فاطمة خليفة:
أعلن المدير العام لوكالة الطاقة الذرية “رافاييل ماريانو جروسي” في تصريحات صحفية له اليوم، أن إيران لا تقوم حالياً بتخصيب اليورانيوم، ولكن الوكالة رصدت نشاطًا وحركة القرب من مواقع تخزين اليورانيوم المخصب، الذي وصل مخزونه إلى 60 % / مما موجة من القلق بين الدول الغربية، التي تراقب عن كثب أي تحرك في مخزون اليورانيوم المخصب، خاصة أن النسبة التي أعلنت عنها الوكالة قريبة من مستوى النسب التي تستخدم في السلاح النووي.
من جانبها ترفض إيران التلميح باتهامها التحضير لسلاح نووي، معتبرة أن تصريحات الوكالة سياسية وموجهة لعمل ضغط دولي، خاصة أن الوكالة تعتمد على صور فضائية وتحركات لا توضح طبيعة الحركة، ولا تملك القدرة على التأكد الكامل من المواقع بسبب محدودية الوصول، وبالتالي يمكن أن تكون الحركة لأغراض تخزين أو نقل أو حتى إعادة توزيع، وليس بالضرورة تخصيبًا نشطًا.
يتفق البعض مع الرؤية الإيرانية في أن تصريحات الوكالة يمكن أن تحفز الجهود الدبلوماسية حول الملف النووي الإيراني، باعتباره يشكل تهديدًا محتملاً لاتفاقية عدم انتشار الأسلحة النووية، في إشارة إلى موقف الولايات المتحدة الأمريكية ودول الترويكا الأوروبية، الرافض بشدة لاستكمال البرنامج النووي الإيراني.
جدير بالذكر أن التعاون بين طهران والوكالة لا يزال مقيدًا منذ الحرب الإيرانية الإسرائيلية، ما زاد من صعوبة التحقق والمراقبة، وهو الأمر الذي عرض إيران في الأشهر الماضية، لعقوبات وتجاذبات دبلوماسية من دول الاتحاد الأوروبي، وهذا ربما يفسر استخدام إيران هذه التحركات كورقة ضغط في مفاوضات أو للوصول إلى صفقة نووية جديدة أو لتخفيف العقوبات.
تصريح وكالة الطاقة الذرية حول إيران يشكل جرس إنذار جديدًا على أن الهدوء الظاهري لا يعني بالضرورة غياب الصراع بين إيران والغرب، فعلى الرغم من أن إيران تبدو وكأنها توقفت عن التخصيب الآن وأزاحت ملفها النووي جانبا، إلا أن الأمر يبقى معلقًا بين تأثير العقوبات الأوروبية، والقرار النووي الإيراني.
وفي عالمٍ القوة حيث الأبعاد النووية والتفاوضية تتقاطع، يبقى السؤال: هل تمضي إيران نحو سلاح أو نحو صفقة؟
