مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.. افتتاح بنكهة سياسية

منذ ساعتينآخر تحديث :
حاتم عبد القادر:
حاتم عبد القادر:

بقلم: حاتم عبد القادر

أبى الفنان الكبير حسين فهمي رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، أن يبدأ افتتاح المهرجان في دورته السادسة والأربعين، إلا وأن يعلن عن تماس وطيد بين الفن والسياسة، مؤكدا، أن الفن دائما في خدمة الوطن وجزء من رؤيته وخطته. فقد حيا “فهمي” دور دولته وجهود قيادتها السياسية في احتواء الأزمات العربية والإقليمية، ولم يغب عن ذهنه تقدير وتحية هذا الدور أمام الحاضرين من نجوم ومنتجي صناعة السينما من مختلف دول العالم في حفل افتتاح المهرجان.

أعلن “فهمي” على التو، آخر محطات جهود الدولة لحل الصراع الدائر في دولة السودان الشقيقة، وكذلك مساعيها الرامية إلى وأد ما يحيك بلبنان، ولم ينسى الدور المحوري لمصر تجاه قضية العرب الأولى في الصراع المستمر لنحو 77 عاما بين الفلسطينيين ودولة الاحتلال الإسرائيلي.
فقد قال الفنان حسين فهمي، نصا، في حفل الافتتاح “إنّ مصر لم تنسَ يومًا أن تدعم أشقاءها، ولم تتخلَّ أبدًا عن واجبها الإنساني، ويظهر ذلك اليوم في دعمها لإخوتنا في السودان ولبنان، وفي تمسّكها التاريخي بالقضية الفلسطينية، حتى تُوِّجت جهودها باتفاقية شرم الشيخ لوقف العدوان على غزة”.

إن كلمة “فهمي” في هذا الافتتاح تستحضر على الفور أن السينما ليست صناعة للترفيه، كما يظن البعض، أو أن منتجيها يقدمون سلعا للتسلية يدفع الجمهور ثمنها من “شباك التذاكر”، كما الحال عند الذهاب إلى مدن الملاهي ومنتجعاتها. لقد أراد “فهمي” أن ينبه على أن السينما جزء من تقدم أي أمة إذا نظرت إليها على أنها جزء أصيل من ذاكرتها التي تخلد ذكرى أحداثها ونقلها إلى الأجيال المتعاقبة على مر العصور، ولا شك أن الحديث هنا عن السينما الجادة التي يقوم على صناعتها المهمومون والمهتمين بقضايا الوطن؛ ولعل هذا ما دفع “فهمي” أن يقول في حفل الافتتاح: “إنّ مصر دائمًا قادرة على صنع المعجزات، وقادرة بإرادتها وعملها أن تصنع لحظاتٍ استثنائية، لحظاتٍ سينمائيةً خالدةً في قصتنا.. قصة سيدة البهاء، أم الدنيا مصر، التي تبدأ اليوم عصر النهضة؛ عصرًا جديدًا من الإبداع والنجاح والإنجاز، عصرًا بكم أنتم، عصرًا تكون فيه السينما جزءًا من مشروع وطنٍ ينهض بثقافته، وفنونه، وأحلامه”.

لقد توج “فهمي” حديثه عندما قال أن السينما جزء من مشروع وطن ينهض بثقافته، وهو ما يحمل صناع السينما أن يتجهوا إلى صناعة أفلام تحمل هموم الوطن وأهم ملفاته الشائكة، وليس لشراء وقت لمشاهدة أفلام تخاطب نزعات الترفيه أو التسلية التي تزول بمجرد الخروج من قاعات العرض، ولكن لشراء وقت ثمين.

على كل صناع السينما أن يدركوا أن صناعتهم تمثل إحدى روافد التربية والسياسة معا، فهي أداة من أدوات التنشئة الاجتماعية، كما لعبت دورا مهما في إلقاء الضوء على مختلف الأحداث السياسية، فالسينما خانة مهمة في ذاكرة خالدة تروي تاريخ الوطن.

الاخبار العاجلة