كنت ذكرت في مقال سابق عن اقتراب دق طبول الحرب السنية الشيعية.. وفي الايام الاخيرة تتسارع الاحداث وتنذر بتعقيدات هائلة تنتظر الشرق الاوسط من جديد ودخول اطراف جديدة وتتشابك وتتعقد التحالفات والسيناريوهات.
وان كان الهدف دائما يصب في تفتيت واعاده ترسيم منطقتنا العربية لصالح القوي العظمي والتي تسعي علي مر التاريخ للاستفادة القصوي من ثرواتنا ومصادرنا الطبيعية وان لم تكن هذه الاستفادة بالتراضي والتعاون والتبادل التجاري تكون غصبا واحتلالا وحربا وتدميرا.
ومما يؤسف له ان تكون تنفيذ هذه الخطط بايدي البعض منا كما حدث كتيرا .
تتسارع الاحداث بعد القرارات الاخيرة للسعودية بالتحفظ علي هذا العدد الهائل من الامراء ورجال الاعمال من الصفوة ، ومن قبلها اعتقال عشرات الائمة والدعاة ، واستقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري من الرياض ، في سابقة دولية فريدة ان يقدم رئيس وزراء استقالته من دولة اخري ( حتي ولو يحمل جنسيتها ) وايضا هذا الوضع كان شاذا ان يحمل رئيس الوزراء جنسية دولة اخري.
وتتصاعد الاحداث وتتجه النية السعودية لجعل لبنان مسرحا لتصفية “حزب الله” والمواجهة مع لبنان، وصاحبه اعلان سريع لدول السعودية والكويت والامارات لرعاياها الزائرين بمغادرة لبنان علي وجه السرعة.
كل المؤشرات والاحداث تنبئ بحرب او حروب في المنطقة، ولكن كيف ستبدأ والي ما ستنتهي.
المؤكد ان الامة العربية والاسلامية مقبلة علي مرحلة جديدة من الحروب واستنزاف مقدراتنا وثرواتنا وقواتنا.
ان التاريخ يعيد نفسه بأدوات العصر الذي نعيشة ، نفس الرغبة في الهيمنة ، ونفس الهرولة في الوقوع في الفخاخ، فالألم قادم للجميع ،والحروب قاسية علي كل الاطراف ويذهب ضحيتها الشعوب البريئة، والعراق وسوريا ليسوا ببعيدين، ولنا ان نتخيل كم ستتكلف اعادة اعمار كليهما من اموال وسنوات لتعودا كما كانا .. ناهيك عن مئات الالاف ممن قتلوا وشردوا وعذبوا.
نتمني وان كان مستحيلا ان يتم ايقاف هذه النار المتأججة التي ستحرق الجميع .