انهيار التفاهمات الدولية وإشعال فتيل الحرب في لبنان!!

منذ ساعتينآخر تحديث :
وجدي صادق
وجدي صادق

في المشهد السياسي الراهن، تتشابك الخيوط الإقليمية والدولية على نحو يعكس توتراً غير مسبوق، تتقاطع فيه المصالح وتتصادم فيه المشاريع الكبرى على رقعة ملتهبة من الشرق الأوسط، ولبنان في قلب العاصفة. فبعد حادثة اغتيال السيد حسن نصر الله، دخلت الساحة اللبنانية في مرحلة دقيقة تُنذر بتحوّلات عميقة على المستويين الأمني والسياسي، إذ تشير المعطيات الميدانية إلى أنّ “حزب الله” أعادت تفعيل نحو أكثر من ستين بالمئة من قدراتها القتالية، في محاولة لاستعادة توازن الردع الذي اهتزّ مع غياب قائدها. غير أنّ هذه الجهوزية الجزئية لا تبدو كافية أمام اندفاع العدو الإسرائيلي نحو خيار الحرب الشاملة، حرب يُتوقّع أن تمتدّ من الجنوب والبقاع إلى عمق العاصمة بيروت، لتعيد مشهد الدمار والتهجير إلى الواجهة من جديد.

وفي خلفية هذا التصعيد، تتكشف خيوط التآمر الدولي والإقليمي، حيث تفيد التقارير الإستخباراتية بأنّ النظام الفارسي الإيراني قد دخل في لعبة مزدوجة، يحرّك خيوط “حزب الله” من خلف الستار، ويستخدم الورقة اللبنانية في بازار المساومات مع الغرب.

هذا التناقض في الأجندات، بين ما يُعلن وما يُضمر، أسهم في إفشال الإتفاق الثنائي (الأمريكي _الإيراني) الذي كان يُنتظر أن يُرسي نوعاً من التوازن المؤقت في المنطقة. إلا أنّ مصالح الطرفين تباعدت، وتكشّفت هشاشة التفاهمات أمام صلابة الوقائع على الأرض

أما لبنان، هذا الوطن الصغير المصلوب على خارطة الصراعات الكبرى، فلا يزال يدفع أثماناً باهظة لخيارات لم تكن يوماً من صنعه. فاقتصاده يترنّح، ومؤسساته تتهاوى، وشعبه يعيش على حافة اليأس، فيما الأرض من تحته تتحوّل إلى ساحة تصفية حسابات دولية.

لقد غاب العقل الوطني الجامع، وساد منطق المحاور، فبات اللبناني غريباً في وطنه، يترقب الخطر القادم من كل إتجاه. إنّ ما يجري اليوم ليس مجرد أزمة عابرة، بل هو فصل جديد من فصول الصراع على هوية المنطقة ومستقبلها. فالمعادلات تتبدّل، والإصطفافات تُعاد رسمها بدماء الأبرياء.

وبين طموح الهيمنة الإيرانية وتوحّش العدوان الإسرائيلي وصمت المجتمع الدولي، يبقى لبنان الحلقة الأضعف، يبحث عن نجاة وسط بحر متلاطم من النيران… هل يُكتب لهذا الوطن أن ينهض من جديد؟ سؤال معلّق على خيط أملٍ رفيع، لا يملك أحد إجابته بعد.

*كاتب المقال: إعلامي لبناني.

الاخبار العاجلة