يستضيف يرنامج “حكاية شخصية” والذي تبثه إذاعة الشرق من باريس، الكابت الصحفي حاتم عبد القادر رئيس تحرير جريدة العربي الأفريقي، للحديث عن شهيد الدبلوماسية المصرية السفير محمد كمال الدين صلاح، والذي اغتيل أثناء عبوره الشارع أمام منزله في العاصمة الصومالية، مقديشيو، وهو متوجه إلى مقر القنصلية المصرية هناك.
ويستعرض “عبد القادر” المحطات الدبلوماسية والوطنية في حياة الشهيد محمد كمال الدين صلاح، ودوره بالغ الأثر في حياة الصوماليين حتى نيل استقلالهم عن الاحتلال البريطاني والإيطالي في العام 1960؛ حيث كان “صلاح” ممثلا لمصر في المجلس الاستشاري الذي يقوم بدور الوصاية ومراقبة عملية تحول الصومال إلى الاستقلال، فقد قامت منظمة الأمم المتحدة بتشكيل المجلس من مصر وكولومبيا والفلبين.
ويوضح “عبد القادر” في حديثه مدى كانت علاقة الغرام المتبادل بين السفير كمال الدين صلاح والشعب الصومالي، لدوره الوطني البارز في حياة الشعب الصومالي، والذي تمثل في توعيتهم ضد أهداف الاستعمار، وكيف كان له الفضل في تعديل بنود الشركات الأجنبية في الصومال التي أنشأها الاستعمار هناك لصالح الصوماليين، كما اجتهد “صلاح” في وضع خطة اقتصادية وزراعية لتحقيق نهضة صومالية تعينه على تشكيل دولة كاملة المقومات.
ويوضح “عبد القادر” في حديثه الدور الذي لعبه السفير “صلاح” في تشكيل هوية الشعب الصومالي وجعل اللغة العربية هي اللغة الرسمية للبلاد، وإعارة مدرسي اللغة العربية المصريين للمساهمة في ذلك، كذلك تنشيط حركة الدعوة الإسلامية عبر رجال الأزهر الشريف.
وحين أدركت إيطاليا مدى خطورة الدور الذي يلعبه “صلاح” ضد مصالحها وتضييق الخناق على مخططاتها في الحفاظ على الولاء وعملاء الداخل في الصومال لما بعد إنهاء الاستعمار، قامت إيطاليا بتحريض مجموعات موالية لها في الصومال لاغتيال “صلاح”، ليتم اغتياله في 16 أبريل لعام 1954، لتنتهي رحلة مليئة من الدبلوماسية الوطنية، وليكون محمد كمال الدين صلاح أو سفير يقتل خارج مصر.
البرنامج من إعداد وتقديم محمد البلك.
