تواصل الأزمة السياسية في الولايات المتحدة تصاعدها مع دخول الإغلاق الحكومي يومه السادس والثلاثين، مسجلة أطول فترة توقف حكومي في تاريخ البلاد، متجاوزة الرقم القياسي لعام 2019. وقد انعكس هذا الشلل الإداري بشكل حاد على قطاع الطيران، حيث أعلنت الحكومة الأمريكية عن إجراءات طارئة لتخفيف الضغط على وحدات مراقبة الحركة الجوية التي تعاني من نقص حاد في الكوادر البشرية.
وفي مؤتمر صحفي، أعلن وزير النقل الأمريكي شون دافي عن خفض عدد الرحلات الجوية بنسبة 10% في 40 من أكثر المطارات ازدحاماً، مشيراً إلى أن نحو 2000 مراقب جوي تغيبوا عن العمل بسبب عدم تلقيهم رواتبهم منذ أكثر من شهر. وأكد دافي أن القرار يهدف إلى الحفاظ على السلامة العامة ومنع “الفوضى الجوية”، محذراً من تحول الوضع إلى “مشكلة أمنية حقيقية” إذا استمر الضغط على العاملين.
من جهته، أكد برايان بيدفورد، مدير إدارة الطيران الفدرالية، أن الوكالة اتخذت قراراً بخفض حركة الطيران في 40 سوقاً جوية رئيسية، مشدداً على أن “النظام الجوي الأمريكي لا يزال آمناً للغاية”، لكنه حذر من أن استمرار تغيب المراقبين قد يدفع السلطات إلى إغلاق أجزاء من المجال الجوي الوطني.
ويُذكر أن الإغلاق الحكومي، الذي بدأ في الأول من أكتوبر نتيجة فشل الحزبين الجمهوري والديمقراطي في التوصل إلى اتفاق حول الميزانية الفدرالية، أجبر نحو 13 ألف مراقب جوي و50 ألف موظف في إدارة أمن النقل على العمل دون أجر، مما أدى إلى تعطيل عشرات الآلاف من الرحلات الجوية، وتأثر أكثر من 3.2 مليون مسافر، وتأجيل أكثر من 2100 رحلة يوم الأربعاء وحده.
