من العتب ما هو أوجع من السيف ومن الصمت ما هو أبلغ من الكلام

3 نوفمبر 2025آخر تحديث :
وجدي صادق
وجدي صادق

 

بقلم: وجدي صادق

من المؤسف، بل من المعيب والعار، أن تمرّ محطة تلفزيونية معروفة، ذات باعٍ طويل في ميدان الإعلام، وإعلاميّ مرموق من الصفّ الأوّل، على ذكر الأسماء والرموز في برنامجه، دون أن يتوقّف عند إسمٍ هو في ذاته عنوانٌ للشعر والوجدان، ورمزٌ من رموز الكلمة الحرة والعنفوان، الشاعر الكبير، أمير المنبرين، “طليع حمدان”.

كيف تُذكر القامات، وتُنسى القمّة؟ كيف يُفتح باب الحديث على من لا يُقاسون به، ويُغلق في وجه من صاغ بأشعاره وجدان الوطن والمغترب؟. إنّها سقطة إعلامية تُدوَّن لا بالحبر، بل بالخجل. فمن واجب الإعلام أن يكون مرآة للحقّ، لا مرآةً تعكس ما يُرضي المزاج أو الإنتماء.

ومن واجب الإعلامي أن يسمو على العصبيات، وأن يتذكّر أنّ الكلمة مسؤولية، وأنّ التعمّد في الإغفال جرمٌ في حقّ الموهبة والذاكرة الوطنية… يا أيّها الإعلامي المرزوق، أين هي مناقبيّة الإعلام التي طالما تغنّيت بها؟ وأين هي شعارات النزاهة والموضوعية التي ترفعها محطّتك في وجه الجماهير؟

أتُراك لا تعلم أنّ الشاعر الكبير أمير المنبرين “طليع حمدان” اسمٌ لا يُغفل، وأنّ شعره نبضُ الناس وصوتُ الأرض، وأنّ قصائده كانت رايةً في زمن الإنكسار، وبوصلةً في دروب التيه؟.

إنّ من المؤسف أن يُظلم المبدع في وطنه، وأن يُغتال حضوره بصمتٍ متعمّد أو تهميشٍ مقصود. فالإعلام، حين يُقصي الرموز، إنّما يهدم من حيث يظنّ أنه يبني، ويضعف ثقافة الأمة حين يختار ما يُرضي ذوي النفوذ لا ضمير الحقيقة. فلتعلموا، أن المنابر التي تتجاهل الكبار تفقد شرعيّتها الأدبية قبل مهنيّتها..وأنّ إسم الشاعر الكبير “طليع حمدان” سيبقى، مهما حاول البعض أن يُخفيه، كالنور الذي لا يُحجب بغربال.

* كاتب المقال: إعلامي لبناني.

الاخبار العاجلة