تتوجه الأنظار مجددا نحو الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب في غزة، حيث من المقرر أن يتوجه مبعوث الرئيس الأميركي ستيف ويتكوف، إلى الشرق الأوسط مساء غد الأحد لمتابعة اتفاق وقف إطلاق النار.
جاءت هذه الأنباء وفقا لموقع “أكسيوس” نقلا عن مسؤول أميركي ومصدر مطلع على الرحلة، ما يؤكد استمرار الدور الأميركي المحوري في الدفع بالاتفاق قدما.
تأتي هذه الزيارة المرتقبة في ظل تصاعد التوترات بين إسرائيل وحركة حماس بشأن ملف تسليم جثامين الرهائن الذين قضوا في الأسر.
شهدت الأوضاع مؤخرا تسليم الصليب الأحمر للجيش الإسرائيلي رفات رهينة آخر، وسط خلافات مستمرة حول تأخير إعادة الجثث بموجب الاتفاق.
وأثبتت المرحلة الأولى من الاتفاق نجاحا كبيرا، حيث تم إطلاق سراح عشرين رهينة إسرائيليا على قيد الحياة، مقابل الإفراج عن ما يقرب من ألفي أسير ومعتقل فلسطيني، بالإضافة إلى انسحاب إسرائيلي أولي من أجزاء واسعة من غزة ووقف فعلي لإطلاق النار. غير أن الصفقة لا تزال هشة للغاية، في وقت تزايدت فيه التوترات بسبب اتهام إسرائيل لحماس بالبطء في إعادة جثث الرهائن.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن “الجيش يوصي باستخدام أساليب غير الحرب للضغط على حماس”.
وأضافت أن الجيش الإسرائيلي والأجهزة الأمنية يوصون بعدم العودة للقتال في قطاع غزة، مطالبين باللجوء إلى وسائل أخرى للضغط على حماس.
كشف مسؤول أميركي لموقع “أكسيوس” أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أبلغ ترامب بأن حماس “تكذب”، وطالب الولايات المتحدة وباقي الوسطاء بممارسة الضغط على الحركة لإعادة المزيد من الجثامين، فيما أشار مسؤول إسرائيلي إلى أن ترامب أخبر نتنياهو بأنه على علم بالمشكلة وسيعمل على حلها.
وأعلنت إسرائيل، بحسب بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، أنها استعادت جثة رهينة سلمتها حركة حماس للصليب الأحمر.
وهي الجثة العاشرة التي تتسلمها إسرائيل من أصل 28 جثة محتجزة في غزة. وعزت حماس التأخير في تسليم الجثث إلى مشكلات فنية وقالت إنها بحاجة إلى آليات ثقيلة ومعدات حفر لتسريع عملية تحديد أماكن الجثث المدفونة تحت الأنقاض.
وكانت إسرائيل، التي تصر على أن حماس تعرف أماكن جثث الرهائن، قالت إن الوقت ينفد أمام الحركة.
في المقابل، قالت حماس إنها لا تزال “ملتزمة باتفاق وقف إطلاق النار وتسليم جثث جميع الرهائن المتبقين”.
وألقت مسألة الجثامين بظلالها على اتفاق وقف إطلاق النار، الذي يمثل المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المكونة من 20 نقطة لإنهاء الحرب.
وفي مؤتمر صحافي بأنقرة، قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إن التصريحات الإسرائيلية مثيرة للقلق. وأضاف “هل ستستغل إسرائيل عجز حماس عن العثور على الجثث تحت الأنقاض… ذريعة لخرق وقف إطلاق النار؟ هناك قلق في المجتمع الدولي حيال هذا الأمر”.
وفي وقت سابق الجمعة، حثت حماس الوسطاء على الضغط من أجل تنفيذ الخطوات التالية في اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة، بما في ذلك إعادة فتح الحدود والسماح بدخول المساعدات وبدء إعادة الإعمار وتشكيل إدارة واستكمال الانسحاب الإسرائيلي.
وقالت إسرائيل الخميس إنها تستعد لإعادة فتح معبر رفح للسماح للفلسطينيين بالدخول والخروج، لكنها لم تحدد موعدا لذلك في وقت تتبادل فيه اللوم مع حماس بشأن انتهاكات وقف إطلاق النار.
وتشمل العناصر الأخرى العالقة في الخطة نزع سلاح حماس والحكم المستقبلي لغزة.