

جاء افتتاح المتحف المصري الكبير في الأول من نوفمبر ٢٠٢٥ ليمثل رسالة مصرية للعالم تحاكي أقدم حضارات الأرض التي شهدها الناس على مر العصور، فقد كان للقدماء المصريين حضارة وعلم حار فيه العلماء في كل المجالات حتى اليوم.
فقد برع القدماء المصريون في علوم الطب والهندسة والفلك والكيمياء والطبيعة والرياضيات، كما برعوا في فنون التحنيط والزخرفة والنقش على الأحجار، وكتابة تاريخهم على تلك الآثار الشاهدة على عظمتهم، والتي مازالت تمثل إعجازا علميا وحضاريا استمرت معالمه حتى اليوم.
ويوما بعد آخر تتواصل الاكتشافات الأثرية التي تروي تقدم هؤلاء القدماء، ومازال البحث العلمي في مجال التاريخ والآثار يحاول فك ألغاز عظمة هؤلاء وإعجازهم، وكيف كانت حياتهم بهذه الدقة، وهذا التنظيم والنظام الذي تعجز التكنولوجيا الحديثة في مجاراتها.
إن فنون التحنيط التي ساهمت في الحفاظ على جثث الأسر الحاكمة تعد من أهم وأبرع تقدم تلك الحضارة التي انتشرت أصداؤها في جميع أنحاء العالم حتى الساعة.
ولا يخفى على أحد مدى تقدم فنون العمارة والتشييد في عصر القدماء المصريين، ولعل الأهرامات (إحدى عجائب الكون) أكبر شاهد على هذا التقدم الذي لم تستطع حضارة في الدنيا الوصول إلى هذا الإبداع أو كيفية حدوثه.
إن المتحف المصري الكبير الذي يعد أكبر متحف في العالم من حيث المساحة، ومن حيث القطع الأثرية، يعيد تاريخ القدماء المصريين، ومدى تقدم حضارتهم على كل حضارات العالم القديم والجديد، فيكفي أن تلك الحضارة تجاوزت وسبقت عمر التاريخ ذاته.
إن المتحف المصري الكبير سيكون قبلة العالم للتعرف على عظمة المصريين في كل العلوم وكل الفنون.
ومن الطبيعي أن يكون قبلة مصرية لكل فئات الشعب المصري من كباره وشبابه وأطفاله؛ للتعرف على عظمة وأهم وأقدم حضارات العالم.
إن الأسرة المصرية مطالبة بتشكيل وجدان أطفالها وشبابها، وقود المستقبل، لاستكمال حضارة الأجداد، ولتغذية المشاعر الوطنية، وخلق الحافز الذاتي للنهوض والتقدم بهذه الأمة، لنتباهى بها بين الأمم. ولا يقف الأمر عند الأسرة فقط.. فكل مؤسسات الدولة مطالبة بتنظيم رحلات دورية لموظفيها والعاملين لزيارة المتحف الكبير للوقوف على إبداع وعظمة تلك الحضارة.
لقد سبق حفل الافتتاح الرسمي للمتحف الكبير احتفالات شعبية، دون سابق ترتيب أو تنظيم، فقد ضجت مواقع التواصل الاجتماعي وتزينت بصور المواطنين بملابس فرعونية (عبر تطبيقات الذكاء الاصطناعي) تعبيرا عن فرحة المصريين بالحدث الكبير الذي يرتقبه العالم، وبحضور ٤٠ رئيسا وملكا وأميرا من حكام العالم. كما ارتفعت أصوات الأغاني الوطنية من داخل سيارات المواطنين وهم في طريقهم إلى بيوتهم أو متنزهاتهم.. وحسنا ما قامت به وزارة التنمية المحلية بتوفير شاشات عرض عملاقة في الميادين والشوارع الرئيسة لعرض حفل الافتتاح، وكذلك نفس الدور قامت به وزارة الشباب بعرض حفل الافتتاح في مراكز الشباب والنوادي الرياضية.
حسنا ما قامت به الحكومة بجعل يوم الافتتاح عطلة رسمية لجميع المؤسسات لمتابعة فعاليات الافتتاح اكتمالا للبهجة والسعادة التي ستعم كل بيت.
هنيئا لكل مصري ومصرية، هذا اليوم التاريخي، والذي يعد عيدا لكل المصريين.. فاليوم، مصر في عيد.
