل قلبا يشبه فنجانا انكسر
لكن شذا القهوة مازال فيه
فيه بقايا مواسم
فيه جمرة حنين لا تنطفئ
فيه صمت يشبه صلاة مؤجّلة
فيه صلاة سريّة
لا يُجيدها غيري
وشرفة تنتظر ظلّ العائدين
أريد أن أصرخ
ان افتح صدري للعاصفة
أن أقول للعالم كلّه :
انا لست بخير
لكنّي أقف
أتوازن فوق خيط من وجع
وأتقن الرّقص على نصل المسافة
” بصرخ من وجع السّكوت ”
لكنّي لا ارفع صوتي
فالصّوت عندي نافذة
لا تُفتحُ إلاّ في حضرة الحبّ
أو في حضرة الغياب …